قصة الصحابي سراقة بن مالك رضي الله عنه
سراقة بن مالك المدلجي الكناني، سيد بني مدلج، صحابي جليل أسلم بعد قصته الشهيرة مع
رسول الله
، بشره رسول الله صل الله عليه وسلم بلبس سوار كسرى حين قال له: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه»، وهو ما تحقق بعد وفاة رسول الله، روى الأحاديث عن رسول الله ، وتوفى في عام 24 هـ.
قصة سراقة مع رسول الله صل الله عليه وسلم:
عن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صل الله عليه وسلم دية كل واحد منهما، لمن قتله أو أسره، قال: فبينما أنا جالس في نادي قومي، إذا أقبل رجل منا حتى وقف علينا فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا على أنفًا إني لأراهم محمدًا وأصحابه، فأومأت إليه بعيني ان اسكت، ثم قلت: إنما هم بنوا فلان يبتغون ضالةً لهم، قال: لعله، ثم سكت.
قال: ثم مكثت قليلًا ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي فقيد لي إلى بطن الوادي، وامرت بسلاحي فأخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي استقسم بها، ثم انطلقت فلبست لأمتي، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره.
قال: وقد كنت أرجو أن أرده على قريش فأخذ المائة ناقة، قال: فركبت على أثره، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي فسقطت عنه، قال: فقلت ما هذا!!؟ قال: ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، قال: فركبت في أثره، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي فسقطت عنه، قال: فقلت ما هذا!!؟ قال: ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره،
قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان الإعصار، قال: فعرفت حين رأيت أنه قد منع مني، وأنه ظاهر، قال: فناديت القوم، فقلت: أنا سراقة بن جعشم، أنظروني أكلمكم فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه.
قال: فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لأبي بكر: قل له وما تبتغي منا؟ فقال لي ذلك أبو بكر، قال قلت: تكتب لي كتابًا يكون آية بيني وبينك، قال: اكتب له يا أبا بكر، فكتب لي كتابًا في عظم أو في رقعة أو في خزفة، ثم ألقاه إلي، فأخذته فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فسكت، فلم أذكر شيئًا مما كان، ثم حكى خبر لقائه برسول الله صل الله عليه وسلم بعد فتح مكة وإسلامه.
قصة إسلام سراقة:
يقول سراقة عن إسلامه: حتى إذا فتح الله على رسوله مكة، وفرغ من حنين والطائف، خرجت ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة، فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار، فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟ حتى دنوت من رسول الله صل الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله لكاني أنظر إلى ساقه، في غرزه كانه جمارة، فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي، وأنا سراقة بن مالك بن جعشم، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «هذا يوم وفاءٍ وبر، أدنه»، فدنوت منه، فأسلمت.