نبذة عن حياة الشاعر ابن عبد ربه الأندلسي

هو شاعر وأديب وهو من أهل العلم، وقد اجمع بين الثقافة الأدبية والدينية في تحصيله العلمي، وقد أهتم بأدب المشارقة، والسبب في ذلك ما تعلمه من شيوخ

الأندلس

مثل( محمد بن عبد السلام، بقي بن مخلد، محمد بن وضاح) وغيرهم، وعلى الرغم من أن أبن عبد ربه من الأندلس إلا أنه لم يذكر الأندلس ولا أهلها في شعره، وكان ابن عبد ربه من أهل الشعر والأدب والعلم، .


نبذة عن حياة ابن عبد ربه


ولد ابن عبد ربه في

قرطبة

من شهر رمضان من عام 246 هجريا، وتخرج على يد علماء الأندلس وقد أمتاز ابن عبد ربه بحبه لاطلاع في الرواية والعلم، وقد امتاز بالقصائد التي كانت عن الزهد والمواعظ، وكانت له شهرة كبيرة، ومن أشهر كتبه ( العقد الفريد)، وهذا الكتاب جامع: للشعر، العروض، الأمثال والأنساب و

الموسيقى

والأخبار، وقد استوعب ابن عبد ربه كل ما دونه شعراء الأدب مثل:  ( ابن قنيبة، الجاحظ، أبو عبيدة، الأصمعي) وغيرهم.

وقد اشتهر بالموشحات، وأيضا له شعر سلس الأسلوب رقيق فيه غزل ووصف ومديح وجميع أغراض الشعر الأخرى، وهو صاحب كتاب العقد الفريد في الأخبار، وهذا الكتاب قد تم تقسيمه على عدة فنون، وقد قام ابن عبد ربه بتسمية كل باب باسم ( على نظم العقد)، وقد جعله ابن عبد ربه 25 كتابا، لكل كتاب جزءان، فأصبحت 50 جزءا في 25 كتابا.

وقد توفي عن عمر 82 عاما وذلك يوم الأحد في 18 من جمادي الأول لعام 328 هجريا، فقد أصيب ابن عبد ربه بالفالج مثل ما حصل مع ( أبي الفرج الأصفهاني، و

الجاحظ

، وقد دفن في القرطبه في مقبرة بالعباس )


نسب ابن عبد ربه :

يكون ابن عبد ربه هو ( أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حيدر بن سالم)، وكان يكنى أبي عمرو، وجده الأعلى سالم كان مولي ( هشام بن عبد الرحمن)


ماذا قيل عن ابن عبد ربه؟ :

قال ابن كثير على ابن عبد ربه في كتابه ( البداية والنهاية): أنه يدل على الكثير من كلامه إلى شيوعه، وقد يميل إلى بني أمية، والعجيب في الأمر أن أحد مواليهم قد يكون الأولى به ويكون ممن لا  يعاديهم وان يكون ممن يؤيدهم.


أشهر أشعاره

فُؤادِي رَمَيْتَ وَعَقْلي سَبيتْ * وَدَمْعي مَرَيْتَ ونَوْمِي نَفَيْتْ

يَصُدُّ اصْطِباري إذَا مَا صَدَدْتَ * وَيَنْأى عَزائي إذَا مَا نَأَيْتْ

عَزمتُ عَليكَ بِمجرى الرِّياحِ * وَمَا تَحْتَ ذلكَ مِمَّا كَنَيْتْ

وَتُفَّاحِ خَدٍّ? ورُمَّانِ صَدْرٍ * وَمَجْناهُما خَيرُ شَيءٍ جَنَيْتْ

تُجدِّدُ وَصْلاً عَفا رَسْمُهُ * فَمِثْلُكَ لمَّا بَدا لي بَنَيْتْ

على رَسْمِ دَارٍ قِفارٍ وَقَفْت * وَمِن ذِكرِ عَهدِ الحبيبِ بَكَيْتْ


قصيدة أبا صالح أين الكرام بأسرهم

أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ

أَفِدْنِي كَريماً فَالكَريمُ رِضَاءُ

أحقاً يقولُ الناسُ في جودِ حاتمٍ

وَابْنُ سِنَانٍ كانَ فِيهِ سَخَاءُ

عَذيرِيَ مِنْ خَلْفٍ تَخَلَّفَ مِنْهُمُ

غباءٌ ولؤمٌ فاضحٌ وجفاءُ

حجارة ُ بخلِ ما تجودُ وربما

تفجّرَ منْ صُمِّ الحجارة ِ ماءُ

ولو أنَّ موسى جاءَ يضربُ بالعصا

لمَا انْبَجَسَتْ مِنْ ضَرِبْهِ البُخَلاءُ

بقاءُ لئامِ الناسِ موتٌ عليهمُ

كما أنَّ موتَ الأكرمينَ بقاءُ

عَزيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ تَجُودَ أَكُفُّهُمْ

عليهمْ منَ اللهِ العزيزِ عفاءُ


قصيدة أبا عبيدة َ والمسؤولُ عن خبرٍ

أبا عبيدة َ والمسؤولُ عن خبرٍ

يحكيهِ إِلاَّ سُؤالاً للذي سألا

أبيتَ إِلاَّ شُذوذاً عن جماعتِنا

ولم يُصبْ رأيُ من أرجا ولا اعتزلا

كذلك القِبلة ُ الأولى مُبدلة ٌ

وقد أبيتَ فما تبغي بها بدلا

زعمتَ بهرامَ أو بيدُختَ يرزقنا

لا بل عُطاردَ أو بِرجِيسَ أو زُحَلا

وقلتَ : إنَّ جميعَ الخلقِ في فلكٍ

بهمْ يحيطُ وفيهمْ يَقْسِمُ الأجَلا

والأرضُ كورِيَّة ٌ حفَّ السماءُ بها

قد صارَ بَينهما هذا وذا دُوَلا

فإنَّ كانون في صنعا وقُرطبة ٍ

بردٌ، وأيلولُ يُذكي فيهما الشُّعَلا

هذا الدليلُ ولا قولٌ غُرِرتَ بهِ

منَ القوانينِ يُجلي القولَ والعملا

كما استمرَّ ابنُ موسى في غوايتهِ

فوعَّرَ السهلَ حتى خِلتَهُ جَبَلا

أَبلِغْ معاوية َ المُصغي لقولهِما

أني كفرتُ بما قالا وما فعلا