الاحتفال بيوم الغذاء العالمي من أجل القضاء على الجوع

مما لا شك فيه أن أسوأ ما يمكن أن يواجهه الإنسان هو أن يصحو من نومه فلا يجد مايقتات به هو أو أبنائه  الصغار، أو أن يخلد إلى النوم وفي نفسه حاجة إلى الطعام أو الغذاء، لذلك أسست منظمة الأغذية والزراعة المعروفة عالمياً ب

منظمة الفاو

والتابعة لمنظمة الأمم المتحدة يوم الغذاء العالمي ،والذي يتم الإحتفال به في السادس عشر من أكتوبر لكل عام، ويهدف الإحتفال إلى التوعية بالمعاناة التي يعيشها الجياع بجميع أنحاء العالم دون الإلتفات للونهم أو دينهم أو جنسيتهم، وكذلك للعمل على رفع هذه المعاناة بمختلف الطرق والسبل الممكنة، وفي هذا الإطار إنضمت 150 دولة حول العالم للإحتفال بهذا اليوم.


الهدف من تأسيس يوم الغذاء العالمي


وقد جاء تأسيس هذا اليوم ليحقق عدداً من الأهداف من بينها

1- كسب ود وتعاون الرأي العام العالمي في مكافحة الجوع ونقص الغذاء.

2- حث الدول النامية على إستخدام التكنولوجيا في المجالات الإقتصادية.

3- لفت الإنتباه إلى أهمية الإنتاج الزراعي في مواجهة نقص الغذاء.

4- مكافحة نقص الغذاء على جميع الأصعدة المحلية والدولية.

5- تشجيع نساء الريف على العمل والإنتاج من أجل سد حاجاتهم الأساسية.


شعار الاحتفال بيوم الغذاء العالمي لهذا العام


ومن الجدير بالذكر أن المنظمة تخصص شعاراً للإحتفالية التي تقام سنوياً ويتم مناقشة المشكلة التي يتضمنها الشعار وشعار هذا العام هو فلنغير مستقبل الهجرة، حيث تؤثر الهجرة تأثيراً سلبياً خاصة على المناطق التي يتم هجرها مثل المناطق الريفية التي يتركها أبنائها ويخلفون ورائهم أعمالاً هامة لا يستقيم العالم بدونها ونقصد الزراعة، فالزراعة هى المصدر الأساسي للغذاء عالمياً، ومن الجدير بالذكر أن المنظمة قد إحتفلت بيوم الغذاء العالمي لأول مرة تحت شعار الغذاء أولاً في إشارة إلى أن الغذاء يسبق أي شيء آخر.


تأثيرالمناخ على الغذاء


تعد التغيرات المناخية القاسية أحد العوامل المؤثرة في نقص الغذاء حيث تؤثر الأعاصير والفيضانات بشكل سلبي على توفير الغذاء، لذلك تهدف المنظمة إلى توعية المزارعين في جميع البلدان بالتأثيرات المناخية السلبية وكيفية مواجهتها من أجل توفير الغذاء بشكل مستدام، وتحقيق مفهوم الأمن الغذائي.

كما تهدف المنظمة إلى توعية النساء الحوامل بأهمة التغذية خلال فترة الحمل وفي الألف يوم التي تليها بالنسبة للأم والطفل.


ويمكن إجمال النتائج المترتبة على حلم القضاء على الجوع عالمياً فيما يلي


1- إنقاذ حياة ما يقارب من ثلاثة ملايين طفل سنوياً يواجهون شبح الموت بسبب نقص الطعام والتغذية.

2- حصول الأم على الغذاء اللازم مما يساعدها على القيام بمهمتها تجاه أبنائها بكفاءة عالية وإنتاج أفراد مؤهلين صحياً ونفسياً وإجتماعياً .

3- كما يتوقع أن يؤدي القضاء على الجوع إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي بنسبة 16.5%.


القضاء على الجوع واقع أم خيال


كما يقول

الشاعر محمود درويش

إننا نحب الورد لكننا نحب الخبز أكثر، ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر فالغذاء هو حاجة أساسية من الحاجات الضرورية لإستمرارية حياة الإنسان، فكيف لشخص جائع أن يكون عضو فعال في المجتمع، وكيف لمجتمع بائس مكون من مجموعة من الجياع أن يكون مجتمع منتج وذا قيمة، لذلك من الضروري إشباع الحاجات الأساسية للإنسان والتي يأتي على رأسها الغذاء والطعام.

يتوقع البعض أن مفهوم القضاء على الجوع هو مفهوم واسع وكبير ولايمكن تحقيقه، ولكن الحقيقة وفقا لتقارير منظمة الفاو تثبت العكس، إذ إستطاعت 72 دولة التغلب على هذه المشكلة بنسب مرتفعة، وذلك من بين 126 تتابع المنظمة حالات نقص الغذاء ومشكلاته بها، إن القضاء على الجوع ليس ضرباً من ضروب الخيال أو المستحيل لكنه يحتاج إلى تضافر جهود الجهات المعنية من أجل تحقيقه، وتوفير حياة أفضل للإنسانية جمعاء.