قصة قصيرة “من هو صاحب كوب الماء ؟ “
تحكي القصة عن بلدة يحكمها ملك حكيم، تتعرض لأحد المواقف الصعبة التي تتطلب من كل فرد فيها تقديم واجبه نحو بلدته إلا أن أهل البلدة خذلوا ملكهم، وقرروا عدم الاشتراك في أي عمل جماعي سواء بالمال أو بالعمل أو بالعلم، مما جعل الملك يقرر أن يلقنهم درسًا مهمًا لن ينسوه طوال حياتهم، كان السؤال الأهم فيه من هو صاحب كوب الماء ؟
بداية القصة بلدة بعيدة:
كانت هناك بلدة بعيدة يعمها الخير يعرف أهلها بالطيبة والود وكان يحكمها ملك صالح لفترة طويلة لم يشتكي فيها أحد من الجوع أو قلت المال أو نفاذ المخزون وبينما الحال جيد في المملكة حتى هبت عاصفة اقتلعت الزرع من مكانه، ولم توجد زرعة واحدة باقية على الحياة كما تدمرت العديد من المنازل ، وهلك الكثير من التجارة، مما اضطر أهل القرية أن يحافظوا على مخزونهم من الحبوب والأموال قدر الإمكان، ولكن لاحظ الملك بعد فترة أن أهل القرية تبدل بهم الحال واصبحوا لا يتحدثون مع بعض فقرر أن يطلب منهم أن يجتمعوا للتشاور في حل هذه الأزمة والمصيبة التي حلت ببلادهم.
من يستطيع المساعدة ؟
اجتمع أهل البلدة أمام الملك في الوقت المحدد وبدأ الملك يشرح أوضاع البلدة ومدى التدهور الاقتصادي الذي حصل بها في فترة قصيرة وأنه على كل واحد بالبلدة أن يساعد بلده بالقدر الذي يملكه فصاحب المال يقدم المال وصاحب العلم يقدم المشورة والنصيحة والفقراء يقدمون العمل من أجل الإصلاح حتى يعم الخير البلدة من جديد، ولكن الملك فوجئ بصمت رهيب ولم يتقدم أحد للمساعدة، فكل منهم يخاف على مخزونه من الأموال والحبوب أن لذلك قرر الملك ان يلقنهم درسًا عمليًا.
كوب حليب من كل مواطن :
قام الملك بإصدار أمر عام على جميع أهل البلدة بأنه سوف يتم وضع إناء كبير في طرف البلدة وعلى كل مواطن أن يقوم بوضع كوب واحد من الحليب داخل الإناء على ان لا يراه أحد أثناء فعله ذلك وبالفعل نفذ أهل البلدة طلب الملك وفي الصباح ذهب الملك عند الإناء واجتمع باهل البلدة ليريهم ما جمعوه من الحليب إلا أن أهل القرية تفاجأوا بالإناء مملوء ماء وليس حليب فقد كان كل واحد منهم يقوم بوضع كوب من الماء بدلًا من الحليب ظنًا منه أن كوب واحد لن يؤثر في هذه الكمية من الحليب.
توضيح الدرس :
قام الملك وخطب في أهل بلدته وأخبرهم أن هذا الإناء يمثل بلدتهم وكوب الحليب هو مقدار العطاء البسيط الذي يقدمه كل فرد في البلدة ولو أن كل واحد منهم أتقن عمله وراعى ضميره فيما يعطي من مال أو علم أو عمل لكان هذا الإناء مملوءً حليب يكفي جميع من في القرية ويمنعهم من الجوع، إلا أن حرصهم الشديد وعدم مراعاة الضمير فيما يقدمون جعل كل فرد منهم يتصور أن عمله الغير كفء والذي يعبر عنه كوب الماء بدلًا من
الحليب
لن يؤثر في الإناء وهو بلدتهم. وفي النهاية وقف جميع من بالبلدة في حالة خجل من أنفسهم عندما وجه إليهم الملك من هو صاحب كوب الماء فقد اكتشفوا جميعًا أن كوب الماء يعني الضمير والإتقان في العمل.
النهاية السعيدة :
كانت لهذه التجربة المخجلة الأثر الأكبر على أهل البلدة فقد قرروا المساعدة من أجل إعمار بلدتهم مرة أخرى، وكان هذا نتيجة لتفكير الملك الحكيم في كيفية توجيه رعيته نحو ما يفيدهم ويفيد بلدتهم.