حقائق علمية عن السفر عبر الزمن

حلم الكثيرون من الناس أن ينجحوا في السفر عبر الزمن و ذلك إما لرغبتهم في تغيير أحداث بالماضي ، أو لتطلعهم لرؤية المستقبل و العيش فيه ، و قد ظهرت العديد من روايات

الخيال العلمي

التي تحدثت عن هذا الأمر و تخيلت الأحداث التي يُمكن أن يواجهها الأشخاص إذا سافروا عبر الزمن ، و لكن هل من الممكن أن يصبح هذا الحلم حقيقة في يوم من الأيام ؟ بالرغم من جنون تلك الفكرة إلا أنه علمياً و بحسب نظريات

آينشتاين

فإن أمل تحقيقها مازال موجوداً .


نظرية آينشتاين عن الزمن :


حسب نظرية آينشتاين فإن الزمن هو أحد أنسجة الكون التي تلتحم بالمكان فلا يمكن أن تنفصل عنه أبداً ، و إن الأبعاد الأربعة و هي أبعاد المكان الثلاثة و الزمن هي التي تعمل على تشكيل هذا العالم ، و يقول آينشتاين أن الزمن لا يتحول إلى ذكريات و لا ينعدم ، بل هو موجوداً في الواقع وجوداً فيزيائياً و لكن لا يستطيع عقلنا إدراكه .

هذا الأمر أشبه بالشريط السينمائي الذي يقوم بعرض عدة لقطات من الفيلم ، فالمشاهد يدرك بأنه يرى لقطات متتابعة ، و لكنه لا يُمكنه رؤية أكثر من لقطة خلال وقت واحد ، و هذا لا ينفي وجود اللقطات الأخرى ، فإذا تخيلنا أننا أبطال هذا

الفيلم

فهذا معناه أننا لن ندرك سوى اللحظة التي نعيشها بداخله داخل الأبعاد المكانية الثلاثة .

إذا كنا متفرجين فسيكون بإمكاننا امتلاك الأداة التي تسيطر على شريط

السينما

و تمكننا من العودة إلى الوراء أو التقدم للأمام ، و لكن المشكلة أننا لم نستطيع أن نمتلك الوسيلة التي تقوم بهذا الأمر في الواقع ، أما بالنسبة لوجود الماضي و المستقبل و الحاضر فهو أحد الثوابت الفيزيائية المؤكدة ، و التي تعني أن السفر عبر الزمن من الأمور المنطقية و لكن من الناحية النظرية فقط .


طرق السفر عبر الزمن حسب نظريات آينشتاين :



– استخدام سرعة كبيرة  :


يُمكن القيام بهذا الأمر من الناحية النظرية التي تفترض أنه إذا تم اختراع صاروخ ذو كتلة كبيرة و تصل سرعته إلى سرعة الضوء فإن ذلك سيؤثر على الزمن أي أنه يُمكن أن يسافر عاماً في الفضاء بما يعادل خمسين عاماً على الأرض ، و هذا يعتبر سفراً عبر الزمن و لكن من الصعب أن يتحول هذا الأمر إلى الناحية العملية لأن اختراع هذا الصاروخ يتطلب الكثير من الطاقة الغير متوفرة على كوكب الأرض .


– الانفلات من الجاذبية :


إن الجاذبية ينتج عنها وجود تباطؤ في الزمن و قد قال عنها آينشتاين أنها قوة ليست مصدرها في الكتلة ، بل إنها ناتجة عن وجود تشوه بالنسيج الكوني ، و الذي يتسبب في سقوط الأجسام الصغيرة بهذه التشوهات الناتجة عن الاجسام الكبيرة ، و إذh كانت الجاذبية تؤدي إلى تباطؤ الزمن ، فإن ذلك يعني أنه إذا ابتعد الإنسان عنها و استطاع الانفلات من قوتها فإن ذلك سينتج عنه تسارع في الزمن .


السفر عبر الزمن في رأي ستيفن هوكينج :


يعرض ستيفن هوكينج فكرة أخرى للسفر عبر الزمن و هي من خلال استغلال الثقوب السوداء الموجودة في

الفضاء الخارجي

، و هي عبارة عن مجموعة من الثقوب التي نشأت نتيجة انفجار أحد النجوم و تتمتع هذه الثقوب بجاذبية شديدة تقوم بجذب أي جسم بالقرب منها ليختفي من الوجود .

يقول ستيفن أنه عندما يتم إرسال سفينة فضائية لتسير بالقرب حول الثقوب السوداء فإن ذلك يؤدي إلى مرور الزمن ببطء شديد مقارنةً بالزمن على كوكب الأرض ، و لكن فعالية هذه الفكرة ليست كبيرة بسبب بعد المسافة بيننا و بين هذه الثقوب ، لذلك تم اللجوء إلى نظرية ثقب الدودة .

تكمن فكرة ظاهرة الدودة في إحداث انحناء بنسيج الزمكان في الثقوب السوداء ثم اختراقه مما سيؤدي إلى انتقال الاشخاص إلى مكان و زمان مختلفين ، و لكن يحتاج ذلك إلى وجود مركبات ذات سرعة فائقة تستطيع القيام بهذا الأمر ، و يصعب تحقيق هذه الفكرة فعلياً بسبب صعوبة التعامل مع الثقوب السوداء و لكنها ممكنة من الناحية النظرية .

بالرغم من أن فكرة السفر عبر الزمن كانت مجالاً للسخرية من قبل الكثير من العلماء و ذلك لأنهم رأوا أن تحقيقها من المستحيلات ، و لكن مع تطور العلم و النظريات الجديدة أصبحت تلك الفكرة محط اهتمامهم و من يدري فربما ينجح هذا الأمر في يوماً ما ، و يبقى العلم عند الله تعالى .