قصة استشهاد الضابط المصري الذي انحنى له اليهود
محمود علي الجيزي ضابط مصري في الصاعقة البحرية، استشهد عام 1973، كان أحد مقاتلي المجموعة 39، استطاع أن يلحق الخسائر بالعدو لمدة 11 ساعة من القتال المتواصل حتى تم استشهاده حيث تعبر قصة استشهاد هذا البطل المصري عن جرأته الشديدة وتحمله للمشقة العالية أثناء القتال في ظروف تعد أكثر من قاسية إلا أنه تصدى لها ببسالة وقوة فقد استطاع قتل 9 من جنود العدو والحاق الضرر بالكثير منهم حتى كانت اللحظة الحاسمة والتي تم فيها استشهاد البطل محمود على الجيزي بعد مقاومة عنيفة مما جعل عدوه الصهيوني ينحي له احترامًا بعد وفاته.
من هو الشهيد الجيزي :
هو الضابط محمود على الجيزي أحد أبطال قوات الصاعقة البحرية المصرية، اشترك في حرب اليمن وأثبت شجاعته وقدرته على التحمل، كذلك اشترك في جميع عمليات المجموعة 39 قتال منذ بداية حرب الاستنزاف عام 1967 حتى
حرب أكتوبر
عام 1973 والتي تم استشهاده فيها بعدما قدم روحه فداءً للوطن بعد ان قدم نموذجًا للجندي المصري صاحب العزيمة والإصرار القوي والقدرة الفائقة على تحمل الظروف الصعبة أثناء مواجهة العدو.
قصة استشهاد البطل المصري :
كان الجيزي يوم الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1973م ضمن القوات البحرية الخاصة المكلفة بحماية منطقة الأدبية من محاولة العدو للإنزال البحري بهدف الوصول إلى السويس عن طريق الخليج مما أدى إلى حدوث اشتباك عنيف بين مدرعات الجيش الإسرائيلي وقوات البحرية المصرية، من خلال استراحة على الطريق في بين جبل عتاقة والأدبية وبعد قتال طويل ظل الجيزي يرسل الطلقات من خلال سلاح بدائي في ملحمة تاريخية ظلت لمدة 11 ساعة من القتال المتواصل استطاع خلالها هذا البطل الشجاع إلحاق الخسائر بالعدو الذي لم يستطيع التعامل مع هذه الروح القتالية الباسلة فكان القرار هو هدم الاستراحة، وفي انفجار شديد تناثر فيه جميع أجزاء الاستراحة ظن العدو أنه تم القضاء على من بداخلها وبالفعل تم إعلان البطل محمود الجيزي ضمن المفقودين.
بطولة وشجاعة :
ظلت حكاية وقصة استشهاد البطل عند هذا التاريخ حتى استطاع أحد ضباط البحرية ويدعى احمد حسام، في مقابلة مع سائح إسرائيلي كان يتحدث العربية بطلاقة أن يتوصل إلى الحقيقة الغائبة حين سأله السائح هل تعرف ضابط مصري اسمه الجيزي؟، فأجاب : بالطبع هو أحد أبطال أكتوبر المفقودين وذلك لعدم العثور على جثته، فقال السائح : أنا كنت ضابط بالجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر، وكنت أعمل بأحد الفرق الموجودة بجبل عتاقة، وما حدث بالفعل بعد الانفجار أن البطل الجيزي استطاع الهروب من موقعه قبل الانفجار بلحظة واحدة لينجو بحياته، ولكنه لم يهرب أو يتراجع على العكس اتخذ الجيزي أحد المحاجر مقرًا له للهجوم على معسكراتنا ليلًا وقتل الكثير من الجنود، حتى أنه استطاع قتل 9 من الجنود وإصابة الكثير منهم، وظل البحث جاريًا حتى توصلنا إلى المحجر الذي يختبأ فيه هذا الضابط وتم الاشتباك معه إلا أنه رفض الاستسلام أو تسليم نفسه فكان القرار هو هدم المحجر حتى نستطيع وقف القتال، فعلى الرغم من طول الفترة إلا أن هذا الضابط لم يتوقف عن القتال وجاء القرار بالتنفيذ وهدم المحجر.
احترام وتقدير :
بعد هدم المحجر قمنا بالتفتيش حتى عثرنا على جثة الضابط ومن أوراقه تبين أن اسمه محمود الجيزي، وأنه ضابط بالصاعقة البحرية المصرية، وعلى الرغم من كل الخسائر التي تكبدنها طوال فترة القتال مع هذا الضابط إلا أننا لم نستطع أن ننكر شجاعته وبسالته في القتال التي نادرًا ما تتكرر لذلك حرصنا على دفن جثته وتقديم التحية العسكرية له أثناء مراسم الدفن، بما يليق مع تاريخ البطل المشرف.