قصة السفاح أبو طبر الغامض

حاتم كاظم هضم الشهير بأبو طبر [1932 – 1976]، ارتكب العديد من جرائم القتل والسرقة على مدى سنوات دون ان يتعرف عليه أحد، كان يستخدم أداة حادة يطلق عليها طبر لقتل ضحاياه وهذا هو سبب تسميته أبو طبر، الذي كان على درجة كبيرة من الذكاء حيث كان الصديق المقرب لضباط الشرطة ويتواجد يوميًا في قسم البلدة لمتابعة الأخبار ومساعدة الشرطة كما يدعي، وفي أحد الأيام تعرفت عليه أحد ضحاياه وهي الناجي الوحيد من جميع الضحايا، وتم القبض عليه وإيداعه الحبس وبعد اعترافه بارتكاب جرائم السرقة والقتل تم الحكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم في عام 1976 في سجن أبو غريب العراقي.


نشأة وحياة أبو طبر :


ولد حاتم كاظم هضم لعائلة كبيرة وكريمة بالمسيب يطلق عليها “آل هضم” و ذلك في عام 1932م، عاش حياة كريمة عادية تنقل فيها عبر مراحل التعليم المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى التحق بمدرسة المفوضين في عام 1949م وتخرج منها برتبة ضابط للشرطة، إلا أنه فصل من الخدمة بعد عام واحد وذلك لأسباب مهنية، قرر بعدها الالتحاق بالثانوية من جديد والالتحاق بكلية القوة الجوية، إلا أنه فصل منها أيضًا بسبب إهماله وطيشه فقد تعرضت إحدى الطائرات لخلل أثناء التدريب.


عدم الاستقرار والتشتت :


بعد فشله الزريع في إكمال دراسته قرر حاتم السفر إلى الكويت وذلك في عام 1957م، ولكنه في خلال سنتين قرر العودة مرة أخرى للعراق، اشتغل بعدها بإحدى الوظائف الحكومية وهي محاسب جباية في إحدى دوائر الأوقاف

بكركوك

، إلا انه تم فصله للإضرار بالمال العام وتمت محاكمته بالسجن لمدة عامين ونصف، قرر بعدها حاتم في عام 1962 السفر إلى أوربا والتنقل بين عدة دول أوروبية فسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والنمسا وبلجيكا والعديد من الدول الأوربية حتى أتقن العديد من لغاتها.


العمل بتهريب الأسلحة والسيارات :


كانت الميول الإجرامية واضحة عند حاتم حتى تم استقطابه أثناء تواجده بألمانيا ضمن إحدى عصابات تهريب السيارات والأسلحة حيث كان يقوم بجلب الأسلحة والسيارات من بلجيكا وألمانيا وتهريبها إلى اليونان وتركيا وسوريا، إلا أن حاله في العمل كحاله في التهريب لم يفلح كثيرًا فقد تم القبض عليه أكثر من مرة في محاولات التهريب والعديد من الحوادث حتى انه تم الحكم عليه في إحدى الدول الأوربية بالحبس لمدة 10 أشهر، مما أضطر حاتم للعودة سريعًا إلى العراق مرة أخرى.


حوادث سرقة متكررة والفاعل أبو طبر المجهول :


انتشرت حوادث السرقة المتكررة في

بغداد

والتي غالبًا ما يقتل الضحايا فيها، نتيجة استخدام السارق أداة معدنية حادة يقوم بضرب الضحية على رأسه ضربة واحدة يموت فيها، وقد أطلق سكان المدينة على القاتل أبو طبر نسبةً للأداة التي يستخدمها في القتل، وأصبحت المدينة في خطر فهناك قاتل مجهول الهوية يمشي بين الناس ولا يعرفه أحد حيث كان على درجة كبيرة من الذكاء تجعله يستطيع التخفي وتنفيذ جريمته في أسرع وقت دون ترك أي أثر له في مكان وقوع الجريمة.


حاتم كاظم هضم هو أبو طبر القاتل المجهول :


وفي إحدى هجمات أبو طبر على عائلة يهودية داخل منزلها قام بقتل الزوج والزوجة والابنة وأثناء تفتيشه بالمنزل عثر على الخادمة متخفية تحت بطنية فرفع البطانية وضربها ضربة واحدة وانطلق بعد ان سرق المنزل ولكن شاءت الأقدار أن تعيش هذه الخادمة للتعرف على الجاني الحقيقي فأثناء تواجدها للإدلاء بشاهدتها في قسم الشرطة شاهدت رجل يقف بعيداً ويتحدث إلى رجال الشرطة فأسرعت تصرخ وتقول القاتل… القاتل وهي تشير إلى الرجل وما ان أمسكوه حتى تعرفت عليه وقالت أنه مرتكب الجريمة.


القبض على أبو طبر واعترافه بالجريمة :


تم القبض عليه وتوجيه التهم إليه وعند تفتيش منزله عثر على الكثير من المسروقات للضحايا السابقين، كما عثر على راديو مكتوب عليه اسم العائلة اليهودية، تم القبض على زوجته والتي اعترفت أنها كانت تحدد هدفها من فئة العوائل الثرية وتدعي أنها خادمة وبعد فترة من العمل تتركه بعد أن تتعرف على مداخل ومخارج المنزل، ثم يقوم زوجها حاتم بتنفيذ عملية القتل والسرقة، تم تقديم أبو طبر للمحاكمة وتم الحكم عليه بالإعدام في عام 1976 في سجن أبو غريب العراقي.