إذا كان الطفل يستخدم يده اليسرى ، وسط هذا المجتمع الذي يستخدم غالبية أفراده اليد اليمنى ، فهذا الأمر يصبح مصدرا للقلق والتوتر داخل الأسرة ، ويحاول الوالدين تغير تفضيل الطفل لليد اليسرى ، إعتقادا منهم أن

الطفل الأشول

يتصف بعدم التناسق ويصبح أكثر عرضة للحوادث ، ولأن ديننا يحث على استخدام اليد اليمني في الطعام والشراب وغيرها من الأمور .

كيفية اكتشاف الطفل الأشول :

توجد بعض العلامات التي تظهر على الطفل مثل تفضيل الطفل لليد اليسرى عند بدء الحركة ، الإشارة عند الكلام ، ولا يرتبط ذلك بعمر معين ولكنها يظهر ذلك بوضوح في عمر سنة ونص ويبرز أكثر عند بلوغ 3-4 سنوات ، ونلاحظ ذلك عندما يحمل الطفل أقلامه وألوانه في اليد اليسرى ، الوقوف على القدم اليسرى عندما تطلبه من الوقوف على قدم واحدة ، وركل الكرة بالقدم اليسرى .

أ

سباب علمية وراء الطفل الأشول :

– وجود جين LRRTMI ، والذي يحدد وظائف الجزء الأيمن أو الأيسر في الدماغ ، فنجد الشخص الذي يستخدم اليد اليمنى ، يكون الجزء المسيطر على اللغة والكلام هو الأيسر ، بينما يسيطر الجزء الأيسر على العواطف ، ويحدث عكس ذلك عندما نستخدم اليد اليسرى .

– هناك نظرية تقول أن زيادة

هرمون التوستيستيرون

يلعب دورا هاما في عملية الإخصاب ويسبب حدوث ظاهرة الطفل الأعسر .

– يقال أيضا أن الطفل الأشول يكون أحد توأمين ، وربما مات أحدهما الذي كان يستخدم اليد اليمنى ، كما أن العوامل الوراثية تؤثر على هذا الأمر ، فإذا كان أحد الوالدين أشول ، يمكن أن ينجب طفل أشول بنسبة 45-50% .

تأثير الضغط على الطفل لإستخدام اليد اليمنى :

عندما يقوم الآباء بإجبار الأطفال على استخدام اليد اليمني ، فإنهم يسببون العديد من المشاكل النفسية للطفل وأبرزها التلعثم في الكلام ،

التهتهة

، وصعوبة الإدراك وتعلم القراءة والكتابة ، فلا ينبغي توبيخ الطفل أو عقابه عندما يقوم بذلك ، لأن هذا العقاب يقلل تقديره واحترامه لذاته ، بل يجب أن تتفهي متطلباته وتتقبلي وضعه الراهن .

أبرز التحديات التي تواجه الطفل الأشول :

– تتطور الأمور عندما يذهب الطفل إلى المدرسة ، ويتوقف الأمر على الإهتمام الذي يقدمه معلميه ، وحصوله على التدريب المناسب ، فيستخدم مدرس أو مدرسة الطفل اليد اليمنى عادة ، فيصبح الأمر تحديا ليقوم بتعليم طفلك كيفية الإمساك بالقلم ، ومن الملاحظ سوء استخدام القلم للشخص الأشول نتيجة عدم تعليمه كيفية الإمساك الصحيح للقلم منذ الصغر .

– إذا قام المعلم بدوره بمحاولة إجبار الطفل على استخدام اليد اليمنى ، يشعر الطفل وقتها بعدم الراحة وتصبح الواجبات المنزلية عبئا غير محتمل ، فيفضل ترك الطفل يده اليسرى ، ويجب أن يتقبل الوالدان الأمر ولا ينصتان لما يقال لهم مثل طفل متاخر أو كتاباته غير منظمة ، وترجع هذه المشكلة نتيجه لمس يد الطفل للحبر قبل أن يجف عندما يقوم بالكتابة من اليسار إلى اليمين ، مما يسبب تلطخ الكتابة وتصبح غير واضحة ، لذلك يجب الإتفاق مع المعلمين على وضع ذلك في الإعتبار عند تقيم مستوى الواجبات المنزلية .

– يواجه الطفل تحديا آخر وهو المعدات المدرسية التي تكون مجهزة عادة للإستخدام باليد اليمنى ، مثل المكاتب ذات المساند الجانبية ، مما يجعل الطفل غير مرتاح بالمرة ويشعر بالإختلاف ، فيجب أن تطالبي بمقعد مناسب له ، واختيار زميل مناسب ليجلس معه ويفضل أن يكون أشول أيضا حتى لا ننصادم ذراعيهما أثناء الكتابة .

– يمكن اتباع بعض التعليمات البسيطة مثل كسب طرق جديدة للكتابة ، مثل قلب الورقة حيث يكون الجزء العلوي لأسفل حتى يقلل الضغط على الرسخ ، والإمساك بالقلم على بعد 1-2 سم من سن القلم ، واختيار الأقلام المناسبة التي يجف حبرها سريعا ، وعند استخدام الحاسب الآلى يجب التأكد من تثبيت الفأرة على الجانب الأيسر .

– يمكن استخدام طريقة المرآة في المنزل لتعليم الطفل الأشول ، فينبغي مواجهته بدلا من الوقوف إلى جانبه عندما تقوم بتعليمه بعض المهام الأساسية ، مثل تعليم ارتداء الحذاء أو

رابطة العنق

.

– يجب التعامل مع الطفل بطريقة سلسة ولا تشعره بأنه مختلف عن الآخرين ، ويمكن أن يلاحظ الطفل أن جميع زملائه بالصف يستخدمون اليد اليمنى ، فربما يقوم بتقليدهم شيئا فشيئا ، ولا تتعاملي معه أنه لديه عيب خلقي بل أشعريه أنه ليس وحيدا ، وهذه صفة تميزه .