نبذة عن حياة الإمام مسلم
إن العلماء الذين اهتموا بالإسلام سواء من حيث تفسير القرآن الكريم، أو رواية
الأحاديث النبوية
وتفسيرها، أو بيان المستحب والمكروه في الأمور الفقهية عامة كثيرين، ومن أهم وألمع الأسماء في هذا المجال : الأمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، وهم الذين وضعوا كتب في الحديث تعد من أهم المراجع فيه وأصحها .
الإمام مسلم
أولا اسمه ونسبه
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، المشهور بالإمام مسلم، وهو من قبيلة قشير، وهي قبيلة مشهورة ومعروفة عند العرب، وهي نسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ونيسابور هي مدينة مشهورة من أفضل مدن خراسان، وهي منبع العلماء، وهي التي ولد وتوفى فيها الإمام مسلم، وقال فيها هلال بن العلاء الرقي ” شجرة العلم أصلها بالحجاز، ونقل ورقها إلى
العراق
، وثمرها إلى خراسان ” .
ثانيا مولده
اختلف العلماء في سنة ميلاد الإمام مسلم، ولكن تاريخ وفاته ثابت موثوق فيه وهو عام 261 هــ، أما الاختلاف فمن حيث سنه عند الوفاة، فهناك جزء يقول أنه توفي وهو في سن السابعة والخمسين، وبالتالي على هذا الرأي فإن سنة ميلاده ستكون 204 هــ، وهناك رأي آخر يقول أنه توفي وهو ابن ستون عاما، وبهذا تكون سنة ميلاده هي 201 هــ، أما الرأي الأخير فيقول أنه ولد عام 206 هــ لأنه توفي وهو ابن 55 عام .
ثالثا نشأته وتعليمه
كان والد الإمام مسلم ” حجاج بن مسلم الشقيري ” من الأشخاص المحبة للعلم، المشهورة بالصلاح و
التقوى
، وكان يحضر حلقات العلم كثيرا ولا يفوتها، فنشأ الإمام مسلم على هذا الحال، وأحب العلم، حيث أنه بدأ رحلته في طلب العلم وهو ابن الثانية عشر عاما، وكان هذا أول ما سمع الحديث في حوالي عام 218 هــ .
وقد تلقى الإمام مسلم العلم على يد شيوخ كثيرة بلغ عددهم حوالي 220 عالم، أهمهم : عبد الله بن مسلمة القعنبي، وقتيبة بن سعد، وسعيد بن منصور، و
أحمد بن حنبل
، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبي بكر بن شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة زهير بن حرب، ومحمد بن بشار بندار، وأبي كريب محمد بن العلاء، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبي موسى بن محمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وهناد بن السري، والإمام البخاري، وعبد الله الدرامي، وإسحاق الكوسج، وغيرهم الكثيرين .
رابعا تراثه العلمي
تلقى العلم وأخذه من الإمام مسلم الكثير من الرواة، أشهرهم : أبو عيسى الترمذي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو حامد أحمد بن حمدون، ومكي بن عبدان، وأبو محمد القلانسي، وأبو عوانة الإسفراييني، والحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة، وأبو حامد بن الشرقي، والحافظ سعيد بن عمرو البرذعي، والحافظ أبو عمرو الخفاف، والحافظ صالح بن محمد البغدادي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وغيرهم .
وقد ألف الإمام مسلم العديد من الكتب، أشهرها كتاب الجامع المسند الصحيح، كتاب العلل، كتاب التمييز، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤلاته أحمد بن حنبل، كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثوري، كتاب مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلا راو واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب أفراد الشاميين، كتاب الرد على محمد بن نصر، وكتاب الطبقات، وغيرهم .
ويعد كتاب الإمام مسلم في الحديث من أهم كتب الحديث الصحيحة، وقد خطا فيه على خطى
الإمام البخاري
، من حيث نقل المجمع عليه، وحذف المكرر، وجمع الأسانيد، وقد صنفه ورتبه من حوالي ثلاثمائة ألف حديث مسموع، وظل يؤلف هذا الكتاب لمدة 15 عام .
خامسا أقوال بعض العلماء فيه
1- قال محمد بن بشار ” حفاظ الدنيا أربعة : أبا زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدرامي بسمرقند، ومحمد بن اسماعيل ببخاري ” .
2- وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء ” كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس ومن أوعية العلم ” .
3- أما الحافظ أبو علي النيسابوري فقال ” ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث ” .
4- وقال صديق بن حسن القنوجي ( صاحب أبجد العلوم ) : الإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ، وأعلم المحدثين، إمام خراسان في الحديث بعد البخاري ” .
5- وقال أحمد بن سلمة : ” رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما ” .