قصة معروف الاسكافي مختصرة
يحكى أنه في أحد العصور الماضية عن رجل يدعى معروف الاسكافي، وكان هذا الرجل يعاني من فقره ولكن لديه زوجة متسلطة ترغمه على جلب أشهى الطعام وأغلى الثياب، وحينما يشكو لها قلة ذات يده تنهره وتعامله معاملة سيئة، وذات يوم طلبت منه زوجته أن يجلب لها فطير بالعسل والسكر ومربى الارنج ثم أصرت أن لا يعود لها في المساء بدون الفطير.
أخذ يتوسل إليها تمهله يوما واحدا حتى يرزقه الله بثمنها ولكنها أصرت حتى وإن أصبح مدين للحلواني، فذهب معروف لمكان عمله ينتظر الرزق ولكن لم يأتي له أي زبائن هذا اليوم فتذكر غضب زوجته، فذهب إلى الحلواني وروى له قصة زوجته وأنه إن عاد بدون
الحلوى
فسوف تخاصمه زوجته.
رد فعل الحلواني من قصة معروف مع زوجته :
هنا أشفق الحلواني على معروف الاسكافي ثم أعطاه فطير بالعسل والسكر ولكن اعتذر له الحلواني لأن
مربى الارنج
قد نفذت لهذا لا يستطيع توفيرها له، فعاد معروف الاسكافي لزوجته وأعطاها الفطير ولما فتحتها ولم تجد المربى فسألته فقال لها أنه لم يجد منها لدى الحلواني، هنا قامت بضربه واهانته وقذفت بالفطيرة في وجهه.
ثم قلبت المنضدة الصغيرة التي بها أدوات عمله، وقد أصاب الطبق وجه معروف بجرح كبير ولهذا ضاق صدره بأفعالها فترك لها المنزل وهي تصيح وخرج حزينا وقرر أن لا يعود لتلك الزوجة القاسية، وبعد أن مشى معروف طريق طويل جلس ليستريح شاردا بذهنه وطالبا من الله أن يعينه حتى لا يعود لتلك الزوجة.
مفاجاءة تغير حياة معروف تماما :
وقت قليل وحدثت ضجة بالمكان وخرج من الحائط الموجود إلى جواره مارد كبير قائلا اني في خدمتك ياسيدي وهذا خاتما حينما تلبسه وتلمسه احضر لك في الحال وأنفذ كافة رغباتك، ولآن تعالى على كتفي ياسيدي.
وبعد فترة من الذهول والقلق لمعروف صد على كتف المارد فقام المارد بحمل معروف حتى قمة الجبل فوجد مدينة كبيرة فذهب لها، فلما دخل معروف المدينة سأله ساكني البلد عن مكان قدومه فقال لهم عن بلدته وفجاءة قال أحدهم أنه من نفس البلد وكان اسمه على وهو تاجر وقال لأهل البلدة أنه ينتظر قدوم بضاعته وبهذا اقترض منهم الاموال وتاجر وربح ورد لهم أموالهم فوثق فيه الناس وقال على لمعروف أن يفعل مثله.
هنا نفذ معروف نفس كلام التاجر وأصبح من أشهر الاشخاص في الدينة وفعل مثل علي قائلا أنه سوف تأتي له قافلة محملة بالبضائع واقترض منهم مالا ولكن مع مرور الوقت وعدم ظهور أي بضاعة فأصبحت الناس ترتاب في أمره فذهبوا يشكون للملك منه.
الملك يزوج معروف من ابنته :
ولكن الملك لم يصدقهم قائلا من ينفق هذا كله على الفقراء لا يسرق، وكثرت شكوى الناس من معروف لهذا تشاور الملك مع وزيره مبديا اعجابه بأخلاق معروف ولكن لا يجد تفسير لما يحدث، ولكن الوزير يحمل الضغائن لمعروف لأنه يريد أن يتزوج الأميرة فصار يقنع الملك أن معروف كاذب ومحتال هنا قام الملك باختيار معروف وأعطاه جوهرة ليقدر ثمنها ولكن علم معروف أن هذا اختبار فرد على الملك أن الجوهرة لا تزيد عن عشرة ألاف دينار ولكنه لديه ياقوت بمئة ألف دينار.
فظل الملك يطمئن الناس ويطالبهم بالانتظار وقرر أن يزوجه ابنته، حاول معروف الاعتذار بدعوى عدم توفر المال الكافي للعرس وأيضا للانفاق على الفقراء، فسمح له الملك أن يأخذ من خزائنه ما يريد لأنه زوج ابنته، ولكنه أخذ منها الكثير ليحضر هدايا لزوجته وينفق على الفقراء إلى أن اشتكى حارس خزانة الملك فقرر الملك أن تسأل الأميرة زوجها فصارحها بكل شئ فقالت له ارتدي ملابس الفارس واذهب لبلدة أخرى حتى تتاجر وتربح وترجع بالديون وتظل زوجي.
تتغير حياة معروف الاسكافي للمرة الثانية :
نفذ معروف كلام زوجته وحينما سأل الملك عنه اقنعته ابنته أن شخصا جاء لمعروف وأخبره أن قافلته داهمها اللصوص فخرج لحربهم وأثناء سيره قابل فلاح رحب به وأحضر له الطعام، فطلب معروف أن يساعد الفلاح في حراثة أرضه ولما أدار المحراث وجد حلقة من الذهب فجذبها فكانت لسلم تحت الارض فاندهش ونزل لهذا السلم وجد سرداب مملوء ب
الذهب
والجواهر.
فلمس الخاتم فظهر له المارد فأمره بحمل الذهب والجواهر وعاد معروف بالقافلة وقام بملء خزانة الملك، ولكن الوزير من حقده حاول أن يعرف فزاد له الشراب وهنا أخبره معروف عن قصة الخاتم فسرقه منه وأمر المارد بحبس معروف والملك ولكن سرعان مااستردته منه الاميرة وحبست الوزير وأحضرت زوجها وأباها.