قصة نجاح تطبيق
انتشرت الیوم العديد من
التطبيقات
التي ذاع صيتها، وأصبح الجميع لا يستطيع الاستغناء عن وجودها في أجهزتهم المحمولة، ومن أشهر وأهم هذه التطبيقات هو تطبيق
الواتس آب
(whatsApp)، وتُمثّل قصة نجاح وشهرة هذا التطبيق مثال يوضّح أن التحدي والإصرار هم أساسيات النجاح.
بداية حياة جان كوم مؤسس الواتس آب :
عام 1992 كان “جان كوم” يعيش في
أوكرانيا
، وكان اقتصاد البلاد في ذلك الوقت ليس بحالة جيدة، فقررت والدة “جان” أن تهاجر مع ابنها إلى
الولايات المتحدة الامريكية
لعلهم يجدوا حياة أفضل هناك، ولكن للأسف لم يصبح وضعهم أفضل وعَمِل “جاك” كعامل نظافة في محل للبقالة، وعَمِلت والدته جليسة أطفال، أما الأب فقط بقى في أوكرانيا.
عندما كبِر “جان” وبلغ من العمر الثامنة عشر أراد أن يتعلّم البرمجة، ولكنه لم يمتلك المال الكافي فقرر تأجير كتب مستعملة من المكتبة ودراستها ثم اعادتها مره أخرى. وبعد فترة قرر أن ينقطع عن ذهابه للمدرسة ويبدأ العمل في شركة ياهو، وبالفعل حدث ذلك وعندما ذهب هناك تعرّف على صديق جديد يُدعى “براين أكتون”.
بعد وفاة كل من والد و والدة جان، أصبح “أكتون” هو الصديق الحقيقي الوحيد له، وكان الصديقان متخوفين من استكمال العمل في ياهو وذلك لأنهم لم يروا فيه مستقبل كبير، ولهذا بعد فترة قاموا بترك العمل به عام 2007 .
مع بداية عام 2009 قام “كوم” بشراء جهاز
أيفون
، وفي ذلك الوقت لم يكن يتمتع متجر التطبيقات للأيفون بتطبيقات متنوعة كما هو الحال الآن بل كان في بداياته، لذلك وجد “كوم” أن هذه يمكن أن تكون فرصته للتخطيط لعمل تطبيق جديد.
بدايات تأسيس الواتس آب :
خطر ببال “كوم” فكرة تطبيق “الواتس آب” وقام بشرحها لصديقه، حيث كانت الفكرة تتلخص في عمل تطبيق يظهر به حالة المستخدم بجانب الارقام في سجل الهاتف،مثل أن الشخص متاح أو غير متاح أو البطارية على وشك النفاذ، وقد كان “كوم” على دراية ببرمجة الاشياء الخاصة بالتطبيق ولكنه كان في حاجه إلى مطور تطبيقات ايفون، وبالفعل استطاع التواصل مع أحد المطورين الروسيين.
أستطاع كوم بعد عدة أشهر عمل نسخة تجريبية من التطبيق، وقام بإعطائها لأحد اصدقائه لكي يتمكن من معرفة العيوب والقيام بالتعديلات اللازمة عليه، وبعد أن انتهى من ذلك الأمر قرر أن يُعلن عن فكرته ويحصل على وظيفة.
في البداية لم يكن يستخدم هذا التطبيق سوى القليل من الناس على المستوى المحلي فقط، ولكن لم ييأس “كوم” وكان يقوم بتدوين الأخطاء والملاحظات لكي يعمل على تطوير التطبيق، وفي يونيو 2009 قامت
شركة آبل
بإطلاق خاصية إعلامات الدفع “Notifications” والتي سمحت بإرسال إشعار للمستخدمين الذين لا يستخدمون التطبيق. كالقيام بتغيير الحالة مثلا، فيقوم آبل بإرسال اشعار لجميع من في الشبكة الخاصة بالشخص الذي قام بتغيير الحالة، مما أتاح للجميع بالتعرف على التطبيق.
بعد ذلك قام كوم بإطلاق النسخة الثانية من تطبيق الواتس آب، والتي زاد فيها عدد المستخدمين بسرعة كبيرة حيث وصل إلى 250 ألف مستخدم، وفي ذلك الوقت عرض على صديقه اكتون للعمل معه كشريك مؤسس، كما أنه تمكّن من اقناع بعض اصدقائه من شركة ياهو باستثمار 250 الف دولار بالتطبيق.
النجاح والشهرة العالمية لتطبيق الواتس آب :
أصبحت نسخة الواتس آب متاحة للتحميل من متجر تطبيقات الأيفون، و صار هذا التطبيق يُستخدم للمحادثات الفورية بشكل مجاني وذلك كبديل لرسائل SMS و MMS التي يكون لها تكلفة من خدمات الاتصالات.
كان “كوم” و”أكتون” يتحمّلان نفقة إرسال رسائل التحقق للمستخدمين في البداية، وبعد ذلك زادت ايرادات الواتس آب بصورة كبيرة فوصلت إلى 5000 دولار في اوائل عام 2010، مما أدى لتغطية التكاليف، ثم بعد ذلك قام كوم بتحويل التطبيق من مجاني إلى مدفوع، وأضاف إليه إمكانية إرسال الصور، وظل التطبيق ينمو أكثر فأكثر حتى وصل سعره في اليوم إلى دولار واحد، وفي عام 2011 أصبح الواتس آب في المرتبة 20 في تطبيقات الأيفون.
وفي عام 2014 حصل
الفيسبوك
على الواتس آب في صفقة بمقدار 19 مليون دولار والتي تُعد من أكبر الصفقات التي تمت، وبذلك يكون الواتس آب قدد حقق نجاح هائلاً خلال 8 سنوات فقط، واليوم أصبح به مليار و200 مليون مستخدم، ويتم إستخدامه يومياً من قِبل مليون شخص.