بحث عن ضغوط العمل وكيفية التعامل معها
العمل
… العمل أسمى معاني الإحساس بالحياة بعد عبادة الله عز وجل، فليس
العمل
مجرد وظيفة يذهب إليها الإنسان يوميا كي يتقاضى راتبه في أخر الشهر فقط، بل هو حياة ومن أحبها وأعطى لها أحبته وأعطت له الكثير، وللعمل أهميتان الأولى (الأهمية المعنوية) والتي يشعر من خلالها الإنسان بوجوده وكيانه في الدنيا من خلال شعورة بأن الله سبحانه وتعالى جعله سببا في قضاء حوائج الناس، والثانية (الأهمية المادية) وهو
الراتب الشهري
، الذي من خلالة يستطيع الإنسان أن يوفر لنفسة ولأسرتة أهم متطلبات الحياة البشرية من مأكل ومشرب ومسكن، أما عن موضوع مقالتنا فسوف نتناول في السطور القادمة لمحة عن الضغوط التي يقابلها الشخص في عمله وكيفية التعامل معها.
ضغوط العمل
… لا يعلم قيمة العمل إلا الإنسان المسؤول الذي تربى ونشأ بين أسرة يقوم كل فرد فيها بالعمل، بداية من الأب الذي يذهب إلى عملة في الصباح الباكر كي يلتزم بمواعيد عملة، نهاية بالطفل الصغير الذي يقوم بعمل واجباتة المدرسية، مرورا بأهم عناصر الأسرة الأم التي تهتم وترعى منزلها خير رعاية، حينها ينشأ جيل له دراية وعلم ب
أهمية العمل
و أهمية الإستمرارية فيه، وجدير بالذكر ضغوط العمل بشكل عام تنتج من خلال المشاكل التي تواجه الفرد في عمله، ولايوجد عمل في الدنيا بدون مشاكل، وتتفاوت المشاكل فمنها ماهو بسيط وله حلول سريعة، ومنها ما يحتاج جهد وإصرار كي نستطيع أن نصل لحلها.
أهم أنواع ضغوط العمل
… يوجد العديد من أنواع الضغوط التي تقابل الفرد في عملة والتي من أهمها كل من:
أولا: (طبيعة العمل)…
يلجأ بعض الأفراد إلى قبول بعض الأعمال التي لاتناسبهم ، بسبب إحتياجهم الشديد للنقود التي يستطيع من خلالها شراء أهم المتطلبات المعيشية من (مأكل، ومشرب، وملبس، ومسكن)، وينتج عن قبول الشخص لأي وظيفة وجود بعض المشاكل المعنوية التي تؤثر على كفائته في إنتاجة ، ولكن سرعان ما تزول تلك الضغوط والمشاكل، من خلال مضي الوقت والتكيف مع ظروف العمل.
ثانيا: (خلافات زملاء العمل)…
أما عن بعض الخلافات التي تقوم بين المرء وزملائه في العمل، لها أيضا عامل قوي في نسبة كفائة الفرد لعملة، ودائما ما تأتي تلك الخلافات بسبب إختلاف بعض الأراء السياسية، مع إختلاف العادات والتقاليد خصوصا إذا لجأ الشخص لقبول إحدى الأعمال خارج بلاده.
ثالثا: (سوء تنظيم إدارة العمل)…
الأشخاص الإداريين في أي كيان حالهم كحال باقي البشر، وارد في إتخاذ بعض قرارتهم بوجود نسبة أخطاء وتضارب وتخبط، وحينها تنتقل كل تلك السلبيات إلى طاقم العمل بالكامل، وتظهر من خلال عدم إستطاعة الفرد بالقيام بدوره في العمل كما ينبغي بسبب عدم وضوح دور الموظف.
رابعا: (وقت العمل)…
يتسبب وقت العمل في بعض الاحيان إلى وجود ضغوط كبيرة على الفرد، خصوصا في القطاعات الخاصة والتي دائما مايصل فيها عدد ساعات العمل إلى إثنى عشر ساعة وفي بعض الأحيان تزيد ساعات العمل حتى تصل الى الخمسة عشر ساعة، وحينها لا يستطيع الإنسان الإستمرارية، بسبب عدم تحمل تحمل قدرته الجسمانية للتنسيق بين متطلبات عملة ومتطلبات ما تبقى من وقت لحياته الأسرية.
خامسا: (ظروف العمل)…
يوجد بعض الظروف في الأعمال التي تسبب وجود بعض الصراعات بين الموظفين أو العمال بعضهم مع بعض، والتي تتمثل في التنافس على الترقيات والحوافز وغيرها من تلك الأمور، ولكن إن كان التنافس في نطاق الأخلاق التي يحث عليها الدين الإسلامي، من خلال الإجتهاد في العمل وإعطاء العمل الإهتمام الزائد فلا بأس، ولكن إذا جاء التنافس على هيئة إفشاء
الفتن
بين أفراد العمل هنا تكمن الخطورة، التي ينتج عنها الضغوط والمشاكل.
سادسا: (الضغوطات المعيشية
)… يوجد بعض الأفراد يتعرضون لضغوطات معيشية، التي تتسبب في بعض الأحيان للتقصير في العمل، مما يؤدي أيضا لظهور المشاكل في مكان العمل، ولكن بالنسبة لتلك النقطة حلها لا يأتي إلا من خلال محاولة الفرد فصل حياته الشخصية والمعيشية عن حياته العملية، حرصا على عدم فقدان عمله، وتزايد ضغوط المعيشية بشكل أكبر.
سابعا: (عدم التجديد في حياتنا اليومية)…
من أهم وأخطر الأسباب التي ينتج عنها ضغوطات نفسية تؤثر على الفرد بالسلب بشكل عام، في كل من حياته العملية والأسرية، هو عدم التجديد في نظامنا اليومي، والذي يتسبب في بعض الأحيان بإحساس الفرد بالجهد العضلي والعصبي بشكل كبير مما يؤثر بالسلب في حياته العامة.
الحلول للتخلص من ضغوطات العمل…
يوجد العديد من الحلول التي يستطيع الإنسان اللجوء إليها حينما يشعر بثقل ضغوط العمل عليه والتي تتمثل في كل من (الغضب، والإحباط، وفقدان الثقة في النفس، والأرق، والقلق، والصداع الدائم)، و من أهم تلك الحلول التي سوف نتناولها والتي تأتي في المرتبة الأولى هو اللجوء لله عز وجل و
الدعاء
له من خلال الإلتزام في الطاعة والتقرب إليه تعالى، أما عن باقي الحلول فتتمثل في كل من:
أولا: (الروح الإيجابية)…
لن يصل الإنسان إلى الروح الإيجابية إلا من خلال النظر للإيجابيات في حياته العامة من نعم أنعمها الله عليه، والتغاضي عن السلبيات التي تقابله مع السعي على الوصول إلى حلول لها بدون الضغط على نفسه وعلى من حوله في العمل والمنزل.
ثانيا: (ترتيب الأولويات)…
من أهم الحلول التي تساعد على البعد عن ضغوط العمل هو ترتيب مهام عملك في بداية اليوم، والتي تصبح سببا في الوصول إلى نتائج جيدة في الإنتهاء من العمل على أكمل وجة في وقت قياسي دون التعرض لأي ضغوط نفسية أو عصبية.
ثالثا: (المشورة)…
عند إصطدامك ببعض العقبات في عملك لا تستطيع الوصول إلى حلها، لا تتكبر إلى اللجوء لأحد أفراد فريق العمل لأخذ مشورته في حلها، حيث من الممكن أن يكون لديه حل في منتهى السهولة، وهوغائب عن ذهنك وتفكيرك، وبهذا تحل المشكلة بمنتهى البساطة دون تفاقمها.
رابعا: (معرفة قدراتك ومحاولة تطويرها)…
(رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه)، كما يعتبر معرفة الفرد بقدراته من أهم أسباب البعد عن أي ضغوط تنتج من العمل، حيث من الممكن أن يقوم بتطويرها بزيادة معرفته من خلال اللجوء للدروس أو الدورات التدريبية التي تعمل على وضعه في مكانة أفضل في عمله.
أخيرا: (محاولة التغلب على تغيير النظام اليومي)…
وأخيرا من أهم الأمور التي تساعد الإنسان على التصدي لحالة الشعور بضغوط العمل، هو تجديد حياته اليومية ونظامها حتى ولو بشكل أسبوعي من خلال تغيير يومه لما يساعدة على التنشيط الذهني والجسماني، كما يمكن
ممارسة الرياضة
التي تساعد أيضا على تنشيط الدورة الدموية.