تاريخ الجامع النوري بالموصل
الجامع الكبير أو الجامع النوري بالموصل هو أحد أشهر المساجد التاريخية بالعراق ، حيث شيده
نور الدين زنكي
في القرن السادس الهجري بعد أن فرض سيطرته على العراق ، و هو الجامع الثاني الذي تم تشييده بالموصل بعد الجامع الأموي ، تم ترمييمه و توسيعه عدة مرات و لعل آخرها عام 1944 ميلاديا ، و يقع الجامع على ساحل الموصل ، و مؤخرا تمت السيطرة عليه من قبل ما يسمي بتنظيم الدولة الإسلامية و كان ذلك في عام 2014 ميلاديا ، و ما يميز هذا الجامع منارته ، حيث تتخذ شكل محدب يميل نحو الشرق ، و تعد هذه المنارة الجزء الوحيد الذي لم يتم المساس به في الجامع .
نبذة عن تاريخ الجامع النوري
أمر بتشييد هذا الجامع نور الدين زنكي بعد أن فرض سيطرته على الموصل ، وكان قد أشيع عن مكان الجامع قبل بنائه أن هذه الأرض ملعونة ، حيث أن كل من عزم على البناء عليها لقي حتفه ، لذلك نصحه الشيخ معين الدين عمر الملا بشراء هذه الأرض و بناء جامع عليها .
قرر نور الدين زنكي إبتياع هذه الأرض و بناء الجامع عليها ، و إستعان نور الدين بالشيخ معين الدين عمر الملا في بناء الجامع و أوكل لها تشييده ، حيث أشرف الشيخ على بناء الجامع منذ بدئ العمل به في عام 566 هجريا و إنتهي منه في عام 568 هجريا .
قرر نور الدين عقب الإنتهاء من بناع الجامع إنشاء مدرسة به ، و لقد أطلق عليها مدرسة الجامع النوري ، و كان أول مدرس بها أبي بكر البرقاني ،و من الجدير بالذكر أن نور الدين صلى بالجامع للمرة الأولي بعد أن تم تهيئته ، و تم تعيين مؤذنين و عاملين بالجامع و قام بتجهيزه للمصلين .
في عام 1146 هجريا عم الخراب و الدمار بالموصل عقب هجوم المغول عليها ، و قد تأثر الجامع بهذا الإحتلال الغادر حيث تم تخريبه ، و في عام 1146 هجريا تم ترميم الجامع و إعادة تجديده و تنظيفه ، و مع مرور الزمن ساءت حالة الجامع و لم يعد يصلح للصلاة ، و في عام 1358 هجريا قام مدير الأوقاف بزيارة الموصل ، حيث شكل لجنة لدراسة إعادة إعمار الجامع ، و لكن لم ينجز شئ ، و في عام 1363 هجريا أشرف مصطفي الصابونجي على بناء و تجديد الجامع ، حيث تم توسيعه و بناء أربعة مآذن و تجديده بالرخام .
بعض ما ذكر من قبل الرحالة عن الجامع
ذكر العديد من الرحالة الجامع النوري بالموصل في كتبهم كالرحالة ياقوت الحمري ، أبو شامة المقدسي ، إبن الجبير ،
إبن بطوطة
، جيمس سلك بكنغهام ، و الذي قدم إلى الموصل في بدايو القرن التاسع عشر الميلادي .
نبذة عن أجزاء الجامع النوري
يتألف الجامع من عدة أجزاء و هي : المنارة الحدباء و هي من أهم معالم الجامع و هي تعتبر أكبر منارة من حيث الإرتفاع بالعراق ، و يفسر البعض سبب إنحناء المنارة بهذا الشكل هو الرياح الغربية بالمنطقة ، حيث أثرت هذه الرياح على المواد التي تم تشييد المنارة منها فتسبب ذلك في إنحنائها ، و من الجدير بالذكر أن المنارة تتألف من قسمين أحدهما على شكل إسطوانة و الآخر على هيئة منشور هندسي .
الجزء الثاني و هو المصلي و يتخذ شكل مستطيل تبلغ مساحته حوالى مائة و ثلاثة و أربعون مترا مربعا تقريبا ، و يوجد بالمصلى أربعة أساكيب و 12 بلاطة ، و لقد تم فصل الإسكوب الرابع الذي يطل على الصحن .
الجزء الثالث المحراب ، و هو يعتبر الجزء الثاني الذي لم يتغير بالجامع منذ نشأته ، و هناك البعض يعتقد أن المحراب جزء من الجامع الأموي .
الجامع النوري الآن
وقع الجامع في الآونة الأخير تحت تصرف تنظيم داعش الإرهابي حيث خطب به أبو بكر البغدادي زعيم هذا التنظيم الآثم منذ عام 2014 ميلاديا .