معهد النور للمكفوفين بالرياض
كانت بدايه الانطلاق في عام 1373 هجريا حينما تعلم كل من ( محمد بن سعد بن حسين ، محمد بن عبد الرحمن ، علي سويد ) على يد احد المواطنين اسمه احمد ابو حسين والذي قد تعلمها في العراق ثم انضم اليهم فيما بعد الكثير ولم يتوقفوا عند هذا الحد فقد كانت طموحاتهم اكبر لذا بذلوا مجهود جبار من اجل اقناع بعض الجهات التعليميه لتبنى هذه الفكره حتى استجابت بالفعل المعاهد العلمية و الكليات في فتح فصول مسائيه ملحقة بكليات اللغه العربيه بالرياض والتحق بها عدد من المكفوفين والمبصرين ايضا من منسوبي المعاهد العلميه والكليات في ذلك الوقت واستمرت هذه الجهود حتى استجابت وزاره المعارف سابقا ( وزاره التربيه والتعليم حاليا) في منح هؤلاء مدرسه جبره الابتدائية في الفتره المسائيه لتكون مقرا لتعليم المكفوفين هذه الطريقه في عام 1378 هجريا .
أهتمام الملوك …
في عام 1378 هجريا زار الملك سعود رحمه الله هذه المدرسه للاطلاع على الطريقه التي تعمل بها وقد اعجب بها وقد سارع الى للتبرع لها بمنزل والدته لتكون مقرا دائما لهم بحي الظهيرة في مدينه الرياض ، وبعد ذلك بعامين اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وكان وقتها وزيرا للمعارف قرار وزاري لتاسيس اول معهد للمكفوفين حتى يكون النواه الاولى لافتتاح معاهد التعليم الخاص والذي نص على ضم معهد النور الليلي بالرياض الى الوزاره واعتباره معهد نهاري يسير وافقا المرحله الابتدائيه ، واستمر دعم المعهد خلال عهد الملك خالد و الملك فهد والملك عبد الله و ومن ثم جاء عهد الخير عهد البذل والعطاء على يد ملك الخير سلمان حفظه الله ورعاه الذي سخر كل الجهود والطاقات لرعايه هذه الفئه الغاليه و استمر الاهتمام بهذه الفئه إلى وقتنا الحالي .
رؤيه المعهد …
ان يكون المعهد مقصد للمكفوفين وضعاف البصر و ورشه عمل يتزود فيها الكفيف بكل ما ينفعه في دينه ودنياه
رساله المعهد …
دمج الكفيف و ضعيف البصر في المجتمع وذلك بايجاد علاقه عاديه بين الكفيف ومن يعيش حوله دون النظر اليه بعين الشفقه والعطف
اهداف المعهد ….
– تكوين شخصيه الكفيف المسلمه الملتزمه بالاخلاق الاسلاميه .
– تسليح الكفيف بالعلم النافع ليكون في مقدوره مواكبة النهضه الشامله التي تشهدها المملكه العربيه السعوديه
– العمل على رفع الروح المعنويه للكفيف حتى يستطيع مواجهه الاعاقه بكل ايمان وصبر
– القيام بتدريب الكفيف على جميع الانشطه العمليه حتى يمكنه الانخراط في المجتمع بكل سهوله ويسر
– العمل على تاهيل الكفيف من الناحيه العلميه والعمليه حتى يمكنه الاعتماد على نفسه دون الحاجه للاخرين
– المساهمه في اظهار قدرات ومواهب الكفيف بكافه الطرق و الوسائل المتاحه من خلال الحفلات والمناسبات
– القيام بتذليل كافه العقبات والاصعوبات الالكترونيه التي تواجه المكفوفين .
– المساهمه في نشر التوعيه الاجتماعيه اضافه الى تدريبهم على المهارات الحياتيه
نبذه تعريفيه عن المعهد
المعهد يقدم خدماته التربويه والتعليميه من خلال اقسامه المتعدده التالية :
اولا :المراحل الدراسيه
… وهي عباره عن ثلاث مراحل ( المرحله الابتدائيه ، المرحله المتوسطه، المرحله الثانويه ) و تطبق في هذه المراحل الثلاث مناهج وكتب التعليم العام مع ادخال بعض التعديلات التي تقتضيها خصائص الاعاقه البصريه هذا الى جانب امكانيات الطباعه بطريقه برايل واخراج الرسومات والاشكال التوضيحيه بالطريقه البارزة في كتب اللغة الانجليزيه والرياضيات والعلوم والجغرافيا .
ثانيا : متعددى العوق …
يمكن تحديد تعريف شامل لهم من ذوي التأخر العقلي و الاعاقه البصرية على انه ذلك الذي يعاني الى جانب التأخر العقلي الأعاقه البصريه أيضا وتكون مصاحبه لهذا التأخر و الذي تؤثر بشكل مباشر وملحوظ في قدراته على التعليم و اكتساب المهارات
ثالثا : صعوبات التعلم …
هذا القسم يهتم بمعالجه حالات تدني مستوى التحصيل الدراسي للطالب عن زملائه في الصف العادي ولا يكون السبب فيها الى وجود اعاقه .
رابعا : المكتبة …
لقد تم انشاء المكتبه منذ انشاء المعهد فلقد تم تزويد المكتبه بالكتب المطبوعه بالخط البارز على تطريقه برايل تحتوي مكتبه على اكثر من 4000 كتاب في جميع المعارف وفي الوقت الاخير تحولت المكتبه الي مركز مصادر التعلم وتم توفير الاجهزه ومصادر المعلومات المتاحه اجهزه الكمبيوتر واجهزة عرض المعلومات وذلك من اجل دعم المنهج المدرسي والعمليه التعليميه
خامسا :السكن الداخلي
… يحصل الطلاب القادمين من خارج الرياض وطلاب المنح الدراسيه من خارج المملكه العربيه السعوديه بسكن داخلي خاص بهم تتوفر فيه كل اسباب الراحه والمتعه حتى يكون مكان لائق مهيا نفسيا وصحيا و اجتماعيا
سادسا : مركز انتاج الوسائل التعليمية …
و تتركز خطته في انتاج الوسائل التي لا تتوفر في السوق المحليه او المستوردة ولم تقتصر جهود المركز على توفير تلك الوسائل للمعهد او المعاهد المماثلة داخل المملكه بل تجاوزت ذلك لتصدير اعمال المركز الى الدول الخليجيه والعربية الاخرى .
و ختاما …
فأن نعمة البصر نعمه عظيمه لا تقدر بثمن وفقدنها امر عزيز على النفس ولكن أحيانا هذا الابتلاء يعد مصدر رحمه و راحة بالنسبة للانسان الكفيف كما ان جزاء من فقد عينيه وكان صابرا محتسبا اعطاه النعيم في الجنه ، و في معهد النور للمكفوفين بمدينه الرياض تدور قصة عشق للكفاح والابداع منذ انطلاق نواته الاولى على يد شباب طموح لم تقف الاعاقة حاجز في طريقهم .