مسجد العنبريه بالمدينة المنورة
المدينة المنورة (طيبة الطيبة ) هكذا يلقبها المسلمون و هي أول عاصمة للعالم الأسلامي و ثاني أقدس بقاع الأرض بالنسبة للمسلمين بعد مكة المكرمة الواقعة على الأراضي الحجازية التاريخية في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية ، تأسست قبل الهجرة النبوية بما يزيد عن ألف و خمسمائة عام وتضم بين طياتها العديد من المعالم التاريخية القديمة ، فالمدينة المنورة أحدى النماذج المبهرة للتراث عبر العصور المختلفة و ذلك بما تشتمل عليه من معالم إسلامية و مساجد تاريخية ومن أبرزها مسجد العنبرية الذي سوف نخصه بالمقال التالي لمعرفة المزيد من المعلومات عن هذا المسجد التاريخي .
نبذة عن مسجد العنبرية …
مسجد العنبرية فيه تستطيع أن تستشعر تراث عشرات السنين بتحفة معمارية و نموذج معماري مبهر و متميز ، و قد تم إنشاء هذا المسجد على التراث العمراني التقليدي و يعد من المساجد المتوسطة في الحجم ، و قد تم بناء وتأسيس المسجد في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني و كان ذلك في عام 1326 هجريا الموافق 1908 ميلاديا ، و ذلك ليصبح جزء من مشروع محطة المدينة المنورة وهي اخر محطات سكة حديد الحجاز ( والذي يقوم بالربط بين المدينة المنورة ودمشق ) و قد تم بنائها في منطقة العنبرية بالمدينة المنورة و من هنا جاء تسمية المسجد والمحطة بأسم المنطقة.
وصف المسجد …
– كما ذكرت فأن المسجد تم بنائه على الطراز العثماني التقليدي ، فتجد سقيفة للمدخل تعتمد على أعمدة لها تيجان ذات مقرنصات وعقود مدببة تقوم بحمل قباب على شكل نصف كروية صغيرة ، و حول السقيفة منارتان أسطوانيتان ، و تشتمل كل منارة على شرفة مؤذن واحدة و أعلى تلك الشرفة مخروط مصفح بالرصاص .
– حين تذهب إلى بيت الصلاة تجده يأخذ شكل المربع و تصل مساحته مائة متر مربع و تم تغطيته بقبة واحدة كبيرة ، هذه القبة تم زخرفتها من الداخل بزخارف نباتية ملونة على الطراز العثماني أيضا ، وهذا هو ما كان منتشر وشائع في تلك المرحلة حيث تأثر الطراز العثماني و قتها بكل من ( الأنماط الزخرفية و الأوروبية و بشكل خاص الباروك والروكوكو .
– الجدير بالذكر هنا أن المسجد لا يحتوي على منبر حيث لا يؤدى فيه صلاة الجمعة.
– لقد تم أستخدام المواد المحلية في بناء المسجد لذا نجد المسجد من الخارج باللون الأسود و لعل السبب في ذلك هو بنائه بواسطة حجر البازلت البركاني المعدني الذي يشتهر في المدينة المنورة بأسم الحجر الحراوي وهو يعتبر من أكثر الحجارة صلابة و قد تم أستعمال هذا الحجر من قبل في بناء الجزء المجيدي من الحرم النبوي الشريف أما من الداخل فقد تم طلاء المسجد باللون الأبيض
– لا يزال المسجد على حاله منذ بنائه بمعنى أنه لم يحدث به أي تعديات أو تصدعات .
– أعمدة المسجد أسطوانية الشكل و لم يتم أستخدام الحديد أو الخشب في بناء المسجد .
– يشتمل المسجد على محراب مزين بالمقرنصات الحجرية .
دور الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني …
من هذا المنطلق حرصت الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني على القيام بالدور البارز من أجل أحياء التراث الشامخ و الحفاظ عليه ، كأرث تاريخي و إعمار المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية
و ختاما …
أن عيش التاريخ برواية قصة المكان هو أحد الرموز الأساسية لتطور الأنسان عبر التاريخ و ما يميز هذا التراث هو وجوده المادي بصورة مباشرة لا تقبل الشك أو الجدل ، فالأحجار السوداء الصلبة المتراصة بأبداع عالى الدقة توحي لنا بمهارة الأيدي التي جمعت و شكلت أقواس رائعة تحملها أعمدة أستطاع الزمان أن ينقش عليها قصص و حكايات تفيد بمشاعر وجدانية عميقة ، زيارة مسجد العنبرية بالمدينة المنورة هي بمثابة رحلة تغذي الروح و تجدد الإيمان في النفوس و تمتع الحواس بأصالة التاريخ و عمق التراث الحضاري الإسلامي في المملكة .