ظاهرة ” قمر النهار” تزين سماء المملكة
يعتبر الكون من أكثر الأمور التي تشغل اهتمام الجميع، حيث خلق الله سبحانه وتعالي هذا الكون ومعه أسرار كثيرة جدا لم يتم الكشف عنها بشكل كامل، إذا يبحث العلماء دائما عن أسباب حدوث الظواهر الفلكية التي تحدث، والقمر هو واحد من أهم الظواهر الكونية الذي يحمل معه الكثير من الأسرار، فهذا القمر اللامع الذي نراه في أطوار مختلفة في السماء هو أقرب جرم سماوي للأرض وهو أيضا الأكثر لمعانا في السماء، فنرى ظاهرة خسوف القمر ، وظاهرة القمر العملاق، وظاهرة القمر النهاري حيث يمكن أن نرى القمر بالنهار، وهناك أسباب واضحة لكل ظاهرة من هذه الظواهر، وقد أعلنت فلكية جدة أن اليوم الجمعة سيكون موعد مع قمر النهار الذي يزين سماء المملكة، فما هي تفاصيل وأسباب ظهور قمر النهار؟ هذا ما سوف نجيب عنه في هذا المقال
قمر النهار يزين سماء المملكة
أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن القمر سيكون اليوم الخميس 13 إبريل 2017 في مرحلة الأحدب المتناقص والذي يعني تأخر شروقه مقارنة بالليلة الماضية ورؤيته في سماء النهار فوق الأفق الغربي بعد شروق الشمس خلال الأيام المقبلة، وقد قالت الجمعية أيضا أنه في مساء اليوم سوف يرصد القمر الأحدب المتناقض فوق الأفق الشرقي بعد غروب الشمس ببضع ساعات، ويبقى بعد ذلك مشاهدا لبقية الليل ويرصد منخفضا باتجاه الأفق الغربي بعد شروق شمس الجمعة 14 إبريل.
وقد أضافت الجمعية أيضا أن ظاهرة قمر النهار ترصد كل شهر ولكن نظرا لكونه يظهر باهتا مقارنة بالسماء الزرقاء فلا يكون ملاحظا مقارنة بوضعه عندما يكون في سماء الليل وخاصة في مرحلة البدر المكتمل، وقد كانت آخرها بتاريخ 11 إبريل 2017 في تمام الساعة 9:6 صباحا بتوقيت المملكة، ومن المنتظر خلال الأيام التالية وبعد البدر المكتمل يحدث القمر الأحدب والذي يشرق متأخرا في كل ليلة ويغرب متأخرا في كل نهار بعد شروق الشمس.
والراصدون للقمر لا يلاحظون القمر خلال هذه الفترة من الشهر القمري والتي تشمل مرحلة التربيع الأخير وهلال القمر المتناقض بعد شروق الشمس وهو غالبا السبب الذي لا يجعل الراصدون يرون القمر خلال النهار، وقد قالت الجمعية أنه بمرور الأيام تتناقض إضاءة قرص القمر ويزداد ارتفاعه في سماء النهار، إلى أن يبلغ مرحلة التربيع الأخير بعد حوالي أسبوع من الآن، ويتم رصده بعد شروق الشمس ويستمر في حركته حول الأرض حتى يبلغ مرحلة المحاق أو الاقتران لشهر شعبان في 26 إبريل.
أسباب رؤية القمر بالنهار
تعمل أشعة الشمس بكافة مهامها خلال النهار حيث تجعل السماء تبدو زرقاء حيث تبدو لامعة جدا بشكل يجعلك غير قادر على رؤية القمر أثناء النهار، فالقمر لامع بشكل كاف ليتم رؤيته في النهار أو في الليل لأن القمر يدور حول الأرض لمرة واحدة كل 29 يوم وفي أوقات محددة حيث يمكنك بسهولة رؤية القمر في النهار في هذه الأوقات التي تكون أحيانا أسهل بكثير من رؤيته في الليل، ويعود ذلك إلى عاملين مهمين هما لمعان القمر ومداره حول الأرض وهو ما يجعل القمر مرئيا خلال النهار أمرا ممكنا وفي أحوال أخرى يظل الاعتقاد الشائع بأن الشمس تأتي نهارا ويعقبها القمر، فالقمر هو أكثر الأجسام لمعانا في السماء بعد الشمس لذلك يقرب جدا من القمر وهذا القرب الشديد يجعل من تفادي رؤيته حتى في النهار أمرا صعبا، إضافة إلى انعكاسيته، والمعروف عن القمر أنه تابع طبيعي ويؤدي اللون الأبيض للقمر إلى جعله عاكسا قويا ويمكن اعتبار القمر بأنها مرآة كبيرة تقوم بعكس ضوء الشمس القادم من الجانب الآخر للأرض.
وهناك حقيقة تقول بأن القمر يكون أقل وضوحا خلال الليل فهو عاكس ممتاز وقريب من الأرض لذلك يكون مرئيا بشكل واضح خلال الليل والنهار وأن مدار القمر يزيد من قابلية رؤيته لأنه أقرب إلى الشمس في أول الدورة القمرية أثناء تحركه في السماء وهو ما يزيد القدرة على رؤيته في النهار، فإذا نظرنا إلى السماء فإننا لا نرى البدر في الصباح لأن البدر يشرق فقط بعد غروب الشمس ويغيب قبل شروق الشمس، وإذا تتبعنا أشعة الشمس نرى أنه في بداية الشهر القمري يكون الجزء المضي مواجها للشمس بينما يواجه الجزء المظلم الأرض، وفي التربيع الأول يشرق القمر الظهر ويغيب عند منتصف الليل ونستطيع أن نرى القمر في الصباح.