ما هي أنواع الذاكرة ؟
الذاكرة هي إحدى العمليات العقلية الشديدة الأهمية ، و ذلك نظراً لتأثيرها العالي ، و المتصل بأغلب العمليات الحيوية ، و الضرورية للمخ ، و الذاكرة هي عبارة عن ذلك الجزء المسئول في المخ عن تسجيل الخبرات أو المعلومات البشرية ، و ذلك بكل أنواعها ، و من ثم القيام بحفظها ، و العمل على استرجاعها أو استدعاء أجزاءا معينة منها ، و ذلك عند الحاجة إليها من جانب الشخص ، و تختلف الذاكرة البشرية عن الذاكرة الإلكترونية من حيث الإمكانيات علاوة على طبيعة العمل حيث أن الذاكرة البشرية تفوق ، و بشكلاً عالياً تلك التوقعات الخاصة بعملية التهيئة المناسبة بينما تعتمد ذاكرة الحاسب أو الذاكرة الإلكترونية على العمل وفقاً لأنظمة محددة ، و بشكل مسبق ، و كانت قد حظيت الذاكرة البشرية على العديد من الدراسات ، و الأبحاث من جانب الباحثين ، و المتخصصين ، و ذلك في عدة مجالات مثال علم النفس ، و الأعصاب علاوة على التربويين ، و ذلك نظراً لما تملكه من أهمية عالية ، و غير محدودة على أحداث التطور البشري ، و ذلك بشتى صوره ، و أشكاله علاوة على محاولة إمكانية توظيفها .
و ترتبط الذاكرة البشرية في الأساس بثلاثة عمليات أساسية ، و هي عملية الترميز ، و عملية التخزين ، و عملية الاسترجاع أما بالنسبة لعملية الترميز فهي تعني إعطاء المعاني لتلك المثيرات أو مجموعة الخبرات الحسية الجديدة ، و ذلك يكون من أجل إيصال تلك الخبرات أو المعارف إلى الذاكرة طويلة المدى أما عملية التخزين فهي تلك العملية التي تعني الاحتفاظ بالمعلومات أما عملية الاسترجاع فهي تكون عبارة عن تلك العملية الخاصة باستدعاء تلك المعلومات أو الخبرات أو مجموعة المهارات التي جرى تخزينها بشكلاً مسبقاً ، و ذلك على أنواعها المختلفة .
أنواع الذاكرة :-
يوجد للذاكرة ثلاثة أنواع رئيسية و هي :-
أولاً :- الذاكرة الحسية :-
و هي من أول أنواع الذاكرة البشرية بل ، و من أكثرها عملاً حيث أن عملها أو وظيفتها هي عبارة عن استقبال تلك المدخلات الخارجية أو المثيرات ، و ذلك على اختلاف أنواعها ، و تقوم بعملية الاستقبال لها من الأساس عن طريق الحواس الخمسة ، و هي تتميز بكونها ذاكرة غير محدودة بل لديها القدرة ، و الإمكانية العالية على التمييز بكل دقة بين كل المعلومات التي تصل إليها ، و ذلك يكون بسرعة عالية ، و غير محدودة إلى حداً عالي ، و ذلك من أجل أن يستطيع المخ البشري تكوين تلك الصورة الشاملة ، و الملمة لديه عن الزمان أو المكان الذي تعمل فيه الذاكرة ولكى يتم القيام بعملية تخزين المعلومات في تلك النوعية من الذاكرة في صورة حسية فقط ، و هي لا يتم الاحتفاظ بها لأكثر من خمسة ثواني فقط .
ثانياً :- الذاكرة قصيرة المدى :-
يتم تعريف الذاكرة القصيرة المدى على أنها هي عبارة عن الذاكرة العاملة لأنها في الأساس تحتوي على المعلومات النشطة ، و التي يفكر فيها الفرد ، و هي تعد المرحلة الثانية في عملية تخزين المعلومات ، و هي تعتبر نوعاً أخر من أنواع التذكر ، و ذلك راجعاً إلى أنها تستقبل تلك النوعية من المعلومات ذات الأهمية ، و ذلك عن طريق الحواس بأنواعها ، و تقوم بعملية الاحتفاظ بها ، و بشكل مؤقت من أجل التعامل معها عند الحاجة إليها ، و تخزين المعلومات في الذاكرة المتوسطة ، و ذلك يكون بشكلاً إدراكياً في الأساس سواء في حالة بصرية أو لفظية أما بالنسبة لسعة التخزين الخاصة بتلك الذاكرة فهي تكون محدودة ، و ذلك بحيث لا يمكن للفرد القيام بالتفكير في أكثر من شيء في الوقت نفسه بما يفسر احتفاظها بالمعلومات ، و ذلك بصورة مؤقته من أجل العمل على السماح ، و على إمكانية استقبال معلومات أخرى جديدة .
ثالثاً :- الذاكرة طويلة المدى :-
و تلك النوعية من الذاكرة تمثل المفهوم العام للذاكرة ، و ذلك راجعاً إلى أنها هي تلك الذاكرة التي تكون مسئولة من ناحية وظيفتها عن تجميع خبرات ، و معارف الفرد ، و ذلك على اختلاف أنواعها ، و التي تأتي عملية اكتسابها من جانب الفرد ، و ذلك على مدار حياته ، و تنتقل إليها كلاً من المعلومات التي تستقبلها كلا من الذاكرة الحسية ، و الذاكرة المتوسطة ، و تعمل الذاكرة الطويلة المدى على القيام بتفسير كل تلك المعلومات ، و إعطائها معاني من أجل ربطها بغيرها من المعلومات بعد عملية تحليل ، و تنظيم تتم لكل هذه المعلومات ، و ذلك بما يعنى قدرة تلك الذاكرة على القيام باستدعاء جميع المواقف المشابهة لإحدى هذه الخبرات ، و التي بالتالي قد تمت عملية التخزين الخاصة بها على مدى فترات زمنية طويلة تصل إلى عشرات السنين ، و لكنه وعلى الرغم من ذلك فأنه يمكن فقدان بعضاً من هذه المعلومات التي قد تم تخزينها في تلك الذاكرة ، و لكن ليس إزالتها بشكل تام ، و ذلك يرجع إلى أن قدرة تلك الذاكرة على تخزين المعلومات يصل في حداً غير نهائي ، و ذلك يكون من حيث سعتها ، و وقت التخزين الخاص بها إلا أن تنظيم الذاكرة للمعلومات ، و ذلك من حيث أهميتها قد ينتج عنه طمسها لبعضاً منها ، و ذلك يكون من أجل توفير عامل السماح لها باستدعاء أو استرجاع معلومات أكثر منها .