أسرار الكمامة عند الشعب الياباني

القناع أو الكمامة قد لا تجدها مستخدمة في كثر من الشعوب أو في كثير من البلدان ، ولكن بشكل شبه مؤكد سوف تجد الكمامة لها استخدام يومي للشعب الياباني وفي كل شارع من شوارع وأي محطة مترو في اليابان ، أصبحنا جميعا لا نتعجب من هذه الكمامة وأصبحت شبه أمر متفهم وليس غريب عن عادات الشعب الياباني ، حيث اشتهر اليابانيون بوضع كمامات على منطقة الفم والأنف منذ زمن طويل ، ولكن هل سأل أحد نفسه لماذا يستخدمون تلك الكمامة وهل الأنفلونزا مثلا مرض لا ينتهي من بلادهم ؟ أم هو تخوف دائم من مرض معين أم هي عادة ويسيرون عليها بشكل عاديا ، جئنا اليوم وكان لابد وان نبحث ونعرف عن إجابة الكثير من الأسئلة التي تدور حول سر هذه الكمامات التي يستخدمها اليابانيون ومنذ متى وهم مقنعون بارتدائها هكذا ، كل هذه التساؤلات كانت سبب في إيجاد وتوفير المعلومة كما سوف يتم توضيحها للجميع خلال السطور التالية .


أسباب ارتداء الكمامة عند الشعب الياباني


كانت البداية لارتداء هذه الكمامة في عام 1918م مع ظهور الأنفلونزا الاسبانية والتي عمت أرجاء أوروبا وكانت لها أثر سلبي عند الكثير ، بسبب العدد الكبير ممن ماتوا من مصابي هذا الميكروب بشكل كبير ، فكانت الانطلاقة الحقيقية لارتداء الكمامة في اليابان تخوفا منهم من أن تنتقل الأنفلونزا الاسبانية إليهم ، وإيمانا منهم بان هذه الكمامة سوف تقلل أو تمنع وصول الميكروب الهم بسهولة ، زاد انتشار الكمامات في اليابان أيضا بعد أحداث زلزال كانتو باليابان عام 1923م والذي قضى على الكثير في اليابان حينذاك ، وعم التلوث سماء اليابان بشكل ملفت للنظر ، فزاد ذلك من انتشار الكمامة في اليابان ، ومع الثورة الصناعية في اليابان عام 1950 وزيادة عدد المصانع والإنتاج وكثرة وجود العادم في سماء اليابان ، أصبحت الكمامة هي الرفيق الأساسي للمواطن الياباني اقتناعا منهم أن الكمامة سوف تقوم بدور كبير في حجب الأمراض والبعد عن التلوث البيئي ، ومع المخاوف المستمرة من

الانفلونزا

والانبعاثات النووية من زلزال عام 2011م باليابان جعل من الكمامة شيء شبه أساسي ومعتاد دون أدنى غرابة من ارتدائه لليابانيين أنفسهم وأيضا للعالم ككل ، يكفي أننا بصدد إحصائية تؤكد أن شعب اليابان في عام 2013م فقط قد استهلك عدد كمامات يزيد عن 400 مليون كمامة خلال هذا العام في ظل أن عدد سكان اليابان في هذا التوقيت كان تعداده ما يقرب 127 مليون نسمة .


فصل الربيع


يعد فصل الربيع لدى الشعب الياباني هو الفصل الذي يكثر فيه ارتداء الكمامة بشكل شبه إلزامي وكثيف ، هذا بسبب انتشار الحساسية بشكل كبير في الجو بسبب بذور زهرة الساكورا وهي نفسها زهرة الكرز والتي تنتقل البذور الخاصة بها إلى الجو ومنها تصيب الحساسية الكثير من اليابانيين لذلك يلجأ اليابانيون إلى ارتداء الكمامة بشكل رسمي ولحماية أنفسهم من الحساسية المفرطة التي قد تصيبهم من هذه الزهرة .

يذكر أن هناك في السنوات الأخيرة دراسات نفسيه قد أكدت أن هناك فئة من الشعب الياباني أصبحت في الوقت الراهن تقوم بوضع الكمامة ووضع سماعات في الأذن ، ليس من أجل الحماية من الأمراض أو تخوف من ميكروب أو فيروس ما ، ولكن أصبحت شبه عادة دلالة من هؤلاء الأشخاص أنهم منعزلون ولا يرغبون الحديث مع أحد ، أي أنها أصبحت علامة عند البعض كما لو أنهم منعزلين ولا يفضلون الدخول في أي حوار اجتماعي مع أحد .