” محمد البلوي” يعثر على مسلة تاريخية
نفتخر بالشخصيات الأمينة التي تحاول أن تقدم الأمانات إلى أصحابها، ففي الأيام القليلة الماضية تسلم الأمير سلطان بن سلمان حفظه الله رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مقر الهيئة بالرياضة قطعة أثرية نادرة جدا ويعود تاريخها إلى ما قبل 6 آلاف عاما، والسبب في ذلك هي أمانة المواطن ” محمد بن هليل البلوي” من منطقة تبوك الذي بادر إلى إعادتها إلى الهيئة فور العثور عليها، لأنه يعلم أن الآثار مملوكة للدولة وهو ما تدعو إليه دائما هيئة السياحة والتراث الوطني، وهذه القطعة عبارة عن مسلة قديمة، فما قصة هذه المسلة؟
قصة العثور على المسلة
عثر المواطن ” محمد البلوي” على قطعة أثرية عبارة عن مسلة قديمة وهو من منطقة تبوك، حيث بادر على الفور بتسليمها إلى مقر هيئة السياحة والتراث الوطني، وقد قام الأمير سلطان بن سلمان بمنح البلوي مكافأة وشهادة تكريم لتفاعله مع توجهات الدولة ممثلة في هيئة السياحة والتراث الوطني، حيث جرى تسليم القطعة بعد اختتام اجتماع مجلس إدارة الهيئة وبحضور عدد من أعضاء المجلس، وقد ثمن الأمير سلطان بن سلمان مبادرة البلوي في تسليم هذه القطعة الأثرية، وقد شدد على ضرورة إعادة أي آثار يتم العثور عليها، وشدد أيضا إلى كيفية التعامل مع معثورات الآثار لأنه من الخطأ حفر الأماكن واستخراج الآثار من أماكنها لأن 50% من قصة الأثر تتعلق بالمكان لذا يجب أن يتركوها بأماكنها حتى لا تخسر قيمتها البحثية والعلمية، وأكد أن السطو على أي أثار يعتبر لتاريخ الوطن وجناية في المقام الأول لذلك يجب الإبلاغ على الفور عن طريق الرقم 19988 ومن خلال مواقع الهيئة وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد دعا المواطن محمد البلوي كافة المواطنين من يجدوا أثار قديمة أن يسلموها إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتسجيلها ضمن آثار المملكة وعدم التصرف فيها أو العبث بها لأنها ملك للوطن والمواطنين، وقد تشجع البلوي على تقديم القطع التي وجدها ليهديها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في الملتقى الأول لآثار المملكة.
وصف المسلة
يعود تاريخ هذه المسلة إلى 6 آلاف عام، وقد استخدمت المسلة كشاهد توضع على المدافن للملوك والشخصيات التاريخية، وهي من المسلات النادرة، فهي عبارة عن مجسم حجر للنصف الأعلى من الإنسان يحتوي على الوجه والعينين وفم غائر وأنف مستطيل ورمز هندسي تحت العين اليسرى، وعلى الصدر قلادة وثلاثة أحبال، وتزن القطعة حوالي 88 كيلوجراما، وقد تم اكتشاف أشكال تشبه هذه القطعة في شمال غرب المملكة والأردن واليمن وأن اكتشافها قليل ونادر.
ما معنى المسلة ؟
المسلة هي عبارة عن برج أو عمود حجري نحيف عمودي له أربعة جوانب، وينتهي رأسه بهرم صغير، واشتهرت الحضارة الفرعونية القديمة بالمسلات حيث كانت تنحت عليها الكتابات الهيروغليفية والرسومات الملكية والدينية، كما وجدت أيضا المسلات في حضارات أخرى كالحضارة الأمازيغية والحبشية والأشورية والرومانية، وتعتبر مسلة ” حمورابي” الموجودة في العراق هي أقدم المسلات والتي كتب عليها قوانين وتشريعات في تاريخ الحضارة الإنسانية ، كما يوجد مسلات صغيرة توضع على المدافن تنحت على شكل إنسان وقد عرفت أيضا باسم المسلات، ومن أشهر هذه المسلات هي مسلة ” تيما” الموجودة في متحف اللوفر.
ويوجد في العالم 78 مسلة متبقية من الحضارة الفرعونية، إضافة إلى مسلة غير مكتملة البناء وهي ضخمة جدا ومازالت موجودة إلى الآن ويمكن مشاهدتها في المحجر الفرعوني في أسوان حيث يبلغ طولها 41 مترا وتزن 1170 طن، ويوجد في العالم 28 مسلة مصرية لاتزال قائمة إلى الآن منها ثمانية في مصر، ومنها قائمة في دول أخرى كفرنسا وتحديدا في باريس، وإيطاليا وتحديدا في روما، وبريطانيا وتحديدا في لندن، وتركيا والولايات المتحدة.
الملتقى الأول للأثار الوطنية في المملكة
تنظم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ، والذي سوف يقام في النصف الثاني من شهر ذي الحجة من العام الجاري في مدينة الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز ووزارات “الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم”، وعدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة .
ويشهد هذا الملتقى مشاركة علماء الآثار والمتخصصين من عدد كبير من دول العالم وتوثيق إسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات وحلقات نقاش مع أهم المتخصصين في هذا المجال، بالإضافة إلى عقد عدد من الجلسات وورش العمل والمعارض المتخصصة، وأيضا إطلاق مبادرات ومشاريع متزامنة في مجال الآثار.