ماهي خصائص القصة القصيرة ؟
تعد القصة القصيرة من أحد تلك الأشكال الأدبية النثرية في اللغة العربية ، حيث كانت قد أنتقلت القصة القصيرة من اللغات الأوروبية إلى اللغة العربية ، و ذلك في الفترة الزمنية الخاصة بالقرن العشرين ، و ذلك بعد مرورها بالكثير من التحولات ، و التطور سواء فيما يخص الشكل أو البناء في القرن التاسع عشر في أوربا على يد الكثيرين من الكتاب مثل الفرنسي (موباسان) ، و الكاتب الروسي ( أنطون تشيخوف ) ، و الذين لهم الفضل الكبير في التطور ، و التحديث الذي حدث للقصة القصيرة ، و الأدب بشكل عام ، أما بالنسبة للعالم العربي فقد كان لحركة الترجمة ، و التي كانت بدايتها في مطلع القرن العشرين الدور الأكبر ، و العالي في تعريف القراء ، و الكتاب العرب بهذا اللون الأدبي ، حيث يعتبر (محمود تيمور) ، و المنفلوطي من أوئل الكتاب للقصة القصيرة الحديثة باللغة العربية .
تعريف القصة القصيرة :-
يتم تعريف القصة القصيرة لغوياً على أنها عبارة عن انتقاء الأثر ، و تتبعه ، و كذلك الحال في الواية ، و الأخبار ، حيث أن كلا المعنيين شديد الصلة بالأخر ، و لعل قول الله عز وجل في القرآن الكريم ، و الذي جاء في سورة يوسف ( أنها أحسن القصص ) لخير دليل على ذلك التعريف ، أما بالنسبة لتعريف القصة القصيرة اصطلاحياً فتم تعريفها على أنها هي ذلك المصطلح الذي جاء نشأته من أجل التعريف بين ذلك اللون ، و بين القصة العادية ، و ذلك كان من حيث تتبع النقاد لأهم عناصر القصة القصيرة، و الذي يعد الطول من أبرزه ، و مع ذلك فإن القصة القصيرة يتوافر بها كافة عناصر القصة الطويلة من وجود زمان ، علاوة إلى المكان ، و الموضوع مع توافر الإمكانية لدى الكاتب في الاستغناء عن أحدها بل أن القصة القصيرة تتميز عن القصة الطويلة بأن كاتبها يركز على أسلوب السرد ، و اختيار المفردات بشكل عالي ، و ذلك من أجل أت يصل بفكرة أو مجموعة أفكار القصة إلى القارئ ، و ذلك باستخدام عدد أقل من الكلمات أي أنه يمكن تعريف القصة القصيرة بشكل عام على أنها هي ذلك النص الأدبي النثري الذي يعمل على تصوير موقف معين أو شعوراً إنسانياً ، و ذلك بشكلاً مكثفاً من أجل الوصول إلى تحقيق مغزى معين ، علاوة على أنها يجب أن تكون مكتوبة بشكل عميق من أجل أن تعبر عن طبيعة الإنسان .
الخصائص الخاصة بالقصة القصيرة :-
يوجد للقصة القصيرة عدداً من الخصائص الخاصة بها ، و هي :-
أولاً :- الوحدة :-
و المقصود بها أن تتضمن القصة فكرة واحدة أو حدثاً واحداً مع وجود شخصية أساسية لها هذا علاوة على إضافة هدف واحد لها ، و ذلك من أجل أن يركز الكاتب لها كل إبداعاته في هدفاً واحداً ، و دون أن يبتعد عنه .
ثانياً :- التكثيف :-
و هو يعني التوجه بشكلاً مباشراً إلى هدف القصة التي تبتغيه ، و ذلك من خلال أول كلمة فيها ، و من بعد ذلك يكثر الكاتب لها من الجمل القصيرة ، و ذات الدلالات العالية ، و الكثيرة .
ثالثاً :- الدراما :-
و هي المقصود بها أهمية توافر ذلك المزيج من الحيوية ، و الحرارة ، و الديناميكا في القصة القصيرة ، و ذلك حتى ، و لو كانت خالية من الصراعات الخارجية .
العناصر الخاصة بالقصة القصيرة :-
يوجد للقصة القصيرة عدداً من العناصر الخاصة بها ، و هي :-
أولاً :- عنصر الرؤية :-
و هو ذلك الجوهر الذي تدور في الأساس حوله القصة ، و هي يطلق عليها مسمى (النواة الفكرية ) ، و في الكثير من الأحيان قد تصدر عن الكاتب دون أن ينتبه لذلك كنتيجة لخبرته ، حيث أنها في النهاية ما تعبر عن مفاهيمه ، و مبادئه الخاصة بالحياة .
ثانياً :- عنصر الموضوع :-
و هو المقصود به ذلك الحدث الذي تدور حوله القصة ، و هو يعد ذلك الأساس الذي يتمكن من خلاله الكاتب للقصة من إظهار مهاراته ، و يحدد له زماناً ، و مكاناً معيناً ، و هو يتمثل في مجموعة من الأنماط السلوكية ، و العلاقات الإنسانية المختلفة .
ثالثاً :- عنصر اللغة :-
و هو ذلك العنصر الأساسي الذي يعد أساساً للعمل الأدبي ، حيث أنه لولا وجوده لما تمكن الكاتب من توصيل رؤيته إلى القراء .
رابعاً :- عنصر الشخصية :-
و هو المقصود به الحدث الأكبر الذي بنيت عليه القصة .
خامساً :- عنصر البناء :-
و هو يكون عبارة عن ثلاثة من المراحل الأساسية المرحلة الابتدائية أو التمهيدية ، و المرحلة الوسطى ، و التي يظهر فيها الصراع هذا بالإضافة إلى النهاية ، و التي يكون فيها إظهار محتوى العمل ، و هدفه .
سادساً :- عنصر الأسلوب الفني :-
و هو يتم من خلاله تصوير الحدث الذي تدور حوله القصة ، و هو يتألف من ثلاثة عناصر :-
العنصر الأول :-
و هو السرد ، و الذي يكون عبارة عن وصف أو تصوير .
العنصر الثاني :-
و هو الحوار أو المحادثة أو الكلام ، و الذي يدور فيما بين الشخصيات ، و من خلاله يتعرف الكاتب على المضمون الخاصة بالقصة علاوة على أنه من خلاله يتم تقديم الشخصيات المختلفة علاوة على الأحداث ، و التي تتعاون مع بعضها البعض لتكون في النهاية عملاً أدبياً بصورة جيدة ، و مثالية .