علاجات حديثة لحصوات الغدد اللعابية
حصوات الغدد اللعابية هى تكون حصوات في الغدد اللعابية نتيجة انسداد القنوات التي تقوم بإفراز اللعاب ، و السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة غير معلوم ولكنه منتشر بين جميع الاعمار و شائع الظهور ، حصوات الغدد اللعابية تؤدي الى العديد من المشكلات الكبيرة ، من الطبيعي انه اللعاب يتم افرازه بشكل تلقائي عند الحاجة له مثلاً عند الطعام او الجوع او العطش و العديد من الحالات المختلفة و في حالات المرضى بحصوات الغدد اللعابية فإنهم لا يتمكنون من افراز اللعاب و بالتالي يتعرضون لتورم ارضية الفم و الالم الشديد و خاصةً اثناء الطعام فإنه يتعرض لالم شديد مع التورم الذي يتعرض له الفم مما يجعله لا يريد تناول الطعام على الرغم من الجوع الذي يشعر به بالاضافة الى فقدان الوزن بشكل كبير وملحوظ .
بالاضافة الى ذلك الالم المبرح و التورم الذي يتعرض له المريض فإن انسداد القنوات التي تفرز اللعاب قد تسبب التلوث و انتقاله من الفم الى مجرى التنفس ، و قد يؤدي الى انسداد مجرى الهواء و الاختناق ثم الموت نتيجة افراز سوائل قيحية تحت اللسان و تنتقل الى مجرى الهواء و تسبب الاختناق كما تسبب العدوى البكتيرية نتيجة انتشار السائل القيحي الملوث .
◄ حصوات الغدد اللعابية :
يحتوي فم الانسان على غدد لعابية رئيسية توجد في تحت الاذن و تحت اللسان و تحت الفكين بالاضافة الى عشرات الملايين من الغدد اللعابية الصغيرة المنتشرة في الجسم ، و يتكون اللعاب من الماء و البروتينات و الانزيمات الهامة و يتم افرازه من خلال قنوات خاصة به تسمى القنوات اللعابية و ذلك بعد تعرضها للتحفيز الميكانيكي نتيجة تحريك الفم اثناء تناول الطعام او العصبي في حالات الشعور بالجوع او العطش و من اهم وظائفها هى الحفاظ على رطوبة الفم و منع تغيير الوسط الحمضي داخل الفم و كذلك مساعدة اللسان على بلع الطعام و هضم النشا الموجود في الطعام ، و في حالة الاصابة بحصى واحدة او اكثر من حصوات اللعاب فإن الطبيب يقرر اجراء عملية جراحية للتخلص من الحصوات و فتح القنوات اللعابية .
◄ تحديد الجراحة :
الجراحه عادة تعتمد بشكل كبير على موضع الحصوات و امكانية الوصول اليه فإذا كانت الحصوات ظاهره و قريبة يمكن ازالتها بالجراحة ، اما اذا كانت عميقة و يصعب الوصول اليها فيتم استئصال الغدة بأكملها عن طريق فتح الجزء السفلي من الفك ، اما الجراحة الاكثر تعقيداً في حالة ظهور حصوات في الغدد التي توجد تحت الاذنين و في هذه الحالة فإن الجراحة تكون معقدة للغاية و ذلك لان القنوات التي توجد تحت الاذن رفيعة جداً و حساسة و في حالة حدوث اي خطأ بسيط يمكن اصابة العصب الوجهي و التعرض لشلل جزئي في الوجه .
◄ مخاطر الجراحة :
نتيجة للجراحة المعقدة التي قد يتعرض لها المريض بالاضافة الى التلوث الذي قد يحدث نتيجة انتشار السائل القيحي بعد فتح القنوات اللعابية المسدودة او التكلسات التي قد تحدث بالاضافة الى ان فترة التعافي بعد اجراء الجراحة تستغرق وقت طويل جداً حتى يتمكن المريض من استعادة حياته الطبيعية ، فقد اتجه الاطباء للبحث عن اساليب جديدة للعلاج بشكل اقل خطورة و اقل استهلاكاً للوقت و معاناة للمريض .
◄ تقنية التنظير :
وبعد العديد من التجارب استقر الاطباء على استخدام تقنية التنظير كتقنية جديدة واكثر ملائمة لازالة حصوات اللعاب ، وهى عبارة عن انبوب رفيع جداً قطره 0.6:0.7 سم و يحتوي هذا الانبوب على كاميرا لمتابعة القنوات اثناء دخوله و مساعدة الاطباء في توجيهه و رؤية القنوات المسدودة و الحصوات ، كما انه يحتوي على اضاءة جيدة لاضاءة الاماكن المظلمة داخل القنوات بالاضافة الى قدرته الرئيسية في ازالة الحصوات ، و بالتالي يتمكن من ازلة جميع الحصوات الموجودة في القنوات اللعابية مهما كان عددها كما انه لديه القدرة على مسح الاماكن المختلفة و البحث عن اي انسداد آخر موجود لازالة الحصوات التي تسبب انسداده ، كما انه يحتوي على اماكن لتوصيل الدواء المطلوب فيمكن استخدامه في توصيل ادوية مضادة للميكروبات للقضاء على السائل القيحي و منع انتشار العدوىكما يتمكن من اعادة تأهيل القنوات اللعابية و توصيل الدعامات اذا كانت بحاجة لها مثلما تفعل القسطرة القلبية ، و بالتالي فإن استخدام جراحة التنظير لها العديد من الفوائد فإنها تقوم بعدة مهام في وقت واحد كما انها لا تسبب الالم و لا تحتاج لوقت اطول للتعافي و كل ما يقوم به الطبيب هو فتح جرح صغير اسفل الفك لادخال الانبوب ومتابعة المريض من الخارج عن طريق مراقبة الشاشة التي تلتقط ما تصوره الكاميرا الموجودة داخل الانبوب .