لمحة عن العملات العربية

إن للعرب تاريخ قديم في العملات فقد استخدموا أشكال كثيرة من العملات فمنها عملات فرضت عليهم بسبب الاستعمار و منها عملات قاموا حكام العرب القدماء بصكها فللعملات العربية أساس طويل في تطور و ازدهار دول و ممالك كثيرة و كما أن العرب القداماء كانو يتعاملون أيضاً بعملات أجنبية منها الفارسية و الإغريق و الروم و كانوا أيضا يتعاملون بالذهب و المعادن الثقيلة فقد كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من ضرب الدرهم و كان يظهر عليها الطابع الإسلامي و بعد ذلك كانو الخلفاء الراشدين و الحكام المسلمين يصدرون عملاتهم الخاصة التي تدل على فترة حكمهم و في دول عربية كثيرة في أواخر القرن التاسع عشر و في منتصف القرن العشرين كانوا يتعاملون بعملات أجنبية كريال ماريا تيريزا و الجنيه الإنكليزي و الروبية الهندية في شبه الجزيرة العربية و هنالك أيضاً عملات محلية في شمال أفريقيا و مصر و لكن كثير من الدول و بعد الأستقلال قد أصدرت تلك الدول عملتها الخاصة و التي كانت في البداية مرتبطة بالفرنك الفرنسي و الجينيه الاسترليني


لمحة عن العملات العربية

و قد كانت هذه العملة غطاء ذهبي و مصدر قوة للعملة حتى الحرب العالمية الأولى حيث أنها تصدر عملتها المقيمه بالذهب و التي على أساسها يتبادل المصارف على محتوى كل عملة من الذهب أو ما يسمى ( بغطاء الذهب ) لكنه حصل انهيار نظام هذه القاعدة بعد الحرب العالمية الأولى و لم يكن بديل لذلك إلا بعد الحرب العالمية الثانية و عند اتفاق الدول التجارية الرئيسية على نظام تبادل و الذي أصبح به الدولار محور مركزي و بما أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي مستعدة للمبادلة بعملتها بقيمة الذهب بسعر محدود بذلك أصبحت العملات الأخرى بالدولار و لكن في أوائل السبعينيات من القرن العشرين قد أنهار ذلك النظام و عندما وجدت الولايات المتحدة نفسها عاجزة عن توفير الذهب الكافي و بذلك لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لمبادلة عملة الدولار بالذهب و على إثر ذلك أصبحت العملات الرئيسية عائمة السعر و أخضعت سعر عملتها بعوامل الطلب و العرض و بذلك كانت العملة الغير رئيسية ترتبط بعملة رئيسية أو بأخرى إلا أنه بعد المعاناة كلها التي مر بها الدولار و العملات الرئيسية بقي الدولار الأميركي هو المسيطر في سوق العملات حتى وقتنا الراهن رغم أنه حالياً لكل دولة من الدول الكبيرة أو الدول العربية عملتها الخاصة بها لكن بالنسبة إلى الدول العربية تحدد قيمة العملة بربطها بعملة رئيسية أو بسلة عملات تختارها سلطة الدولة أو تترك العملة عائمة و بذلك تحددها عوامل العرض و الطلب و قد كان وضع العملات العربية طبقاً لصندوق النقد العربي كالتالي :

● العملات العربية الثابتة بالدولار مثل :

ريال سعودي _درهم إماراتي _ ريال قطر _ دينار البحرين

● أما العملات المرتبطة بعملة منفردة :

ليرة سورية _ ريال اليمن _ دينار العراقي _ جينيه ( دينار ) سوداني _ ريال عمان

● العملات المعومة :

ليرة لبنان _ دينار تونسي _ جينيه مصري _ شلن الصومال

● العملات المرتبكة بسلسلة من العملات :

دينار الأردن _ درهم المغرب _ دينار الجزائر _ دينار ليبيا .

فيكون للعملات العربية الكثير من تأرجحها ما بين العملات المعومة و العملات الثابتة بالدولار و المنفردة و بذلك للدول العربية مدى حريتها في التعامل بالعملات الأجنبية و هناك بعض الدول التي لا تضع أي قيود على العملات و لا رقابة على الصرف الأجنبي و البعض منها يضع قيود خفيفة و في الوقت الذي تتحكم بعض الدول بشدة بسعر صرف العملة الاجنبية و كما أن هناك عوامل أخرى على أقتصاد البلد و حجم تجارتها الخارجية و العائد من الصادرات على مدى تقلب أو استقرار عملتها و بذلك تحافظ كل دولة على عملتها و لها حريتها بأن تتعامى بالقطع الأجنبي الذي بالأغلب يكون هو يسيطر على سوق و إقتصاد تلك البلاد .