تصميم اول كلية صناعية جاهزة للزراعة

عملية الغسيل الكلوي التي يتعرض لها الملايين حول العالم نتيجة الفشل الكلوي الكامل و الذي تفقد فيها كلتا الكلتين وظيفتها الحيوية و تتوقف تماماً عن العمل و بالتالي يضطر المرضى الى الغسيل الكلوي و الذي يماثل وظيفة الكلى في التخلص فقط من السموم و تنقية الدم ، هذه العملية يقوم بها المرضى ثلاثة مرات اسبوعياً لمدة خمس ساعات في كل مرة و على الرغم من ذلك فإنها تحقق 13% من نفس وظيفة الكلى ، بالاضافة الى ان المرضى الذين يقومون بالغسيل الكلوي لا يتمكنون من العيش لاكثر من خمس سنوات بحد أقصى ، و قائمة الانتظار للمتبرعين بالكلى تزداد يوماً بعد يوم و لا يوجد متبرعين بشكل كافي و من هنا جاءت فكرة الباحثون في محاولة التوصل الى نموذج صناعي من الكلية يقوم بنفس وظائفها و يوفر على المريض تحمل مشاق الغسيل الكلوي و الانتظار لفترة غير معلومة حتى يتمكن المريض من الحصول على كلية من احد المتبرعين اذا حالفه الحظ …



◄ النموذج الاولي :


تم الكشف عن النموذج المبدأي للكلية الصناعية من قِبل شوفو روي ، المهندس البيولوجي الذي أنتج مختبره بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الجهاز الجديد و الذي لا يتجاوز حجمها حجم العلب الصغيرة التي تُستخدم في حفظ الطعام الجاهز و المعلبات و لاتقوم هذه الكلية فقط بتنقية السموم من الدم و لكنها ايضاً تعمل على القيام بجميع وظائف الكلى الاخرى مثل ضبط ضغط الدم و تصنيع فيتامين دال و غيرها من المهام الاخرى التي تقوم بها الكلية الحقيقية كما أكد ان عملية الغسيل الكلوي الذي يقوم بها المرضى عملية مرهقة جداً تستنزف طاقة المريض كما انها لا تقوم الا بتنقية السموم فقط ولا تقوم بأي وظيفة اخرى من وظائف الكلى مع العلم ان الكلى لها العديد من الوظائف الايضية و الهرمونية التي تنظم بها العديد من الوظائف الحيوية بداخل الجسم ، و لكن الجهاز الصناعي الذي تم تصميمه يقوم بهذه الوظائف كما ان حجمه الصغير يجعله يناسب الجسم و يقوم الجسم بالاندماج معه بسهوله و قد اشار شوفو روي الى ان الكلية الحقيقية تقوم بتصفية ما يقرب من 90 لتر من الماء بشكل يومي و هذا ما يسبب ضغط كبير على اجهزة الغسيل الكلوي للقيام بضخ نفس الكمية من الماء عبر الاغشية النفاذة مما يستهلك طاقة كبيرة و قدرة المريض على التحمل حتى يتمكن من تصفية الكمية بشكل كامل و التخلص من السموم عبر الاغشية الخاصة به .



◄ تفاصيل التصميم :


اعتمد الجهاز الصغير على الابحاث الاخيرة و التجارب التي قام بها الباحثون و قد تم تصميم الجهاز و تقسيمه الى جزأين ، الجزء الاول مكون من الاف من الاغشية المكدسة المصنوعة من السيليكون و التي تحتوي على مسامات متناهية الصغر و تم تصميمها بشكل فائق و مميز للتمل و لتصفية الدم بشكل كامل حيث يقوم الدم بالعبور عبر هذه الاغشية عن طريق ضغط الدم الطبيعي في الجسم و يقوم الجهاز بتصفية الدم من جميع السموم و الشوائب بالاضافة الى تصفيته من الماء و الاملاح و الفيتامينات و العديد من المكونات التي تقوم بها الكلى الطبيعية بتصفيتها ، ثم يعبر الدم النظيف الى الجزء الثاني من الجهاز و هذا الجهاز يقوم بالسماح للدم النظيف بالعبور مرة اخرى الى الجسم و يقوم بتصفية الشوائب و فصلها عن الماء و الفيتامينات و المواد المفيدة و يقوم باعادتها الى الجسم اما الشوائب و السموم التي لا يتم امتصاصها يقوم بطرحها مباشرة الى المثانة عبر انبوب منفصل ليتم التخلص منها مثلما تقوم الكلى الطبيعية بعملها ، و هذا الجزء يحتوي على خلايا حقيقية من الكلى البشرية و بالتالي يتمكن هذا الجزء من انتاج فيتامين دال و كذلك المحافظة على ضغط الدم بالصورة الطبيعية الخاصة به .



◄ عيوب الجهاز :


اشار الباحثون ان الجهاز الجديد جهاز رائع يعمل بشكل مماثل تماماً للكلى البشرية و لكنه يفتقد العديد من الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى البشرية الحقيقية ، و لكنهم اكدوا على ان هذا الجهاز يعتبر الحل الامثل لمن ينتظر عملية زراعة الكلى البشرية التي يتبرع بها الاصحاء ، و ذلك لانه خلال فترة الاتظار فإن فرصة وفاته اكبر بكثير من فرصة حصوله على كلى بشرية لنقص عدد المتبرعين بشكل كبير ووجود الملايين في قوائم الانتظار و بالتالي فإن هذا الجهاز يوفر حل مؤقت حتى يتمكن المريض من التعايش و التأقلم لفترة اطول و مازالت الابحاث مستمرة لتطوير الجهاز و العمل على تطوير اجهزة الغسيل الكلوي .