هواية تربية الصقور تعتبر من الهوايات المتعارف عليها في منطقة الخليج، فتربية الصقور معروف أنها تحتاج إلى عناية شديدة جدا للاعتناء بحالة الصقور وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لها وتوفير أفضل الظروف لها، وهو من الهوايات القديمة التي عادت من جديد لتصبح من أهم الموروثات الثقافية المهمة، إذ أصبح تنقل الصقور من دولة إلى دولة أخر مع مالكيها أمرا عاديا، حتى إن تطلب الأمر كمبالغ مالية كبيرة لتنقلها، وهو ما دفع أحد محبي الصقور بشراء العديد من بطاقات السفر بالطيران ليتم نقلها عبر الطائرة، وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة من الصقور على مقاعد إحدى الطائرات وسط حالة من الجدل والتكهنات مع عدم الإفصاح عن صاحب هذه الصقور أو معرفة أي معلومات حول الخطوط الجوية التي تنقل هذه الصقور وسط تضارب للمعلومات، فما هي حقيقة هذه الصقور؟

صورة الصقور المثيرة للجدل

تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قد أثارت الجدل وأصبحت من أكثر الصور المتداولة كما تم وصفها بالغريبة وهي الصورة التي تجمع أكثر من 80 صقرا على متن طائرة وقيل أن هذه الطائرة هي طائرة سعودية متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ظل عدم التأكد من الخطوط الجوية التي تنقل هذا العدد الكبير من الصقور.

وقد أوضحت بعض المصادر لهافينغتون بوست عربي بأن الطيران السعودي بشكل عام يسمح بنقل الطيور الجارحة والصقور وأن العديد من شركات الطيران بالمملكة قد اتخذت الإجراءات التي تتناسب مع نقل الطيور خاصة فيما يتعلق بالأكسجين وأماكن الجلوس الخاصة بها.

وفي ظل الجدل المثار حول هذه الصورة علقت الصحف الأجنبية ووصفتها بالغريبة وقالت أن هذا الأمر هو أمر شائع بين الخليجيين وأهل السعودية بشكل خاص، وخطوط الطيران الخليجي تسمح للراكب بحجز مقعد للطيور الجارحة والتي يتم نقلها بغرض الصيد في مكان ما، وفي هذه الحالة يتم تخصيص مقعد لها وارتداء الملابس الخاصة بها لتجنب أي حوادث، ويتطلب شحنها بعض الوثائق الخاصة وجوازات سفر كما تخضع للفحص التام مثل فحص الأمتعة.

حقيقة صور الصقور

نشر شخص يدعى لينسو في موقع ريدديت صورة الصقور وقال أنه حصل عليها من صديق الطيار وكتب ” “أمير سعودي اشترى 80 بطاقة سفر بالطيران خاصة لصقوره” فيما يم يتم التأكد من هذه الادعاءات، بعد الجدل الواسع حول صورة الصقور وعدم التأكد من صدر وحقيقة هذه الصورة نقل موقع هافينغتون بوست عربي أن هذه الصورة ليست صورة جديدة بل إنها قديمة تعود إلى عام 2013 لرجل أعمال سعودي في رحلة قنص، وكان قد نشر موقع يوتيوب من قبل صورة لمجموعة من الصقور على متن الطائرة.

وقد ذكر موقع مجلة شتيرن الألمانية وقال أن عدد الصقور الموجودة في الصورة كبير جدا ومن الصعب أن توافق شركة طيران على هذا العدد، وذكر أيضا بأن الخطوط الجوية القطرية تسمح بنقل 6 صقور فقط في الفئة الاقتصادية من بطاقات السفر، وشركة الاتحاد الإماراتية لديها ضوابط لنقل الحيوانات في الطائرة، ولا يعرف إلى الآن كيف تمت الموافقة على مقل 80 صقرا في هذه الطائرة، ومن المعتقد أن يكون نقلها تم عبر بطاقات السفر في الدرجة الأولى.

جواز سفر للصقور

من أكثر الأمور المدهشة أن دولة الإمارات وخطوطها الجوية تسمح بنقل الصقور على متن الطائرة وتخصص جوازات سفر خاصة بالصقور وقد مرت هذه التجربة بنجاح على جميع الإجراءات الأمنية والصحية، ويمنع بتاتا مغادرة الصقور البلد بدون هوية بهدف حماية الصقور من الانقراض أو التهريب أو التجارة غير القانونية.

وليس هذا فحسب بل تم تشييد وبناء المستشفيات الخاصة للصقور بهدف الاطمئنان على صحتهم، حيث أنشئت أول مستشفى خاصة بالصقور في الإمارات وتحديدا في إمارة دبي عام 1983

ومن الجدير بالذكر أن هناك شروط للسماح باصطحاب الحيوانات عند السفر على متن الطائرة أهمها تجهيز الطائرة بشكل خاص واستثنائي للحيوانات والطيور، وعند اصطحاب الطيور يتم تحديد عدد معين من المدربين للصقور بحيث يشترط وجود مدرب لكل صقرين، وهناك خطوط طيران تحدد عدد صقور معين، أما الحيوانات التي توضع في كابينة الشحن فيتم تجهيز المخزن لهذه الحيوانات من حيث الضغط الجوي والهواء فيما يناسب أي نوع من هذه الحيوانات.