رحلة العملة العراقية عبر العقود
نتطرق اليوم في مقالنا للحيث عن رحلة العملةالعراقية عبر العقود المنصرمة فنعود بالتاريخ إلى بداية الحرب العالمية الأولى بعد احتلال العراق من قبل بريطانيا عملت سلطات الاحتلال على ادخال الروبية الهندية بدلاً من الليرة العثمانية كعملة رسمية في العراق و بعد ان قرروا انشاء مجلس مسؤوليته اصدار عملات عراقية خاصة بالعراق قاموا بإصدار القانون المرقم 44 و قد تضمن هذا القانون إصدار الدينار العراقي حيث كانت قيمته تساوي الجينيه الاسترليني و قاموا بتقسيمه الى ألف فلس
و في عهد الملك فيصل الاول كان أول إصدار للدينار العراقي و ذلك في الاول من شهر نيسان عام 1932 م و كانت القطعة النقدية من الفئات (الفلس- الفلسين-أربعة فلوس- عشرة فلوس – عشرين فلس -خمسين فلس- مئتان فلس أو ريال )أما الاوراق النقدية من فئة النصف و الربع دينار و الدينار الواحد و خمسة دنانير و عشرة دنانير و مئة دينار كانت هذه العملات المتداولة من العملات الورقية و المعدنية و استمر مجلس العملة باصدار هذه العملات العراقية
في عام 1947 م قاموا بتأسيس المصرف العراقي كما عملوا على تاسيس المركز العراقي الذي كان مسؤولا عن إصدار العملات العراقية في عام 1957 م و في ظل الاحتلال المهيمن على العراق كان الدينار ترتفع أو تنخفض قيمته حسب اقتصاد بريطانيا لأنه في تلك الفترة كان الدينار متأثر بالجينيه الاسترليني .
أما في العهد الملكي العراقي كانت اصدارات العملات العراقية الورقية و المعدنية تحمل صور الملك العراقي و كان البنك المركزي العراقي قام باصدار عملات ورقية و معدنية جديدة و كانت هذه المرة تحمل شعار الجمهورية الجديد و كانت تلك التغيرات كلها بعد انقلاب 14 تموز عام 1958 م و تجلى التغيير في العملات بإزالة صور الملوك عنها و قاموا بربط الدينار بالدولار الأمريكي بعد أن تم فك الدينار عن الجينيه الاستراليني و قد كان هناك إصدارات من العملات في عام 1971 م و 1973 م و 1978 م .
و بعد بدء الحرب العراقية الايرانية كانت تتدهور قيمة الدينار العراقي بشكل مستمر حتى أنه انخفض سعره 3.3 دولار للدينار وذلك غي عام 1980 م حتى وصل الى أربع دنانير للدولار عام 1988م و بعد الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بعد انتهاء حرب الخليج الثانية و عدم استطاعتها على اصدار العملات العراقية التي كانوا يعملون على طباعتها في سويسرا عملت الحكومة العراقية على طبع الدينار في العراق إلا أن هذه المطابع ليست حديثة و تفتقر للتكنولوجيا لهذا كانت عمليات التزوير كبيرة للعملات العراقية و نتيجة الحصار على العراق كان انهيار شديد لقيمة الدينار و بذلك وصل الدينار لمستوى متدني في عام 1995م حيث أنه كان 3000 دينار يعادل الدولار الامريكي الواحد و بسبب تدهور الاقتصاد و الحصار و تدهور قيمة الدينار عمل البنك المركزي على إصدار عملات لم تكن موجودة و كما أصدر نقود من فئات 50 و 100 دينار و 250 دينار عراقي كما أصدر البنك نقود قيمتها 10،000 دينار عراقي في عام 2002 و بذلك كان العراقيون يحملون عدد كبير من النقود فئة 250 دينار لشراء حاجياتهم البسيطة و كانت هذه العملات أغلبها تحمل صور الرئيس السابق صدام حسين و لكن الدينار العراقي الجديد طرأ عليه تعديلات كثيرة و كان ذلك بعد اجتياح قوات التحالف فقامت سلطة الأئتلاف المؤقتة في 9 ابريل عام 2003 بإصدار عملة عراقية جديدة من 15 اكتوبر إلى 2003 حتى 15 يناير 2004 حيث بدأت العملات العراقية الجديدة و قد عملت بريطانيا على طبع العملات العراقية و كانت طباعتها جيدة يصعب تزويرها
هذا كما أصدر البنك المركزي في 2 يناير 2005 عملتين معدنيتين من فئة 25 دينار و فئة المئة دينار و كانوا قد أصدروا لاحقا عملة من فئة 50 دينار و ذلك في 2004 و بسبب ضعف العملات المعدنية و صغر قميتها و ضعف تداولها أدى الى سحب التداول بها عام 2009 و عندما طرح الدينار العراقي الجديد كانت قيمته 4000 دينار للدولار الأمريكي و في فترات تراوح بين 980 دينار لدولار الواحد و لكنها حالياً تتراوح قيمة الدينار العراقي بين 1170 -1210 بالنسبة للدولار الامريكي الواحد