معركة الرقة في الكويت
معركة الرقة ؛ إحدى المعارك القديمة التي خلدت اسم الكويت ضمن قائمة الانتصارات ، وهي معركة بحرية وقعت أحداثها في 12 من شهر أغسطس من عام 1783 بين كلا من الكويت وقبيلة بنو كعب الذين كانوا يملكون آنذاك أسطولاً قوياً من السفن التجارية الناقلة للبضائع في العديد من مناطق الخليج العربي ، والتي قامت بتسخير هذا الأسطول الضخم لخدمة أغراض الحرب آنذاك ، وكانت قبيلة بنو كعب تمتلك مدينة في البر الشرقي للخليج العربي تدعى ( الدورق )
تفاصيل معركة الرقة :
بدأت تفاصيل هذه المعركة من خلال عمد قبيلة بنو كعب إلى التحرش بالكويت طمعاً في الاستيلاء على أراضيها ، بدأ أحداث هذا الأمر مع رفض الشيخ عبد الله خطبة أحد أبناء زعيم بنو كعب الشيخ بركات بن عثمان بن سلطان لإبنته الشيخة مريم، واعتبر الشيخ بركات هذا الرفض إهانة كبيرة له ولقبيلته ، فاصدر أوامره إلى قومه بإعداد حملة بحرية كبيرة من أجل تحقيق أطماعه في الكويت ، وكان ذلك في عهد حاكم الكويت المغفور له بإذن الله الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح، وقد علم أهل الكويت بهذه الحملة ، فقرروا الخروج إلى هذه الحملة وملاقاتها بسفنهم المزودة بالسلاح والرجال ، وألتقى كلا الفريقين وهما قبيلة بني كعب وبين أهالي الكويت في مكان يسمى الرقة بالقرب من جزيرة فيلكا ومصطلح الرقة يعني باللهجة الكويتية إحدى الأماكن في البحر ولكنه غير عميق، فإذا انحسر الماء عن هذا الجزء ، يظهر الطين أو كاد يظهر وهذا سبب تسميه المكان والمعركة بهذا الاسم.
أما عن سفن قبيلة بنو كعب فكانت كبيرة الحجم وثقيلة بينما كانت سفن أهل دولة الكويت آنذاك على العكس تماماً ، حيث كانت صغيرة الحجم ، وبسبب معرفتهم بطبيعة اراضيهم ، فلم يبدأ الكويتيين بالمعركة بل تركوا الأمر حتى حصول حالة الجزر في البحر، وعند حدوث الجزر لم تستطع سفن بنو كعب بالتحرك وبقيت مكانها ، مما أدى الى منح السيطرة إلى أهل الكويت ورجالها على ساحة المعركة ، وبالتالي أدى ذلك إلى انتهاء المعركة بانتصار أهل الكويت . وعادوا بعد هذه المعركة بالكثير من الذخائر والمدافع التي حصلوا عليها كغنائم لهذه المعركة ونصبوها على الشاطئ تخليداً لذكرى انتصارهم في هذه المعركة ، بينما قبيلة بنو كعب فلم يرجع منهم أو إلى ديارهم سوى من نجى بإعجوبة من هذه المعركة رغم التعداد والأسلحة الذين كانوا مزودين به .
نتائج معركة الرقة بين أهل الكويت وقبيلة بني كعب :
على صعيد بنو كعب، فقد حاول الشيخ بركات تجهيز حملة أخرى من أجل معاودة الغزو على الكويت مرة أخرى ، ولكن شعبه قابل تلك المحاولة بالرفض الشديد والوقوف ضد هذه المحاولة ، وابلغوه بأنهم مستعدون للقتال في سبيل وطنهم وليس في سبيل زواج ابن الشيخ، و بسبب هذا الأمر اقيمت حملة من العصيان على الشيخ بركات وانتهيت بمقتله .
على صعيد الكويت ، فقد قام الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح بجلب عدد من العمال من دولة إيران وذلك من أجل إغلاق الشوارع المطلة على الفضاء الخارجي خارج البناء بالبوابات، وكانت البوابات آنذاك تسمى بالدراويز وهي إحدى الكلمات الفارسية والتي تعني بوابة، والبوابات هي الفداع والمديرس في جهة الغرب وهي جهة (القبلة) وبن بطي والقروية .
وسجل التاريخ انتصار أهل الكويت على قبيلة بنو كعب ، الذين لم يحاولوا الاعتداء مرة أخرى على الأراضي الكويتية .