عام 2016 هو العام الأكثر سخونة في التاريخ حسب التوقعات

قضايا تغيير المناخ هي من أهم القضايا التي يجب الاهتمام بها في عصرنا الحالي، لأن التطور الهائل الذي يلحق بنا خاصة التطور الصناعي يؤثر تأثيرا سلبيا على الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي إلى انبعاث غازات ضارة بنا، كثاني أكسيد الكربون الذي قد ارتفعت نسبته كثيرا خلال الأعوام الماضية وغيره من الغازات والأبخرة الضارة، مما يؤثر بالسلب على حياة كل الكائنات الحية، وهو ما يؤثر على درجات حرارة الجو التي ترتفع كل عام عن العام الذي يسبقه، وقد شهد عام 2016 ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ومن المتوقع أن يكون هو العام الأكثر سخونة في التاريخ، فما هي أسباب ذلك؟ هذا ما سوف نورده في المقال أدناه.


عام 2016 هو العام الأكثر سخونة


شهد عام 2016 ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، حتى أنه قد سجل رقما قياسيا عن العام الذي سبقه 2015 ليتفوق عليه وهو الأمر الذي يشير على أن الأعوام القادمة ستكون ساخنة وليس العام الماضي فقط، وذلك حسب التقارير والبيانات التي أظهرتها وكالة الفضاء الأمريكية ” ناسا” ومكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة والتي تشير إلى أن درجات الحرارة في عام 2016 جاءت أعلى بفارقِ 0.07 درجة مئوية، من تلك التي سجَّلها عام 2015 وقد تم نشر هذا التقرير حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ، وعلى الرغم أن الزيادة التي رصدها مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة يقع في هامش الخطأ إلا أن وكالة ناسا قد صرحت أنه العام الثالث على التوالي والذي يكسر الأرقام القياسية، وقد أرجع العلماء السبب في ذلك إلى ظاهرة تسمى ب ” ظاهرة النينو”


ماذا تعني ” ظاهرة النينو” ؟


أوضح العلماء أن ظاهرة النينو تلعب دورا أساسيا في وصول عام 2016 إلى أعلى الدرجات المسجلة للسخونة خلال الأعوام الماضية، إلى جانب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والناتجة عن البشر، وهو الأمر المتوقع فقد بدأت 2016 دافئة للغاية بسبب ظاهرة النينو وقد أشار علماء المناخ في مايو 2016 إلى أنه العام الأكثر سخونة بالمقارنة بالأعوام الماضية، فعندما تحدث ظاهرة النينو تنمو موجات دافئة من المياه في بعض أجزاء من المحيط الهادئ على غير العادة، وهو ما يؤثر على المناخ العالمي لتحدث خللا في أنماط المناخ.


مقارنة عام 2016 بالأعوام السابقة


صرحت وكالة ناسا أن عام 2016 هو العام الأكثر دفئا منذ عام 1880، ولكن هناك أبحاث أخرى تشير إلى أن العالم لم يكن بهذه الدرجة من الدفء منذ 115 ألف سنة، وأن كوكب الأرض لم يشهد مثل هذه المعدلات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون المنتشر في الغلاف الجوي منذ أربعة ملايين سنة، وقد ذكرت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن عام 1998 هو العام الذي يحتل المرتبة السابعة في ترتيب الأعوام الأكثر حرارة، كما أشار العلماء أن درجة حرارة الأرض قد ارتفعت مقدار 1 درجة مئوية عن عصور ما قبل الصناعة.

ومن ضمن تصريحات وكالة ناسا كان تصريح الدكتور غافين شميدت وهو عالم المناخ والذي قاله لموقع بي بي سي ” “كان عام 2015 هو الأدفأ، حتى جاء عام 2016 ليكسر الرقم القياسي بفارقٍ طفيفٍ يتراوح بين 0.1 و0.12 درجة مئوية، ما يُعد رقماً كبيراً بالنسبة للتغير المناخي من عامٍ لآخر، إنه رقمٌ قياسيٌ جديدٌ بلا شك. وهو ناتجٌ، بشكلٍ أساسي، من التغيراتِ الحادثة في المحيط الهادئ بسببِ ظاهرة النينو. لكننا نشهد أيضاً ارتفاعاً في درجاتِ الحرارةِ على المدى الطويل بسببِ زيادة الانبعاثات الناجمة عن ظاهرةِ بالاحتباسِ الحراري”

وقد قال مكتب لأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة ” أن عام 2016 كسر معدلات المدى الطويل بمقدار 0.77 درجة مئوية، بهامشِ خطأ يصل إلى 0.1 درجة، ما يعني أن العام الماضي، على أقلِ تقدير، هو أحد أكثر عامين حرارةً على الإطلاق.”

أما بيتر ستوت عالم المناخ بمكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة فيقول ” تؤكد الأرقام الأخيرة أن 2016 هو واحدٌ من أكثر الأعوامِ حرارةً حتى الآن. واقتربت درجات الحرارة في عام 2016 من قياسات عام 2015، متجاوزةً إياها بفارقٍ طفيف”

وقال أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتري تالاس: “لقد كسرنا أيضاً الرقم القياسي لأقل معدلات المياه المتجمدة في القطبين الشمالي والجنوبي. إذ يزداد القطب الشمالي حرارةً بضِعف المعدل العالمي. وتؤثر الخسارة المستمرة في المياه المتجمدة تأثيراً مباشراً على الطقس، والمناخ، وأنماط حركة مياه المحيطات في أجزاءٍ أخرى من العالم. لابد أيضاً أن ننتبه إلى الانبعاث المُحتَمَل لغاز الميثان نتيجة هذا الذوبان الدائم للجليد”


تأثير تولى دونالد ترامب رئاسة أمريكا على مشاكل المناخ


يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن كل التحذيرات والأرقام القياسية التي صرحت بها عدة جهات مهتمة بالمناخ والتي تشير إلى الاحتباس الحراري مجرد هراء، ومن هنا يتصاعد القلق حول تضاؤل حجم الدعم السياسي لقضايا المناخ، وهو بمثابة خطأ فادح كما يوصفه علماء مجال المناخ، ليصبح شعار العام الأكثر سخونة في التاريخ هو إنذار واضح لا يمكن تجاهله من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.