القائد المسلم فاتح الصين ” قتيبة بن مسلم “
نسبه:
هو القائد المسلم قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصير بن الأمير أبو حفص الباهليّ، قائد إسلامي عظيم وُلِد في عام 49 هجريًا و يُنسب له فضل القيام بالفتوحات الإسلامية في بلاد آسيا الوسطى ومنها خوارزم وسمرقند وبخارى وبلخ، واستشهد في عام 96 هجريًا وهو ابن 48 عامًا فقط.
نشأته وكفاءته:
نشأ في أسرة من قبيلة ” باهلة ” النجدية وتعلم القرآن والفقه وفنون القتال والفروسية.وكانت نشأة ” قتيبة ” حربية وفروسية من الدرجة الأولى، فقد أبدى منذ صغره براعة وشجاعة فائقة ومهارة في حمل السيف والرمح، وقد تنبأ بمستقبله الفروسي القائد العظيم ” المهلب بن أبي صفرة ” فزكاه عند الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق آنذاك لما عُرِف عن الحجاج من استقطاب الفرسان والأبطال. فوكله “الحجاج بن يوسف” في بعض المهام ليختبر شهادة ” المهلب ” فيه.
فتوحاته واستراتيجياته التي اتبعها فيها:
ولاه ” عبد الملك بن مروان ” ولاية الري وخراسان التي أقام بها ثلاثة عشر عامًا، وبعد وصوله خراسان التي كانت تحت ولاية الحجاج بن يوسف رنَت نفسه إلى فتح بلاد ما وراء النهر.
قسّم ” قتيبة بن مسلم ” أعماله الجهادية لأربعة مستويات ومراحل، فتح في كل مرحلة منها فتحًا يُنسب شرفه للدولة الأموية الإسلامية حينها وهي:
فتح طخاستان – المرحلة الأولى:
تحرك بحملته لطخارستان السفلى التي تعرف الآن بأفغانستان وباكيستان وفتحها عام 86 هجريًا
فتح بخارى – المرحلة الثانية
: فتحها بين عامي 87 و 90 هجريًا، وكانت من أهم بلاد ما وراء النهر وأعظمها تحصنًا.
فتح خوارزم وسمرقند – المرحلة الثالثة
: قاد حملته لوادي” نهر جيحون ” وثبت فيه الإسلام، ثم انطلق لإقليم ” سجستان ” في إيران، ثم ” خوارزم ” بين إيران وباكستان، ثم وصل لمدينة ” سمرقند ” في آسيا وصارت جزءًا من الدولة الأموية. واستمرت هذه المرحلة من 91 و 93 هجريًا.
فتح الصين- المرحلة الرابعة
: بعدما أتمّ فتح منطقة ” حوض نهر سيحون ” والمدن المحيطة به، انطلق إلى الصين وفتح مدينة ” كاشغر ” وجعلها مقرًا إسلاميًا وقاعدة عسكرية، ولم يصل المسلمون بعدها إلى أبعد من ذلك وتوقفت فتوحاتهم عند هذه النقطة في آسيا الشرقية.
كان فتح ” قتيبة بن مسلم ” لبلاد الشرق له أكبر الأثر في دخول القبائل التركية التي كانت تسكن هذه المنطقة حول نهر المرغاب وبلاد ما وراء النهر بجانب القبائل الفارسية – التي دخلت الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين – إلى الإسلام. وكانوا أكبر عددًا وأشد انتشارًا منهم: الأتراك القوقازيين والأتراك الايجور والأتراك البلغار والأتراك المغول.
مقتله:
كان “قتيبة بن مسلم” مخلصًا للحجّاج بن يوسف الثقفي. خاف ” قتيبة ” من إنتقام ” سليمان بن عبد الملك ” حينما تولّى الخلافة لأنه كان معاديًا للحجاج بن يوسف. كما أن ” قتيبة ” ساند ” الوليد بن عبد الملك ” في سعيه لخلع ” سليمان ” من ولاية العهد ويحملها لابنه، فعقد نيته على الخروج عليه.
فأرسل رسوله بثلاثة خطابات، الأول فيه تهنئة بالخلافة، بجانب تذكرته بولائه لعبد الملك والوليد إن لم يعزله عن خراسان.
والكتاب الثاني يخبره فيه بفتوحاته وتعظيم قدره عن ملوك العجم وذمّ في “المهلب” وقومه وأنّه سيخلع “يزيد بن المهلب” عن خراسان إن ولاه عليها.
والكتاب الثالث كان فيه خلعه.
بعث ” قتيبة بن مسلم ” الكتب الثلاثة مع رجل من المقربين وأمره أن يسير على الخطة التي فكّر بها وهي كالآتي:
أن يقوم بدفع الكتاب الأول لسليمان، فإن كان ” يزيد بن المهلب ” حاضرًا فقرأه وسلمه له، فادفع له الثاني فإن قرأه وسلمه له، فادفع له الثالث فإن قرأه ولم يدفعه ليزيد فاحبس الكتابين الآخرين.
وبالفعل، وصل رسول ” قتيبة بن مسلم ” على ” سليمان بن عبد الملك ” وكان ” يزيد بن المهلب ” حاضرًا. فقرأ الكتاب الأول ودفعه ليزيد، وقرأ الثاني ودفعه ليزيد، فقرأ الثالث فشحب وتغير لونه وختمه وأبقاه في يديه..وأمر بعدها أن يبقى رسول ” قتيبة ” عندهم، فإذا جاء الليل بعث بإحضاره وأعطاه العهد الذي طلبه ” قتيبة ” بشأن خراسان. ولكن برغم ذلك، فقد تسرع ” قتيبة ” وخلع ” سليمان ” وجمع ضده الرجال.
باءت حركة ” قتيبة ” بالفشل، وقُتل بسهم طائش من أحد عملاء ” سليمان ” وقطع ” وكيع ” التميمي رأسه وأرسله لـ ” سليمان ” وهذا في عام 96 هجريًا.