علاج جديد لمرضى ضغط الدم المقاوم
مرضى ضغط الدم المقاوم يعانون من الارتفاع الدائم لضغط الدم على الرغم من التزامهم بالتمارين الرياضية الصحيحة والنظام الغذائي السليم وتناول الادوية في مواعيدها ولكن لا ينخفض لديهم ضغط الدم مهما فعلوا ، وقد يستخدم الاطباء معهم اكثر من اربعة انواع في وقت واحد معالجة لضغط الدم ولكن دون جدوى لذلك تم تسميته بالضغط الدموي المقاوم (resistant hypertension) لانه لا يستجيب لكل الطرق المعروفة لعلاج الضغط حتى لو كانت تُستخدم كلها معاً في وقت واحد ، هؤلاء المرضى يكونوا اكثر عرضة للاصابة بامراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والقلبية وامراض الكلى بشكل اكبر من غيرهم من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم الغير مقاوم ، كما ان عددهم في زيادة حيث من بين احد عشر مصاب بالضغط واحد منهم مصاب بالضغط الدموي المقاوم .
كان من الضروري ايجاد وسيلة اخرى لعلاج ذلك النوع من الضغط ، وبالفعل توصل الباحثون الى اسلوب جديد يعالج الضغط ولكن عبر التدخل الجراحي ، حيث يقوم الاطباء بتعطيل بعض الاعصاب في الكلى هذه الاعصاب مفرطة النشاط وتعتبر هي السبب الرئيسي في ارتفاع ضغط الدم وعدم استجابته لاي علاج آخر .
♥ تفاصيل الاسلوب الجديد :
يتم ذلك عن طريق وضع المريض تحت تأثير البنج الموضعي ويقوم الطبيب بفتح الشريان القريب من منطقة الفخذ ويدخل فيه انبوب خاص يصل الى الكلى ، ذلك الانبوب يحتوي على جهاز يرسل موجات الراديو وتكون على هيئة دفقات صغيرة تعمل على اماتة تلك الاعصاب والتي تعرف بالأعصاب الودية (sympathetic nerves) ، هذه الاعصاب تنشط عند ارتفاع ضغط الدم وتجعل الجسم يقوم باحتباس كمية كبيرة من الصوديوم المسئول عن رفع ضغط الدم وبالتالي يستمر ضغط الدم في حالة ارتفاع مادامت هذه الاعصاب نشطة .
♥ تجربة الاسلوب الجديد :
وللتأكد من امكانية استخدام ذلك الاسلوب الجديد ، قام الباحثون بتجارب عديدة من ضمنها دراسة أخيرة تم اجراؤها على عدد 106 من المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم وقام الباحثون بتقسيمهم الى مجموعتين احدهما تلقت الاسلوب العلاجي الجديد وتم تعطيل الاعصاب الودية لديهم ، والاخرين تلقوا الرعاية المعتادة والادوية التي تقلل ضغط الدم مع العلم انهم استخدموا ثلاثة انواع من الادوية في وقت واحد ، وكان ضغط الدم لديهم اكثر من 160/100 .
♥ نتائج التجربة :
تم متابعة المرضى من المجموعتين لمدة ستة اشهر متواصلة وكانت النتائج للمجموعة التي تلقت الاسلوب العلاجي الجديد تؤكد انخفاض ضغط الدم لديهم من 178/97 ملليمتر من الزئبق حيث وصل الى 143/85 ملليمتر من الزئبق ، وذلك انخفاض مبهر وغير متوقع للمرضى من ذلك نوع من الضغط وذلك ما أكدته نتائج المجموعة الاخرى التي تلقت العلاج المعتاد حيث انخفض ضغط الدم لديهم بشكل طفيف لا يُعد انخفاضاً ، ولكن الباحثون أكدوا ان ذلك الاسلوب العلاجي الجديد على الرغم من نتائجه المبشرة لا يزال تحت الاختبار كما ان المرضى الذين سيتم علاجهم باستخدامهم سيستكملوا علاجهم باستخدام ادوية الضغط المعتادة للحفاظ على المستوى الطبيعي للضغط الدموي ، كما أكد الباحثون ان ذلك الاسلوب سيكون وقائي من المخاطر المتعلقة بارتفاع ضغط الدم مثل الامراض القلبية والسكتات الدماغية وغيرها .