أول رحلة حج من الكويت إلى السعودية
تعد فريضة الحج أحد أركان الإسلام الخمس والتي يلزم بها الدين الاسلامي الشخص القادر ، ولكن هل فكرت يوماً في أول لاحلة حج ؟ ماذا عن أول رحلة حج قامت بها دولة الكويت إلى الأراضي المقدسة في السعودية ؟
حول أول رحلة حج من الكويت الى الأراضي المقدمة بالمملكة العربية السعودية ، ومن هو صاحب هذه الفكرة ؟ الاجابة تحملها لنا السطور التالية :
أول رحلة حج من الكويت إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية :
كان المرحوم الشيخ فهد الدويلة صاحب فكرة أول حملة للحج المنظم حيث الإعداد والتجهيز، وكان ذلك خلال عامي 1800-1801م ، كما اعتمدت هذه الرحلة على قوافل من الإبل المجهزة والتي تم إعدادها بشكل مسبق ، وقد ساعد الشيخ فهد الدويلة في تنفيذ هذه الفكرة علاقته العميقة مع شيوخ القبائل وحكام شبة الجزيرة العربية ، والذين قاموا بدورهم في تسهيل عملية الإعداد والتجهيز بالإضافة إلى توفير الأمن أثناء الرحلة وتيسير عملية دخول الأراضي المقدسة ، وقد سارت بالفعل هذه الرحلة إلى الأراضي المقّدسة على شكل قافلة حاملة الحجيج على الرغم من محدودية إمكانياتها وبساطتها في البداية.
تجهيز الإبل لأول رحلة حج كويتية إلى الأراضي المقدسة :
كانت ومازالت فريضة الحج لها مكانة وقدسية خاصة في نفوس المجتمع الكويتي، لذلك فكانوا دائماً يستعدون إليها قبلها بفترة من الزمن ، وفي هذه الرحلة ، قام صاحب الحملة بشراء الجمال قبل موسم الحج ووضعها في الصحراء أو في أحد الحوط التي يمتلكها، وعادة ما كان يختار صاحب الحملة لإناث الإبل «الزمل»، وذلك لما يمتلكون من الصفات التي تؤهلهم لتحمل المشاق أكثر من الذكور، ثم يوضع عليها وشم الحملة ببدن الإبل، ليعرف صاحب الحملة إبله إذا ضلت في الصحراء أو تم سرقتها ، والجدير بالذكر أن الناقة عادة ما تنهك وتضعف بسبب طول المسير وصعوبة الطريق، لذلك عندما تصل الحملة الى مدينة بريدة ، عادة ما تكون الابل قد استنفذت كامل طاقتها، فيضطر صاحب الحملة الى استبدالها بعدد آخر من الجمال الجديدة سواء بالشراء أو بالتأجير ، ثم يقوم صاحب الرحلة بتجهيز أدوات الركوب من أشدة للجمال لركوب الرجال، وكذلك الهودج الذي تستخدمه النساء وهي عبارة عن مقصورة صغيرة على ظهور الإبل فوق الأشدة، ويكون مغطى بغطاء مزركش مع وجود شال صوفي أحمر، بالإضافة إلى الطعام الذي يحتاجونه أثناء سفرهم الطويل إلى مكة المكرمة.
طريق رحلة حج من الكويت إلى الأراضي المقدسة قديماً :
عادة ما كان الحجاج الكويتيون يتجمعون عندما يحين موعد قرب الانطلاق في مكان قريب من منزل صاحب الحملة أو قد يكون هذا المكان خارج سور الكويت في منطقة الشامية في الكثير من الاحيان، ثم ينطلقون إلى الصليبخات وهي المحطة الثانية التي يمرون بها أثناء رحلتهم ، ثم إلى آبار عشيرج، وبعد ذلك إلى تصل الحملة الى قرية الجهراء لأخذ استراحة فيها ومن ثم روي الإبل من آبار السليل، ثم بعد ذلك ينطلقون الى مدينة الجهراء ، وهناك طريقان: الطريق الأول من مدينة الجهراء إلى مدينة البصرة ومن ثم إلى الأراضي المقدسة ، والطريق الثاني: فيبدأ من مدينة الجهراء باتجاه الرقعي السعودي ومنطقة حفر الباطن، ويعد هذا الطريق هو طريق حجاج الإبل وطريق القوافل النجدية، وقد تم توثيق الطريق من خلال « كتاب دليل الخليج – القسم الجغرافي» الذي كتبه «لوريمر» وعدد من الرواة الاخرين ، حيث كانت قوافل الحجيج تتجه إلى بريدة وتقوم باستئجار أو شراء إبل جديدة عوضاً عن الإبل المنهكة لاستكمال الرحلة، ثم تنطلق حملات الحج إلى مكة أو إلى المدينة وتسير وفق دروب ومسالك معروفة لدى حملات الحج القديمة، وهذه الطرق تعرف بالطرق البرية للحجاج الكويتيين، ورغم المشقة وطول الطريق إلا أن الكويتيين كانوا حريصين على أداء فريضة الحج.