دواء الكلوميد اثناء الحمل و العيوب الخلقية

تعد فترة الحمل من المراحل الحساسة جدا في حياة كل سيدة , لذلك يجب الانتباه جيدا للأدوية التي تتناولها المرأة التي تنتظر حدوث الحمل و تجنبها عند ظهور احدى علامات الحمل لحين اجراء الفحوصات و استشارة الطبيب المتخصص حول الادوية التي يجب الابتعاد عنها خلال فترة الحمل .  و يعتبر دواء كلوميد من الادوية التي تلجأ لها المرأة التي تعانى من مشاكل تأخر الانجاب و ترغب في الحمل , لذلك يجب على هذه المرأة المتابعة المستمرة مع الطبيب و التوقف الفوري عن تناول العلاج عند حدوث الحمل خوفا على الجنين من تعرضه للاصابة بالعيوب الخلقية .


ما هو دواء كلوميد Clomid ؟



كلوميد

هو الاسم التجاري لسترات الكلومفين , و يعتبر واحدا من ادوية الخصوبة الاكثر انتشارا . و غالبا ما يوصف هذا الدواء للعديد من مشاكل الخصوبة :

– مشاكل الإباضة : النساء اللاتي تعاني من عندم انتظام التبويض , او اللاتي تعاني من عدم حدوث التبويض على الاطلاق يمكن ان تستفيد من استخدام دواء كلوميد .

– العقم عند الرجال : على الرغم من ان دواء كلوميد لا يفعل اي شيء لزيادة حركة الحيوانات المنوية او لعددها , الا ان يصفه بعض الاطباء في بعض حالات العقم .

– مشاكل العقم الغير معروفة : عندما يخضع كلا الزوجان للعديد من الاختبارات و لا يوجد سبب معروف للعقم او تأخر الحمل , يمكن استخدام دواء كلوميد لزيادة احتمالات حدوث الحمل .

و يعمل دواء كلوميد على تحفيز الغدة النخامية التي تتسبب في زيادة انتاج الهرمونات اللازمة لعملية الاباضة . و في حوالى 10% من الحالات , تتسبب في نضج اكثر من بويضة واحدة و التي يمكن ان تؤدي الى ولادة توأم .

و يعتبر دواء كلوميد مثله مثل أي دواء آخر يؤثر على الهرمونات , لذلك قد يسبب بعض الاثار الجانبية , ابرزها تقلبات المزاج , و الهبات الساخنة , و الم او وخز في الثدي .و لأن دواء كلوميد يؤخذ عن طريق الفم تكون آثاره الجانبية اقل من العديد من خيارات العلاج الاخرى , لذلك يكون اول طريقة للعلاج التي يقدمها معظم الاطباء .


دواء كلوميد و

العيوب الخلقية

:

لقد وصفت منظمة الغذاء و الدواء الامريكية دواء كلوميد من الفئة X , و هذا يعني وجود ادلة على انه يمكن ان يسبب تشوهات او عيوب خلقية عند استخدامه اثناء الحمل . و عادة ما ينظر الى هذه الأدلة في الاختبارات التي اجريت على الحيوانات لأن اجراء  مثل هذه التجارب على البشر يعد امر خطير . و عادة ما تكون الافتراضات انه اذا وجد عيوب خلقية للحيوانات نتيجة لتعرضهم لبعض الادوية , يطبق الشيء نفسه على البشر .

من المهم جدا ان نتذكر ان هذه النتائج لحيوانات التجارب التي تعرضت لدواء كلوميد اثناء فترة الحمل . و ان دواء كلوميد يستخدم فقط للخصوبة , و لا يوجد هناك اي اسباب تجعل المرأة الحامل ان تتناوله . و عموما , تكون الطريقة الوحيدة التي تتناول فيها المرأة الحامل هذا الدواء هي لو لم تكن تدرك انها حامل بالفعل ,  و في هذه الحالة تزال هذه المرأة تستخدمه في الاسبوع الاول .

بعض النساء اللاتي تستخدم دواء كلوميد اثناء الحمل متصورين انه يقي من العيوب او التشوهات الخلقية , من المهم ان يعلموا انهم بذلك في اعلى مجموعة مخاطر  من ولادة اطفال بعيوب خلقية .

النساء اللاتي فوق 35 سنة و يجدون صعوبة في حدوث الحمل يشكلون مجموعة كبيرة من المرضى الذين يتناولون دواء كلوميد , و لكن هم اكثر عرضة لولادة اطفال مع عيوب خلقية حتى اذا لم يستخدموا دواء كلوميد . و وجدت بعض الدراسات ان اولئك النساء الذين يستخدمون الدواء لديهم معدلات اعلى قليلا من وجود اطفال يعانون من تشوهات خلقية . و هناك ادلة متضاربة حول ما اذا كانت التشوهات بسبب استخدام دواء كلوميد او بسبب مشاكل اخرى متعلقة بالعقم عند الام .

وعندما يولد طفل يعاني من عيب خلقي , فإنه من الشائع جدا للام ان تتساءل اذا ما فعلت شيئا اثناء حملها تسبب في ذلك . و في كثير من الحالات لا يجدوا سبب واضح لحدوث هذه التشوهات , على الرغم من احتمالية وجود صلة بين هذه التشوهات الخلقية و دواء كلوميد . و لكن هذه الخطورة لا توجد الا عند استخدام هذا الدواء اثناء فترة الحمل فقط .