مضي على إنشاء قصر الطويق ما يزيد على الخمسة والعشرون عاما ولقد تم إنشائه في حي السفارات في موقع يطل على وادي حنيفة ، وقصر طويق يعتبر مصب للأنشطة الثقافية ومركزا للندوات والمعارض والأنشطة المجتمعية المختلفة ، ولقد تم تصميمه بفكر معماري فريد حيث يغلب عليه الطابع التراثي العريق الذي يعكس مدى أهميته ودوره الكبير.

نموذج معماري حديث …

يعد قصر طويق رمزا معماريا عالي الإتقان في شمال حي السفارات هذا الحي المميز بضمه للعديد من السفارات والمقرات الدولية وهو نموذجا حي يبين مدي التطور والرقي الذي وصلت إليه الرياض ، ولقد أنشأت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض هذا القصر بهدف نشر الثقافة وممارسة الأنشطة الثقافية المختلفة و لكي تقام بداخله الندوات والمؤتمرات وتم بنائه ليكون تحفة معمارية يوضح مدى التفوق المعماري الذي وصلت إليه المملكة فقد حاز جائزة أغا خان العالمية في مجال العمارة عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعون وذلك للمواصفات المعمارية العالمية التي تم إنشائه بها ، ويتضمن القصر بداخله على عدد كبير من القاعات والصالات الضخمة التي تقام بها المؤتمرات والمعارض الثقافية المختلفة ، كما يوجد به فندق صغير يمكن إعتباره صالة ضيافة يتكون من ثلاثة طوابق ويتألف من أربعة أجنحة وحوالي خمسة وعشرون غرفة مخصصة لإستقبال أعضاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، فضلا عن توافر المرافق الخدمية وصالات الطعام .

معطيات البيئة المحلية …

لقد تم بناء قصر الطويق بأولوية الطابع المحلي حيث كان الهدف إظهار البيئة والطبيعة الخاصة بالتراث المحلي في كل ركن من جدار القصر و تم ذلك مرورا بعدة مراحل مثل الإستقرار على التصميم المناسب حيث أقامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عام 1399 هجريا مسابقة حتى يتم إختيار أفضل تصميم يبدع به المعماريون لهذا القصر طبقا لشروط ومواصفات خاصة وضعت من قبل الهيئة وكان اهم هذه الشروط مراعاة البيئة التي يقع بداخلها قصر طويق .

سور متموج يعلوه ممر للمشاة …

تصل مساحة القصر تقريبا أربعة وعشرون ألف مترا مربعا يحيط به سور متموج يبلغ محيطه حوالي ثمانمائة مترا وعرض السور تقريبا ما بين سبعة وثلاثة عشر مترا ليمثل سطحه ممرا للمشاه ، إضافة إلي منطة مفتوحة تطل على وادي حنيفة ، وتم كسوة السور بحجر أصفر يسمى حجر الرياض بشكل ديكوري رائع حتى يظهر القصر كأنه قطعة من الوادي المحيط به .

خيام بيضاء …

وهي خيام منسدلة من سور القصر تم تصنيعها من مادة عازلة حراريا وتقريبا تصل مساحة الخيمة الواحدة إلي حوالي ألف وستمائة متر مربع تقريبا لتعطي مظهرا خلابا للسور وبهذه الخيام تجد قاعات ذات مساحات مختلفة لأغراض مختلفة ومنها ما يتكون من عدة مستويات ومنها ما خصص للطعام ومنها تم نخصيصه للرياضة والألعاب مثل الإسكواتش والبولينغ .

حديقة داخلية مزهرة …

ولزيادة المشهد الجمالي للقصر تم إنشاء حديقة ممتلئة بالأشجار المزدهرة والنباتات الخلابة فتشعر أنه بداخل جنة من الجمال مما يزيد تألق القصر من الداخل ليضاهي جماله المعماري خارجيا .

خيمة من الزجاج المعشّق …

هي لوحة فنية رائعة تبهر الناظرين حيث تم بناء هذه الخيمة من الزجاج المعشق وتم إبتكار معالمها بحيث لا يطغي لون فيها على الآخر وهي توجد وسط حديقة القصر لتعطي تناغما وإستجماما للزائرين في وسط الطبيعة الخلابة .

فوز قصر الطويق بجائزة أغا خان للعمارة …

حصل قصر الطويق على الجائزة العالمية التركية أغا خان للعمارة وكان ذلك عام 1998 ميلاديا حيث إحتفت اللجنة بالتصميم المعماراي الرائع والمبهر للقصر و أشادوا بأفكار التشيد والبناء للقصر خارجيا وداخليا حيث صنعت البراعة والإتقان في الأعمال الديكورية تناغما جذابا بين المهام الرئيسية للقصر والبيئة التي أنشئ بها حتى كاد الزائر أن يصدق أنه جزء منها حيث أشادوا أيضا بفكرة الواحة التي أتبعت في التصميم حتى يتناسب البناء مع مكونات الطبيعة حوله سواء كان وادي حنيفة الذي يحيط به أو الطبيعة الصحراوية التي تميز المنطقة .

وختاما …

هذا الإبداع المتواصل في المجال المعماري يدل على إصرار الرياض على التنمية والتطوير البناء والمستمر من أجل رفعة شأن البلاد فكل التوفيق للمملكة العربية السعودية ومسؤوليها ولمزيد من النجاح والريادة .