ماهو حكم الاجهاض ؟
عملية الإجهاض أو ما يعرف بإسقاط الجنين هو أمراً محرماً في الشريعة الإسلامية وذلك في كل مراحل حياة الجنين في رحم أمه والإجهاض في اللغة يعني الإسقاط أما في معناه الاصطلاحي فيعني تلك العملية الخاصة بإسقاط المرأة لجنينها بفعل منها ، أو من غيرها فسواء أن قامت المرأة بإجهاض نفسها أو عن طريق تدخل طبي ، فإن ذلك يسمي إجهاض والإجهاض هي عملية تعني استخراج الجنين و خروجه من رحم أمه و ذلك قبل موعد ولادته الطبيعية عمداً ، و بدون أن يتواجد سبب للضرورة للإجهاض أما بالنسبة لتعريف الإجهاض الطبي عند الأطباء فهي تلك العملية التي تعني خروج الجنين من رحم أمه قبل أن يمر عليه مدة ( 28 ) أسبوعاً ، لأنه في خلال تلك الفترة داخل الرحم لا يكون الجنين قابلاً للحياة و إنما يموت فور مغادرته لرحم الأم و ما بعد تلك الفترة الخاصة بالجنين في الرحم و التي تسمى لدى الأطباء ولادة قبل الأوان أي ولادة مبكرة .
أنواع الإجهاض
:-
يوجد نوعان من أنواع الإجهاض وهما :-
أولاً :- الإجهاض غير المتعمد :-
والذي يكون عبارة عن نزول ومغادرة الجنين أو خروجه من رحم أمه بدون نية لديها لذلك أو قصد مثال أن تتعرض الأم أثناء حملها للسقوط فيؤدي ذلك السقوط إلى نزول وخروج الجنين من رحمها رغما عنها ، و بما هو خارج عن إرادتها ، و من الممكن أن يكون الحمل ضعيفاً فينزل الجنين على الرغم من عدم رغبة الأم في نزول وموت جنينها أو من الممكن أن تصاب الأم بمرض أو داء يؤدي إلى حدوث الإسقاط أو الإجهاض للجنين وما إلى غير ذلك من أسباب تخرج عن إرادة الأم واختيارها.
ثانياً :- الإجهاض المتعمد
:- وهو ذلك النوع من الإجهاض والذي تكون فيه عملية إسقاط الجنين برغبة وإرادة وفعل من الأم سواء كان ذلك بمفردها أو بمشاركة أحد غيرها كمثال أن تكون الأم غير راغبة في احتفاظها بجنينها أو أنها كانت لا ترغب بالإنجاب في هذا التوقيت لأي سبب كان مثل أنها عندها طفل أخر يحتاج لرعايتها وخلافه أو في حالة أن تكون الأم قد حملت في الأساس بالجنين من علاقة غير شرعية أي حراماً ولابد أن تقدم على التخلص من ذلك الجنين لحفظ سمعتها في مجتمعها لذلك فإن ذلك الأمر تحديدا فالإجهاض فيه حرام شرعاً في المطلق فتخلص من الجنين في أي وقت فهو حرام أما بالنسبة للإجهاض في الحالات الأخرى كمرض الأم أو الخوف على حياتها فقد أجازة العلماء ولكن بضوابط وشروط مثل الرأي الطبي المحايد والدقيق للغاية والحصول على فتوى شرعية تبيح للام التخلص من جنينها .
حكم الإجهاض في الدين الإسلامي
:-
هناك اختلاف قائم بين العلماء في حكم عملية الإجهاض أو الإسقاط وذلك قبل أن يتم عمر الجنين في الرحم ( 40 ) يوماً فمنهم من قال أن الإجهاض قبل الأربعين يوماً هو حلال و أستندوا في ذلك إلى عدم وجود روح في الجنين بعد أي لا وجود للحياه به ولكنهم أفتوا بحرمته ، و أجزموا جميعهم على ذلك بعد ( 40 ) يوماً ، أي بعد أن اصبح هناك روح في الجنين ولكن جاء بعض من العلماء ليختلف في موعد نفخ الروح في الجنين داخل رحم امه فقد رأى بعضهم أن نفخ الروح في الجنين يكون بعد ( 120 ) يوماً بينما رأى البعض الأخر أنه يكون في الليلة الأربعين من عمر الجنين في رحم أمه ولكنهم أجمعوا جميعاً على تحريم عملية الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين في رحم الأم أياً كان موعدها وتوقيتها .
حكم عملية الإجهاض أو الإسقاط في المملكة العربية السعودية :-
في الأساس فأن عملية الإنزال أو الاجهاض أو الإسقاط للحمل وذلك في مختلف مراحل نموه في داخل رحم الأم لا يجوز شرعاً إلا في حالة دفع الضرر أو لتحقيق مصلحة شرعية وذلك طبقاً لكل حالة ومعطياتها من ناحية الطب والدين أما في حالة إسقاط أو إنزال الجنين من رحم أمه لأسباب ما دون تلك الأسباب كمثل خشيتها من تكاليف معيشته أو خوفها على وظيفتها أو خشية التعب والجهد في تربيته أو حتى الاكتفاء من الزوجين بما لديهم من أبناء فهذا كله غير جائز شرعاً فلا تجوز عملية الإجهاض للجنين سواء كان علقة أو مضغة وذلك حتى تقرر اللجنة الطبية الموثوق فيها أن استمرار حمل الأم يشكل خطراً على حياتها ، حتى إذا كان الرأي الطبي أنه لا يوجد أي حلول طبية ممكنة غير ذلك هذا الإجهاض جائز ، حيث أنه يرى أن خروج الجنين من رحم أمه قبل ميعاد ولادته في الأساس هو انتقاله من الحياة إلى الموت .