ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟

مفهوم ترشيد الاستهلاك هو من أحد تلك المفاهيم الشاملة بل أنه مفهوم هام وضروري من ضرورات الحياة التي يجب الاهتمام بها وأخذها بعين الاعتبار بل أن يتم تطبيقه كمنهج أساسي وثابت في حياتنا ، حيث أن مفهوم ترشيد الاستهلاك هو ذلك المفهوم الذي يعتمد على تنظيم تلك العمليات الخاصة بالصرف أو الاستخدام في كل شئ في حياة الإنسان سواء كان موارد مائية أو غذائية أو مالية أو طاقة حيث أن مفهوم ترشيد الاستهلاك هو من أحد المفاهيم المحاربة لكل أشكال التبذير والإسراف في كل شئ سواء كانت موارد طبيعية مثل مصادر المياه أو مصادر الطاقة بأنواعها المختلفة مثل البترول والغاز والطاقة الكهربائية ، حيث أن تطبيق ذلك المفهوم بشكله ولوائحه وقوانينه سيعمل على حماية الإنسان بل المجتمع بشكله العام من المخاطر وتدمير الموارد والثروات بل هو يوكد على استخدامها الأمثل والحفاظ عليها والاستثمار السليم لها بما ينتج عنه الفائدة سواء على الفرد أو على المجتمع ككل .


بالنسبة للطاقة الكهربائية


أمثلة ترشيد الاستهلاك :-

فمثلاً المياه أو البترول بأشكاله أو الموارد الزراعية أي الغذائية ، حيث أن كل تلك الموارد هي موارد أساسية ورئيسية لأي أمة أو مجتمع فلولا الماء ما كان هناك كائن حي ظل على قيد الحياة على وجه الأرض ، حيث أنه لن يكون هناك زراعة وبالتالي فلا ثمار وبالتالي فلا طعام أو غذاء للإنسان أو الحيوان إضافة إلى العطش إذن فستكون نتيجة ذلك هو الفناء لأي كائن حي البترول بأشكاله فلولا وجوده لتوقفت المصانع و الآلات وبالتالي الإنتاج وأيضاً وسائل النقل المختلفة ، مثل السيارات والطائرات والسفن والطاقة الكهربائية والتي هي هامة للغاية في إنارة المنازل وتشغيل الأجهزة المختلفة من ثلاجات أو سخانات أو تكييفات أو تليفزيونات أو أجهزة الكمبيوتر ، حيث أتى مفهوم ترشيد الاستهلاك للحفاظ على كل تلك الموارد بل والاقتصاد في استخدامها فكان الاقتصاد في استخدام المياه ومنع إهدارها وأيضاً المواد البترولية بأنواعها ، حيث كان ذلك من خلال اتباع الخطط والطرق والوسائل والإرشادات الخاصة بتوعية الأفراد لكيفية الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المختلفة بأنواعها .


رؤية الدين الإسلامي لمفهوم ترشيد الاستهلاك :-

حرص الدين الإسلامي على إنشاء جيل يكون حريصاً على ترشيد الاستهلاك لكافة الموارد بل والنعم التي منحها الله عز وجل للإنسان حيث أكد الإسلام في العديد من الأيات القرآنية الكريمة على بغض الله جل شانه للمسرفين والمبذرين بأي صورة كانت وأيضاً العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي أكدت و حثت على ضرورة عدم الإسراف والحفاظ على النعم الإلهية والموارد سواء كانت موارد غذائية أو مائية أو مالية ، حيث جاء الوصف الإسلامي للمبذرين بأنهم إخواناً للشياطين ، حيث رأى الدين الإسلامي أن الإسراف في النعمة هو عدم احترام لقيمتها حيث أكد الإسلام على ضرورة احترام نعم الله عز وجل حتى و لو كانت تلك النعم زائدة عن الحاجة ومتوافرة بشكل كبير حيث كان الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأكبر دليل على ذلك حيث جاء الحديث مؤكداً على عدم الإسراف في المياه ولو كان الإنسان على نهر جاري .


الطرق المختلفة لترشيد الاستهلاك :-

توجد العديد من الطرق والإرشادات التي يمكن من خلالها تطبيق نظرية ترشيد الاستهلاك في شتى النواحي والموارد المتعددة ومنها :-


أولاً :-بالنسبة للطاقة الكهربائية :-

عدم ترك المصابيح الكهربائية مضاءه في كل الغرف في المنزل ولكن يمكن الاكتفاء بإنارة الغرفة المتواجد بها الشخص فقط .


ثانياً :-

تغيير مصادر الإضاءة المنزلية من اللمبات الصفراء إلى اللمبات البيضاء الفلورسنت والتي تعمل على توفير الكهرباء بشكل كبير بالمقارنة مع تلك اللمبات الصفراء .


ثالثا :

– لا حاجة لوجود جهازين تلفاز في المنزل في وقت واحد .


رابعاً :

– لا حاجة لإشغال اللمبات في وقت النهار ولكن يكتفي باستخدامها في فترة الليل فقط حيث تكون الحاجة إليها اشد.


خامساً :-

لا داعي لتشغيل التكييف في جميع أرجاء المنزل ولكن يكتفى فقط بتشغيله في ذلك المكان أو الغرفة المتواجدة بها الأسرة .


سادساً :-

القيام بالتأكد من كفاءة الترموستات الخاصة بالسخان وأنه بالفعل يقوم بالفصل الأوتوماتيكي بعد تسخين المياه .


سابعاً :-

التوسع في استخدام السخانات الشمسية كبديل عن تلك السخانات التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو بالغاز .


ثامناً :-

إغلاق النوافذ الخاصة بالغرفة التي تم تشغيل التكييف بها وذلك لتخفيض ( 15% ) من استهلاك الطاقة الكهربائية .


بالنسبة للمواد البترولية :-

أولاً : –

الاستغناء عن وسائل النقل الخاصة بشكل كبير والتوسع في استخدام وسائل النقل العامة توفيراً للبنزين أو الغاز المستخدم .


ثانياً :-

التوسع بشكل كبير في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح .


بالنسبة للغذاء :-

أولاً :-

إرشاد الأفراد على عدم الإسراف في تناول الطعام أي الاستهلاك والاكتفاء فقط بالكميات الكافية وعدم زيادتها عن المطلوب والذي تكون نتيجته النهائية إلقاء المتبقي من الطعام في النفايات حيث أن هناك العديد من الأسر لا يجدون قوت يومهم الأساسي من الطعام.


بالنسبة لمصادر المياه :

أولاً : –

اعتماد الري بالتنقيط للمحاصيل الزراعية كبديل عن الري الغمري حفاظاً على المياه من الإهدار .


ثانياً :-

استخدام الدش المنزلي كبديل عن ملئ أحواض الاستحمام المنزلية بالمياه مما يساعد على توفير كميات المياه .


ثالثا :

– التأكد من أن خزانات المياه لا يوجد بها تسريب وعمل إجراءات الصيانة الدورية لصنابير المياه وذلك للتأكد من عدم تسريبها للمياه .