محمد عبيد بن زقر مؤسس أكبر العائلات التجارية
بيت الزقر من أكثر البيوت العصامية المليئة بالإصرار والعزيمة والكفاح ، نادرا ما تجد مثل هذه العلائلات التجارية العملاقة التي لا يمكن أن تدخل بينهم الضغينة والحقد الذي يمكن أن يشتت شملهم وهم مثالا يحتذى به في عالم التجارة بالمملكة العربية السعودية ، مجموعة شركات بيت بن زقر هي رائدة من رواد الصناعات الغذائية و المنظفات في المملكة ، وهذه المجموعة شاهدة على قصة كفاح الجد الأكبر محمد عبيد بن زقر رحمه الله منذ أكثر من 130 عام من الكفاح والعصامية أي منذ أكثر من قرن من الزمان .
البداية ….
بداية الحكاية مع الجد الأكبر للأسرة والمؤسس لتجارة بيت الزقر وهو محمد عبيد بن زقر منذ 130 عام ، حين توفى والده وهو مازال طفلا صغيرا وتزوجت والده برجل آخر وهو تاجر من تجار جدة وكان يدعي منصور الحربي وكان لديه مركب شراعي يذهب به إلى دول الجوار مثل البحرين وعدن ومصر يحملها بالضائع ثم يعود بها إلى جدة ، ومن هنا بدأ يذهب مع زوج والدته في رحلاته التجارية وبدأ يتعلم من البحارة والتجار أصول التجارة وعمل على المركب كبحار إستمد خبرة البيع والشراء ومن ثم بدأ يعمل كبائع بنسبة من البضاعة المباعة ثم قام بتأسيس تجارته الخاصة و أصبح من تجار جدة و بدأ تجارته بتجارة الأخشاب والمواد الغذائية حيث أن مدينة جدة كانت بدائية ليس بها صناعة أو زراعة وكان سكانها يعتمدون إعتمادا كليا على التجارة آن ذاك بعكس الحاضر فالمملكة الآن أصبحت رائدة في الصناعة والزراعة والتجارة مع تطور الزمن.
وفاة المؤسس وإستمرار التجارة …
توفى المؤسس لبيت الزقر تاركا خلفه طفلين صغيرين ، وكان له شريكا في تجارته وهو صالح عوض وكان عديلا له وقد أوصاه بطفليه ، وإستمر صالح عوض يقود تجارة الزقر حتى وصل أبناء محمد عبيد الزقر للسن الذي يتيح لهم تولي المسؤلية عن التجارة الخاصة بهما فقاما بإدخال نور شنكار شريكا لهم لتصبح مجموعة الزقر مجموعة مساهمة ، و بدأ الأخان بإستيراد البضائع ذات الماركات العالمية من دول أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا ، إضافة إلى إستيراد بضائع من مصر وتركيا ودول الخليج ، وكانت البضائع المستوردة إما منتجات غذائية أو مواد منظفات .
تطور التجارة لدى بيت الزقر قبل بداية الحرب العالمية الثانية …
مع السفر والتجارة مع الدول الأوروبية بدأ يتطور بيت بن زقر من مجرد الإستيراد للبضائع إلى التصنيع فقاموا بإنشاء مصنع لصناعة الزيوت بجدة ثم قاموا بإنشاء مصنع مازولا في ينبع ، ثم توقف نشاطهم التجاري عقب بداية الحرب العالمية الثانية.
تطور تجارة بيت الزقر بعد الحرب العالمية الثانية …
أخذت تجارة الزقر محورا مختلفا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تغيرت أهداف الإستيراد إلى الخزائن والدواليب والأجهزة الحديثة مثل الراديو وغيرها من الأجهزة وكان هم أول من قام بمثل هذه البضائع وبهذا تركوا بصمتهم في هذا المجال .
بداية الصناعة لدى بيت زقر …
كانت شرارة البداية في بداية عام 1973 ميلاديا ، حيث قاموا بإنشاء مصنع الصابون وكانوا حصلوا على علامة تجارية عالمية وهي علامة سيرف ، ثم حصلوا على علامة تجارية أخرى بعد أن أظهروا تفوقهم في هذا المجال وهي العلامة التجارية العالمية لوكس ، ثم حصلوا على علامة يونيليفر العالمية أيضا .
تجارة الكبريت وتحويلها إلى صناعة داخل المملكة …
كان بيت الزقر يستورد الكبريت من الخارج وكانت هناك العديد من الماركات ، وبعد تفكير ودراسة قاموا بإنشاء مصنع لصناعة الكبريت وكان له نجاحا كبيرا حيث أغناهم عن الإستيراد حيث تم تغطية السوق المحلي و لكنهم تأثروا بعد دخول المنتجات الصينية من الكبريت وبعد مرور الزمن والتقدم في الصناعة لم يعد الكثير يستعمل الكبريت فظهرت الولاعات مما قضى على صناعة الكبريت.
وختاما ….
إن بيت الزقر هو مثالا للروح والأمل المتجدد فكانت البداية ضعيفة ولكن مع الإصرار والعزيمة والتدبير تأسست مجموعة تجارية رائدة في التجارة والصناعة بالمملكة ذلك لأن إتحادهم قوة تخطوا بها كل العقبات التي واجهتم على مدار 130 عام من العمل الجاد فيجب أن يتخذهم الشباب قدوة ومثل أعلى فهم خير مثال على العصامية.