عوامل أزدهار الأدب السعودي

لقد برع العرب وخاصة سكان شبه الجزيرة العربية في الأدب والشعر فتفوقوا بشعرهم بين الأمم ، وكان الشعر أيامهم بمثابة الهواء الذي يتنفسوه فكان من أهم السمات التي تميزهم عن غيرهم من الأمم ، وفي هذا المقال سوف نستعرض تطور الأدب بالمملكة العربية السعودية خاصة ، كيف نهض والعوامل التي أثرت فيه وكيفية تغيره مع مرور الزمن فقد تطور الأدب من أدب العصر الجاهلي وكان ذلك قبل ظهورالإسلام بحوالي مائة وخمسون عاما إلى أدب عصر الإسلام وبدأ ببعثة النبي صل الله عليه وسلم وإنتهي سنة أربعون هجريا وكان من أهم سماته مديح النبي ، ثم توالت عصور الأدب من الأموي إلى العباسي حتى وصل إلى أدب العصر الحديث و ما زال يهتم العرب بشكل عام و الشعب السعودي بشكل خاص بالشعر حتى الأن .


أنواع الأدب …


الأدب نوعان الشعر والنثر :

– النثر فهو كلام لا يتقيد بوزن و لكنه مرسل و له عدة أنواع (الرسالة ، المقالة ، القصة ، الخطابة ، وأخيرا المسرحية )

– الشعر وهو كلام له وزن وقافية وله أربعة أنواع ( الشعر الغنائي ، الشعر الملحمي ، الشعر المسرحي ، وأخيرا الشعر التعليمي ).


نهوض الأدب بالمملكة العربية السعودية …

إن نهوض الأدب بالمملكة العربية السعودية كان مصاحبا لبداية دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وتطور شكلا ومضمونا وإرتفع فنيا وفكريا ، ولقد أثرت فيه عدة عوامل كثيرة و مختلفة .


العوامل المؤثرة في الأدب السعودي …

لعل أهم هذه العوامل مايلي:

– التعليم : في البداية كان في الكتاتيب والمساجد والحلقات الدينية والمدارس الأهلية و بعد ذلك أخذ التعليم نظام تعليمي ممنهج في عصر المللك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، ولقد إنتشر في المدن والبوادي فإنتشرت المدارس والجامعات ولقد أدي إنتشار التعليم إلى إثراء الأدب والإبداع في فنون الشعر والنثر والنقد ودراسة عصور الأدب العربي.

– المكتبات : إنتشرت المطابع كوسيلة من وسائل النشر والحفاظ على المؤلفات والمترجمات وكوسيلة تحفيزية للأدباء على نشر أعمالهم الأدبية ، ولذا وجب إنشاء دار للمحفوظات لحفظ هذه الأعمال ، و بعد ذلك ظهر نشأة المكتبات ، ولقد تم إنشائها للحفاظ على الأعمال الأدبية لمؤلفيها ليس هذا فقط بل أيضا لتسهيل بيعها وإستعارتها من قبل القراء ومن أهم هذه المكتبات مكتبة الحرم المكي ، ومكتبة عارف حكمت والمكتبة العامة بالرياض ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبات المدارس والجامعات، ولقد أثرت تأثيرا كبيرا في نهضة الأدب سواء كان شعرا أو نثرا أو مترجمات ، حيث مكنت القراء والأدباء المختلفين من تداول أعمالهم.

– الإعلام : وتمثلت وسائل الإعلام في الصحافة والأذاعة والتلفزيون، فالصحافة كان لها دورا كبيرا في نشر الشعر والنثر بين القراء وبالأخص صحيفتي القبلة وأم القري فكان دورهما عظيما في نشر أعمال الأدباء المختلفة من ظهور المجلات التي ساهمت أيضا في نشر الأدب وكانت تتميز الصحافة بالرقي فكانت تنشر كل ما هو قيم وإبتعدت عن التفاهات ، أما عن الإذاعة والتليفزيون فكان دورها بارزا فقد إهتمت بالأدباء بمختلف أعمالهم وكانت تقدم ندوات أدبية سواء في الإذاعة أو على الشاشة الصغيرة وكانت وسيلة جذب فعالة للإستماع والمشاهدة ونشر الرقي بين جموع المجتمع السعودي .


إتصال الأدباء السعودين بغيرهم من أدباء العرب …

إتصال الأدباء السعودين بغيرهم من أدباء العرب وتبادل العمال والخبرات بينهم أثر تأثيرا مباشرا على شخصية الأدب السعودى وكان ذلك عن طريق تكوين الصداقات والزيارات بين مختلف الأدباء أو عن طريق قراءة أعمال الأدباء الآخرين من جموع الوطن العربي ونقده ودراسته ، وبالتالي فقد تنوعت ميول الأدباء ونشأت مدارس الشعر فأصبح لكل مجموعة من الأدباء مدرسة لها سماتها وصفاتها المختلفة وكل منها ينافس الأخري وكل ذلك صب مباشرة في صالح الأدب السعودي حيث أدي إلى تطوره ورقيه.


وختاما…

فإن الأدب السعودي هو من أفضل أنواع الأدب في شبه الجزيرة مقارنة بجيرانه فقد تنافس مع الأدب المصري والعراقي حيث أن أفضل الشعراء والأدباء نشأوا في هذه البلاد وكان هناك منافسة شديدة جعلت الأدب بمختلف أنواعه سمة تميز العرب عن غيرهم من دول العالم فعرفوا بشعرهم بين الأمم ولقد أدي الدعم الذي قدمة خادم الحرمين الشريفين رحمه الله من نهضة تعليمية وتوعية إعلامية إلى نهوض وتطور كبير في الأدب السعودي وهذا موجزا قصيرا عن مراحل تطور الأدب بالمملكة العربية السعودية مع مرور الزمن .