تفاصيل أزمة إياد مدني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
تاريخ التعاون بين مصر والسعودية هو تاريخ حافل بالانجازات ولا يمكن أن ينسى العالم هذا التاريخ، ولكن هناك من يحاول دائما أن يعطي الأشياء أكثر من قدرها، خاصة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يريدون دائما أن يعبروا عن وجهات نظرهم بشكل محايد جدا لأطرافهم، فقد أثير في الأيام القليلة الماضية أزمة اعتبرت من الأزمات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والسعودية والتي قد هزت مواقع التواصل الاجتماعي وهي أزمة سخرية الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الرغم من عدم وجود أي خلاف بين الطرفين إلا أن هناك هجوم شديد على وزير الحج الأسبق إياد مدني بسبب مزحة أثناء مؤتمر وزراء التعليم في تونس، والتي قد اعتذر عليها وأوضح سلامة نيته، فما أسباب الهجوم على إياد مدني ؟
أسباب الهجوم على الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني
حضر وزير الحج الأسبق ورئيس منظمة التعاون الإسلامي المؤتمر الصحفي ” الإيسيسكو” بتونس والذي ضم وزراء التعليم في العالم العربي، وفي أثناء حديث
إياد مدني
قد خطأ في اسم رئيس تونس فبدلا من أن يقول باجي قايد “السبسي”، قال “السيسي” قبل أن يصحح هذا الخطأ، وقد مزح بكلماته وقال موجها خطابه للرئيس التونسي “أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس” وهو ما اعتبره الكثير سخرية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي قد أشار في مؤتمر الشباب الأخير والذي عقده في مدينة شرم الشيخ أن ثلاجته طلت لعشر سنوات لا تحتوي إلا على الماء وهو الأمر الذي أثار سخرية الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة المصريين.
وقال السيسي، في كلمة نقلتها وسائل الإعلام المصرية: “والله العظيم أنا قعدت 10 سنين ثلاجتي كان فيها مية بس، ومحدش سمع صوتي، 10 سنين، ثلاجتي كان فيها مية بس، ومحدش سمع صوتي، وأنا من أسرة غنية جداً، وأنا آسف أنني أقول كدا عن نفسي، عزة النفس وعفة النفس، ده ما بيجيش بالسهل، أنك أنت تعتمد على نفسك بس، أمر مش بالسهل”
إياد مدني يعتذر عن الخطأ
بكل تواضع وأسف لم ينتظر الوزير إياد مدني الكثير من الوقت ليرد على سوء التفاهم الذي حدث في مؤتمر الايسيسكو بتونس بل قدم اعتذاره يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأوضح أن ما قاله ما هو إلا مزحة ودعابة ولم يقصد بها الاهانة أبدا، لا للقيادة المصرية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا في شعب مصر العظيم.
وقد أوضح في بيان صحفي له أنه يحترم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويقدره كقائد عربي محنك يقود دولة عريقة تحتل مكانة كبيرة في قلب كل عربي ومسلم، وشعب عظيم صاحب تاريخ وحضارة، وقال “رئاسة مصر لمنظمة التعاون الإسلامي في الفترة السابقة أتاحت لي فرصة للقاء الرئيس السيسي مرات عدة، إذ استمعت إلى رؤيته الثاقبة حول تعزيز العمل الإسلامي المشترك والتضامن الإسلامي”.
رد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق بمصر
لم يتفهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان مزحة وزير الحج الأسبق ورئيس منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني ما قصده بل اعتبروه سخرية وإهانة لشعب مصر بالكامل وقد طالبوا المملكة بتقديم اعتذار وكانت ردود الأفعال كالأتي :
قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية السابق عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن تصريحات أمين عام منظمة التعاون الإسلامي تعتبر تجاوز كل المعاني وعليه مراجعة موقفة ويجب أن يتقدم باستقالته من منصبة فورا طالما أنه لا يستطيع تحمل تبعات وظيفة.، وأشار العرابي في تصريحات خاصة لصدى البلد إلى أن المملكة العربية لن تكون سعيدة بتصريحات أمين منظمة التعاون الإسلامي والذي كان يشغل منصب وزير التعليم سابقا بالمملكة، مشيرا إلى أن هذا الكلام لا يليق ولا يتناسب مع طبيعة مؤتمر يضم وزراء التعليم، وأكد العرابي أن أمين منظمة التعاون الإسلامي يتحدث بصفته الوظيفية الحالية وليس مسئول سعودي، مشيرا إلى أنها إسقاطات ليس لها مبرر ويبدو أنه كان مرتبك وليس لديه حنكة سياسية ووقع في سوء حظ وتصرف وعليه الانسحاب من المشهد.
رد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بمصر
أعلم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد في بيان صحفي مساء أمس الجمعة بأن مصر أحيطت علًما باعتذار أمين عام منظمة التعاون الإسلامي عن موقفة، وسوف تتابع مع المنظمة تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لتصحيح هذا الأمر.
وأخيرا فإن رد فعل يحسب لإياد مدني وهو الاعتذار عن ما نجم منه من خطأ غير مقصود، فقد اعتذر في بيان صحفي له وأكد أنه لم يقصد الإساءة أبدا لا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولا لشعب مصر، في الوقت الذي لم يعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن هذا الأمر لأنه من المؤكد أنه يرى أنه أمر لا يتطلب كل هذه البلبلة فالعلاقة بين مصر والسعودية لا تقتضي أبدا كل هذه ردود الأفعال.