ما هو عذاب قوم ثمود ؟
أن من نعمه الله على عبادة أنه أرسل لكل قوم رسول لكي يهديهم إلى الأيمان وطاعة الله ويدعوهم للبعد عن الفواحش والمعاصي وعبادة الله الواحد وعندما أرسل الله الرسل بمعجزات وأدله تدل على أنهم رسل مبعوثين من الله سبحانه وتعالى لكي يصدقهم القوم ويدخلون في عبادة الله الواحد ، وهناك أقوام أستجابت إلى الأنبياء فعفى الله عنهم ، وهناك أقوام أخرى أبوا أن يستجيبوا إلى الرسل وظلوا على ما فيه من فحشاء وعصوا واستكبروا ، فكان جزائهم عذاب عظيم من الله أهلكهم ليكونوا عبرة لكل من يستكبر ويعصى أوامر الله .
قوم ثمود
:
جاء قوم ثمود بعد قوم نوح وقوم عاد الذي أهلكهم الله لرفضهم ترك عبادة الأصنام والتوجه لعبادة الله الواحد ، وبالرغم أن قوم ثمود رأوا ما حدث للأمم السابقة وما نزل بهم من عذاب وهلاك ولكنهم لم يعتبروا وعادوا يعبدون الأصنام مرة آخري ، وذلك بالرغم مما أعطهم الله من قوة ونفوذ ورزق وفير .
نبي الله صالح
:
أرسل الله إلى قوم ثمود نبية صالح لكي يهديهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى ويدعوهم للبعد عن عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تفيد ، فخاف كبار القوم من دعوات سيدنا صالح للناس حيث كان سيدنا صالح معروف بالذكاء والفطنه كما كان محبوباً للناس فخشوا أن يستطيع التأثير على القوم ويجعلهم يتركون عبادة الأصنام ويتوجهون لعبادة الله الواحد ، فطلبوا منه في البداية أن يتوقف عن دعواته ويذهب معهم إلى أحتفالاتهم ويتعبد معهم ويتوسل للاله ولكنه رفض ذلك وأخذ يهين آلهتهم التي لا تنفع ولا تفيد ، فأخذوا بمحاجاته ومحاوله أقناعه بأن يتوقف عن هذه الدعوات وأنه رجل صالح لا يصح أن يدعو الناس إلى ترك عبادة الآله التي ورثوها من أهلهم ، وبعد أن فشلوا في أقناعه بالعودة إلى عبادة آلهتهم .
معجزة سيدنا صالح
:
طلب قوم ثمود من سيدنا صالح أن يأتيهم بمعجزة سموية لكي يصدقوه ويدخلون في طاعة الله ويتركوا عبادة الأصنام ، فأرسل الله لسيدنا صالح معجزة الناقة ليثبت لقومة أنه رسول من عند الله ، فأمر سيدنا صالح قومة المعروفين بأنهم قوم أشداء وأقوياء بالنحت في الجبل ، فأخذوا ينحتون في الجبل فأنشق صخر في الجبل وخرج منها ناقة لونها أبيض تسر الناظرين ، فأمرهم الله ألا يذبحوا هذه الناقة وان يتركوها تسير في الأرض وتأكل من خيراتها وأنها ستشرب يوم من الأبار وفي اليوم التالي سوف تدر لبن يكفي لشرب الناس جميعاً .
ذبح الناقة
:
عندما وجد كبار القوم بأن هناك البعض أمن بالنبي صالح وربه بعد معجزة الناقه فخشيوا من أن يترك الناس عبادة آلهتهم ويتبعون نبي الله صالح ، فأجتمع كبار القوم واتفقوا على القضاء على نبي الله صالح وناقته ، ووقع أختيارهم على تسع أشخاص من أكثر قوم ثمود قوة وجبروت فخرجوا في الليل المظلم وقاموا بقتل الناقة بسيوفهم وخناجرهم ونبالهم ، فخرج نبي الله صالح وقال لهم الم أحذركم من قتل الناقة ؟ فقالوا له في تحدي لقد قتلنها ونريد أن نرى عذاب ربك فطلب منهم أن أن ينتظروا عذاب الله بعد ثلاث أيام .
عذاب قوم ثمود
:
استهزء قوم ثمود بنبي الله صالح ولم يصدقوا أن الله سينزل بهم العذاب وفي اليوم الأو ل أصفرت وجههم أما في اليوم الثاني أحمرت وجههم وفي اليوم الثالث أسودت وجههم ، وبعدها ظنوا بأنهم نجوا من العقوبة التي وعدهم نبي الله صالح بها ، وفي اليوم الرابع أنزل الله صيحة من السماء جعلت الأرض ترتجف من تحتهم وأنزلت الرعب في قلوبهم ثم خرجت أرواحهم جميعاً ولم ينجوا أحد سوى نبي الله صالح ومن أمن معه .