من هو الجزائري رشيد نكاز ؟ وما علاقته بقرار حظر النقاب بفرنسا ؟
الزي الإسلامي للمرأة معروف منذ آلاف السنين حيث اعتدنا أن ترتدي المرأة الحجاب الشرعي وبمعنى أدق النقاب أو البرقع الذي يغطي وجهها بالكامل، ففي البلد الإسلامية معروف شكل النقاب ومسموح به، والمرأة المنتقبة تحترم في أي مكان سواء في الأماكن العامة أو المناسبات أو غيرها من الأماكن الأخرى، ولكن في الدول الأوروبية للأسف الشديد ينظر إلى النقاب من منظور آخر تماما وهو الأمل الذي جعلت بعض الدول تطلق قانونا خاص بحظر النقاب بها وعلى رأسها دولتي فرنسا وبلجيكا، وهو الأمر الذي جعل رجل الأعمال الجزائري رشيد نكاز يدفع غرامة تفرضها الحكومة على كل من ترتدي النقاب في فرنسا، فمن هو رشيد نكاز؟ هذا ما سوف نورده في هذا المقال.
رشيد نكاز يدفع غرامة على مخالفات حظر النقاب في فرنسا
رشيد نكاز الذي لم يقبل بقرار مجلس الشيوخ الخاص بحظر النقاب في الأماكن العامة وفرض غرامات مالية على المخالفات وهو الأمر الذي جعل نكاز يتصدى لهذا القانون ولكن بأسلوب أخر غير التمرد على سياسات فرنسا فقد تطوع بدفع الغرامات التي يحررها أفراد الدوريات ضد النساء اللاتي يخالفن القانون وينزلن إلى الشوارع بالنقاب، وقد دفع بالفعل الكثير من الغرامات والتي قد وصلت إلى عدد 1174 مخالفة إلى الآن ومن ثم أصبح مصدر إزعاج للسلطات الفرنسية وهو الأمر الذي جعلت الشرطة الفرنسية تأمر بالقبض عليه.
رشيد نكاز والسلطات الفرنسية
تحدى الناشط السياسي رشيد نكاز السلطات الفرنسية بعدما أقرت تعديلا على قانون المساواة والمواطنة الوجه حصريا ضد نكاز، والذي قد صوت عليه أعضاء مجلس الشيوخ والذي عرضه وزير الداخلية برنار كازنوف والذي يتعلق بمنع أي شخص من أن يلتف على هذا القانون عن طريق تهديده بالسجن وغرامة كبيرة، وقد توجه نكاز إلى الدائرة الإنتخابية لتسديد غرامة مالية قد فرضت على منتقبة كعادته ليفاجأ بحضور وسائل الإعلام التي تريد تصوير مشهد تحدي نكاز لكازنوف .
وقد صرح لأحد الصحف الفرنسية ” أن وزير الداخلية “يعتزم افتعال المشاكل ضدي واستهدافي أنا شخصيا، عن طريق فرض تعديل على القانون، وذلك بهدف إدخالي السجن لمدة 6 أشهر، زيادة على تغريمي بـ45 ألف يورو، والسبب أنني أدفع الغرامات بدلا عن نساء منتقبات يرتدين هذا النوع من اللباس بكل حرية، ولو أنني شخصيا أرفض ارتداء النقاب”. وأضاف “أنا مناضل عالمي من أجل حقوق الإنسان، ولا يمكنني أن أقبل هذا (منع ارتداء النقاب).. كما لا أقبل أن توظف حكومة أو حزب التخويف من الإسلام، بهدف الحد من الحريات الأساسية لفئة معينة من المواطنين”. وقال إن 11 شرطيا منعوه من ركوب القطار عندما كان يعتزم التوجه إلى مدينة كازنوف لتسديد الغرامة، وأن الشرطة وضعته في الحجز تحت النظر لمدة 11 ساعة، ثم أفرجت عنه.
رفض غرامة دفعها نكاز لمنتقبة
مما أثير الجدل أيضا في فرنسا هو قرار رفض الغرامة التي دفعها نكاز لمنتقبة كان ترتدي النقاب في أماكن عامة وقد قامت البرلمانية اليمنية الفرنسية نادين مورانو بأنها منعت نكاز من دفع الغرامة لسيدة منتقبة في مدينة تول والتي قد حاولت منع دخوله بالفعل إلى مصلحة الضرائب ووجت له كلاما حادا وقد وصفته بالعنصرية وقالت له ”أنت تستغل ثغرة قانونية للتحريض على خرق القانون الفرنسي الذي يمنع ارتداء النقاب”. قبل أن يجيبها نكاز، “لست أطبق سوى القانون”.
قانون حظر النقاب في فرنسا
تم مناقشة مشروع حظر غطاء الوجه في الأماكن العامة والذي تم عرضه على مجلس الشيوخ الفرنسي والذي من خلاله تم بالفعل إطلاق قانون يحظر فيه النقاب والبرقع وأي غطاء للوجه في الأماكن العامة، وقد كانت الأسباب هي عدم قدرة الأخرين على تحديد هوية الشخص في الأماكن العامة وقد تم إطلاق هذا القانون في 13 يوليو 2010 وتم العمل به فعليا 11 ابريل 2011 ، ومن يخالف هذا القانون سيدفع غرامة قدرها 150 يورو.
رشيد نكاز في سطور
رشيد نكاز هو رجل أعمال سياسي ومعارض جزائري ولد في عام 1972 في فرنسا، فقد حصل على الجنسية الفرنسية ثم تخلى عنها طواعية، وكان والده ينحدر من ولاية الشلف بالغرب الجزائري، وقد درس التاريخ والفلسفة في جامعة السوربون ، وقد رشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية عدة مرات ولكنه لم ينجح نظرا لرفض رؤساء البلديات دعمه، وقد تم أيضا ترشيحه للانتخابات الرئاسية الجزائرية في عام 2014 والذي روج في حملته عدة أفكار أبرزها تغيير العاصمة نحو ولاية الجلفة الداخلية، إلغاء الخدمة العسكرية، وتكوين جيش احترافي، وتخصيص منحة عشر ألاف دينار لعائلات الفقيرة، والتخلي عن الراتب، وقد خرج من سباق الرئاسة بعد أن فشل في تقديم ملف ترشيحه كاملا إضافة إلى عجزه عن جمع توقعات بديلة في الساعة التي منحها له المجلس الدستوري آنذاك.