جهود السعودية في التوعية ضد سرطان الثدي
السرطان مرض العصر الأخطر على الإطلاق ، وهو المرض الذي لم يتم التوصل إلى علاج نهائي للشفاء منه حتى الآن ، لذلك فالسرطان هو المرض الذي يخشاه الجميع ، وما يزيد من خطورة الأمر هو أن الأورام السرطانية الخبيثة لديها قدرة على النمو والتكاثر داخل جميع أعضاء الجسم ، فتصيب هذه الأعضاء كلها بالخلل ، حتى أن بعض الأعضاء تتوقف عن العمل وينتهي الأمر بموت المريض ، وحتى علاج السرطان هو علاج مؤلم ومرهق نفسيآ وبدنيآ ، وهو ما جعل الوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية المختلفة أمرآ غاية في الاهمية والضرورة ، فالوقاية هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها أن تجنب الشخص الدخول في متاهة مرض السرطان الخطير .
وتتعرض دول الخليج للإصابة بمرض السرطان بنسب كبيرة جدآ ، حيث يصاب الآن الكثير من الأشخاص في دول الخليج العربي المختلفة بالأورام السرطانية بأنواعها المختلفة ، وهو ما يدق ناقوس الخطر ، وينذر بضرورة مواجهة مرض السرطان والوقاية منه قبل أن يزيد ويتفاقم الامر بصورة أكبر ، وتعد المملكة العربية السعودية على رأس دول الخليج المعرضة لهجوم كبير من مرض السرطان ، وخاصة بالتحديد مرض سرطان الثدي ، وليس من الضروري الآن التعرف على الأسباب التي أدت إلى الإصابة بهذا النوع بالتحديد من السرطان وزيادته ، لبقدر ما هو ضروري الآن أن نتعرف على كيفية مواجهة السيدات السعوديات لسرطان الثدي ، وكيف تعمل المملكة العربية السعودية على التوعية ضد السرطان .
سرطان الثدي خطرآ يواجه السيدات السعوديات :
في البداية وبحسب ما تؤكده الإحصائيات الحديثة فقد وصل معدل إصابة السيدات في السعودية بسرطان الثدي إلى درجة بالغة الخطورة ، فتصاب حوالي 1700 سيدة سنويآ بسرطان الثدي ، وتعود هذه الارقام إلى إحصائية حديثة أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ، حيث قامت الإحصائية برصد مدى زيادة وإنتشار سرطان الثدي بين السيدات في المملكة في الفترة الاخيرة ، كما أضافت الإحصائية أن حوالي 550 إصابة بسرطان الثدي لم يتم إكتشافها أو التوصل إليها إلا عن طريق الصدفة ، حيث تم عمل فحوصات لتلك السيدات وتم إكتشاف إصابتهم بسرطان الثدي ، وهو ما لم تكن السيدات تتوقعه تمامآ .
كما تنبئت الإحصائية نفسها بأن مرض سرطان الثدي قد يزيد في السعودية بشكل كبير في الفترة القريبة القادمة ، كما ذكرت الإحصائية أن القطاع الصحي في علاج وتشخيص سرطان الثدي يستهلك سنويآ حوالي 800 مليون ريال ، وهي مبالغ طائلة من الأفضل أن يتم توجيهها إلى مواجهة سرطان الثدي والتوعية للوقاية منه وتجنب أضراره الخطيرة .
جهود المملكة العربية السعودية في التوعية ضد سرطان الثدي :
تعمل المملكة العربية السعودية على مواجهة إنتشار سرطان الثدي بين السيدات بشكل كبير ، وإتباعآ للحكمة القديمة ” الوقاية خير من العلاج ” فقد شهدت الفترة الأخير إنطلاق عددآ من حملات التوعية ضد مرض سرطان الثدي ، والهدف الأساسي من الحملات المختلفة هو توعية السيدات بخطورة سرطان الثدي وتعريفهم أبرز أعراضه ، بالإضافة إلى توعيتهم بضرورة عمل كشف مبكر لعلاج السرطان قبل تدهور الحالة الصحية .
وبالفعل فقد تفاعلت السيدات السعوديات مع حملات التوعية الاخيرة بشكل جيد جدآ ، فقد قامت السيدات بإحدى حملات التوعية داخل إحدى المستشفيات بعمل الفحوصات الخاصة بسرطان الثدي للإطمئنان على صحتهم وأنهم بمأمن من هذا النوع الخطير من الأورام السرطانية .
وقد أوضحت الإحصائية الخاصة بمستشفى الملك فيصل أن نسبة كبيرة من السيدات التي تكتشف إصابتها بسرطان الثدي تكون قد وصلت إلى مرحلة متأخرة من المرض ، حتى أن عدد كبير منهم توفين قبل علاجهم .
أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي :
من هنا تتضح أهمية الكشف عن سرطان الثدي مبكرآ ، فيؤدي الكشف المبكر عن سرطان الثدي إلى شفاء حوالي 65 % من السيدات ، لذلك يجري العمل الآن على عمل حملات توعوية لتشجيع السيدات السعوديات على الكشف عن سرطان الثدي بعمل فحصآ للثدي بشكل منتظم لمتابعة أي ظهور مبكر لأعراض السرطان ، فالعلاج والتماثل للشفاء يكون أسهل كلما تم إكتشاف المرض في مراحلة المبكرة قبل أن يتطور او يصل إلى أعضاء أخرى بالجسم ، أو يدمر خلايا و أنسجة الثدي .