منذ بداية إنتشار مرض السكري وتشكيله خطرآ على صحة وحياة الكثيرين ، فقد أصبح أحد أكبر إهتمامات الأطباء والعلماء المتخصصون هو البحث عن علاج لمرض السكري ، لكن ظل مرض إرتفاع السكر في الدم مرضآ مزمنآ لا علاج له ، والعلاج الوحيد له هو تناول أدوية ذات تأثير مؤقت لخفض السكر في الدم لحماية المرضى من مضاعفات مرضهم الخطيرة ، لكن مؤخرآ بدأ الكثيرين يعملون على الوصول إلى علاج إما بزيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس ، أو من خلال خفض السكر أو الجلوكوز الذي تفرزه أعضاء الجسم الداخلية بشكل طبيعي ، صحيح أنه لم يتم التأكد من فعالية أي علاج إلى الآن لكن بدأت بعض الأدوية في الظهور بالفعل ومن المتوقع أن تساهم في علاج نهائي وشفاء أكيد من هذا المرض الخطير .

علاج جديد لمرضى السكري :

قام باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن بعمل تجربة على فئران تجارب مصابة بإرتفاع في مستوى السكر في الدم ، حيث قام الباحثون بإعطاء الفئران علاجآ يعمل على الإقلال من إفراز الجلوكوز ، بدلآ من السيطرة على السكر ، وقد أدى العلاج بالفعل بعد فترة من استخدامه وصلت إلى حوالي 3 أشهر إلى السيطرة على مستوى السكر في الدم ، ووصول السكر في الدم إلى معدلات مثالية ، والمفاجأة هو استقرار مستوى السكر في الدم بشكل كبير ، لذلك فقد اعتبر الباحثون هذا العقار الجديد علاجآ نهائيآ لمرض السكري .

وقد أثارت هذه الدراسة ضجة واسعة ، حتى أن دراسة يابانية أخرى أكدت صحة ما ورد في هذه الدراسة ، حيث أشارت الدراسة إلى السيطرة على الجلوكوز الذي يفرزه الكبد من الممكن أن يتم بفعل الأدوية ، وبالتالي يتم علاج إرتفاع السكر في الدم ، وبدأ العلماء اليابانيون يدرسون أيضآ مكونات عقار يعالج مرضى السكري إعتمادآ على الإفتراضية التي أثارها الباحثون الأمريكيون منذ البداية .

وقد أسمى العلماء الأمريكيون العقار الجديد الذين يعملون عليه باسم cdsm0602 ، ومازال يتم تجربته على فئران مصابة بالسكري من النمط الثاني تحديدآ ، فمن المتوقع أن يؤتي العلاج نتائج جيدة بالنسبة لمرضى السكري من النمط الثاني تحديدآ ، وهو أكثر أنواع مرض السكري شيوعآ وإنتشارآ .

ما هي فكرة علاج السكري الجديد ؟

أوضح الباحثون الأمريكيون أن فكرة العلاج الجديد لمرض السكري لا تقوم كباقي الدراسات الأخرى على خفض السكر في الدم ، إنما تقوم بالاساس على السيطرة على إفراز البروتين الكبد للجلوكوز ، حيث يعمل البروتين الكبدي على تنظيم إفراز الكبد للجلوكوز باستمرار ، وإعاقة هذا البروتين قد تؤدي إلى إفراز كمية بسيطة من الجلوكوز أو عدم إفراز أي نسبة من الجلوكوز أيضآ وبالتالي يتحقق الهدف من العلاج وهو القضاء على مرض السكري .

إنتقادات الدراسة :

وقد وجه عددآ من الأطباء والعلماء إنتقادات لفكرة الباحثون ، وأكدوا أن هذا الدواء قد يشكل ضررآ على الكبد ، حيث تخوف البعض من تسبب هذا الدواء في حدوث خللآ في عمل الكبد فيعرضه لمضاعفات ، لذلك فقد نصح بعض الأطباء المختصون بعلاج أمراض الكبد بأهمية قيام الباحثون بتجربة هذا الدواء جيدآ قبل طرحه في الأسواق لعلاج مرضى السكري ، والتأكد من أنه لا يسبب أي ضررآ بالنسبة للكبد ، وأن المرضى سوف يستفيدون منه ويتم علاج المرض نهائيآ وعدم عودته مرة أخرى .

هل يفيد الدواء الجديد في علاج أمراض الكبد :

وبعد الإنتقادات الموجهة للدواء الجديد ، رد الباحثون على هذه الآراء المختلفة بأنهم يتوقعون أن يساهم هذا الدواء في علاج أمراض الكبد من خلال مساهمته في علاج مرض الكبد الشحمي ، والذي من الممكن أن يؤدي للإصابة بفشل كبدي ، وقد يتسبب في الأساس مرض السكري في حدوث هذا المرض كأحد مضاعفاته الخطيرة ، فمن المعروف أن مرض السكري يسبب أضرارآ خطيرة للكبد .

موعد صدور هذا الدواء :

لم يحدد العلماء موعدآ لصدور هذا الدواء بشكل رسمي ، وأوضحوا أنهم يعملون على التأكد من فعاليته ومن تسببه في أي أضرار للمرضى قبل إصداره ، فمازال يتم تجربته على فئران التجارب .