شروط إجابة الدعاء
مهما بلغ الإنسان من قوة و غنى وجاه سيظل مخلوقاً ضعيفاً، دائما يحتاج رضا الله، كما يظل ضعيفاً ويحتاج العون و التوفيق من الله فيلجأ إلى الله، في كل أمور الحياه، وطلب العون يكون بالدعاء، حيث يكون الدعاء لطلب الرضا من الله وطلب الرحمة والمغفرة، وأحيانا يكون الدعاء لطلب أمر من أمور الدنيا، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين عرش الرحمن حجاب، كما يلجأ الإنسان للاستعانة بالله عندما يصيبه أي أذى أو يقع في مشكلة، فاللجوء لله في كل أمر من أمور الدنيا مهما كان صغيراً أو كبيراً هو من صفات المؤمن الذي يتوكل على الله و يعلم فضل الدعاء ويرغب في رضا الله و رحمته، والدعاء له فضل عظيم حيث أن الدعاء قد يدفع ضر كان مقدر أو يدفع بلاء فلا تبخل على نفسك بالدعاء حيث أنه يجلب لك الخير و يدفع عنك بلاء.
للدعاء منزلة كبيرة وعظيمة عند الله سبحانه و تعالى، فالدعاء يرد القضاء، و يمنع البلاء لذلك وحتى يكون الدعاء مستجاب يجب عليك أن تبعد عن الظلم، ولا تأكل الربا و لا المال الحرام لابد أن يكون مطعمك وملبسك من مال حلال و رزق طيب، ومن منا لا يتمنى أن يكون مستجاب الدعوة، و يوجد أشخاص وهبهم الله هذه النعمة الغالية و قد طلب سعد بن أبي وقاص من الرسول أن يدعوا له أن يكون مستجاب الدعوة، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، و معنى أطب مطعمك أن يكون رزقاً حلالاً، و تتحرى مواطن إجابة الدعاء ومنها :
الدعاء أثناء السجود
فقد أخرج مسلم وأصحاب السّنن أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” ألا و إنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرّب عزّ وجل، و أمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء، فَقَمِنُُ أن يستجاب لكم “.
الدعاء في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة
، ففي الصّحيحين و غيرهما من حديث أبي هريرة، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ذكر يوم الجمعة فقال:” فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إيّاه ، و أشار بيده يقللها “.
الدعاء في الثلث الأخير من الليل
فقد أخرج مسلم و أصحاب السّنن أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك و تعالى إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصّبح “.
شروط إجابة الدعاء
يجب أن يكون المسلم على طهاره، يستحسن يكون على وضوء، و يجب أن يستفتح الدعاء بالحمد والثناء لله و أن يدعو بأسماء الله الحسنى، و يجب أن يستحضر العبد قلبه عند الدعاء و أن يكون على يقين بالإجابة، كما يجب إخلاص النية في الدعاء ، و يجب الصبر و عدم استعجال الدعاء، كما يجب الإلحاح في الدعاء فإن الله يحب العبد اللحوح و يجب التذلل لله في الدعاء بقلب خاشع و أن تستحضر عظمة الله ، كما يجب أن تغتنم الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء.
كما يجب علينا أن نتقى و ندعي الله في كل وقت ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة”، و المقصود أن تدعوا الله وانت في و قت الخير والعطاء حتى يعرفك و يستجيب الله دعوتك عندما تكون في شدة و ضيق، و من الدعوات التي لا ترد دعوة المظلوم و دعاء الشخص لأخيه المسلم بظهر الغيب و دعاء الوالدين سواء للابن أو على الابن، و دعاء المضطر، و شهر رمضان و خصوصاً العشر الأواخر التي فيهم ليلة القدر، و عشية يوم عرفة، و وقت السحر و أيضا عند نزول المطر و بين الأذان و الإقامة، و عقب الصلوات المكتوبة، و التقاء الصفوف، والدعاء أثناء السفر.
وفي النهاية يجب أن تعلم أن حال دعائك هو ثلاث حالات :
1- أن يستجيب الله دعاءك و ترى ثمرته في الدنيا.
2- و الحالة الثانية أن يرد بها قضاء أو يمنع عنك بلاء.
3- و الحالة الثالثة أن يؤخرها الله لك و تجدها يوم القيامة حسنات .
فادعوا الله كثيرا فإن الدعاء كله خير ، و أسأل الله أن يتقبل دعواتنا و أن يرفع درجاتنا وأن يرحمنا ويتولانا أنه نعم المولى و نعم النصير.