متى يشعر الإنسان باقتراب أجله ؟

الموت هو حالة توقف المخلوقات نهائيا عن النمو، و هو النهاية الطبيعية لكل كائن حي، و لقد توصل العلماء أن سبب موت الإنسان هو موت خلايا بها الشريط الوراثي DNA، و قد قام العلماء ببعض التجارب حتى يتم إطالة عمر هذه الخلية عند بعض الحيوانات فقد قاموا بالتجارب على الذباب ، وقد وجدوا أن هذه الخلايا تحولت لخلايا سرطانية، و بالتالي كانت المشكلة تتعقد أكثر وتنتهي أيضا بالموت، و كذلك الإنسان عندما حاول العلماء إطالة عمر هذه الخلايا الهامة فإن هذه الخلايا قد تحولت لخلايا سرطانية قاتلة للإنسان مما جعل العلماء يستخلصون هذه الحقيقة الهامة ألا وهي أن الموت مثل الحياة و لا يقل أهمية عنها ولا يمكن منعه أو إيقافه بأي شكل من الأشكال، و قد قال الله تعالى في كتابه الكريم ” كل نفس ذائقة الموت “، فهذه الحياة ممر نمر منه لنعبر للأخرة حيث الحياة الحقيقية التي نلقى فيها الله ويجد كل شخص ما عمله أمامه ليحاسب عليه فاستعدوا لذلك اليوم.


انتهاء الأجل ( الموت )

هي اللحظة التي ينتهي فيها عمر الإنسان، بانقطاعه عن الحياة بفكره وبإحساسه معا، والعلم يقوم بتعريف الموت أنه موت للعقل و الدماغ، بمعنى أن الموت هو توقف الدماغ حتى و لو استمر القلب في النبض.


متى يشعر الإنسان باقتراب أجله

يوجد بعض المواقف الخطيرة التي يعرف الإنسان أنه هالك لا محاله، مثل مرضه الشديد الذي لا يرجى شفاؤه يكون الإنسان يتوقع موته تعرضه للسقوط من مكان مرتفع أو هجوم حيوان شرس عليه، أو تعرض الشخص للضرب بالرصاص، هذه الحوادث التي يتعرض لها الإنسان تجعله يشعر بدنو أجله، ولكن السؤال هل يشعر الإنسان باقتراب أجله مع تمتعه بكامل صحته، وهل حدث وتوقع شخص ما موته ومات بالفعل؟؟..وهل يوجد تفسير منطقي لذلك؟.


النبوءة التي تحقق ذاتها

في علم النفس توجد نظرية توضح حالات يصل فيها تفكير الإنسان للتفكير المرضي يصبح يفكر دائما أنه سوف يصاب بمرض ما و يؤدي هذا المرض لموته ويزداد هذا الشعور، مما يجعل إمكانية إصابته بالمرض ترتفع وفي النهاية يؤدي هذا التخوف للإصابة فعلا بالمرض، وبالفعل قد يتسبب في وفاته، بينما يوجد أشخاص يملكون رؤية متفائلة وهذا التفاؤل يحميهم من الإصابة بالمرض، ويحكي الكاتب الروسي فيودور دوييستويفسكي قصة واقعية حدثت معه و أنه قد رأى الموت بعينه حين تم إقتياده للمقصلة لتنفيذ حكم الإعدام ، الذي فرضه عليه القيصر وبالفعل كان ذلك اليوم فيه عدد كثير تم تنفيذ الإعدام في حقهم وعندما جاء دورة وتم وضع رأسه بالفعل تحت المقصلة، و في اللحظة الحاسمة جاء قرار العفو عنه وكتبت له الحياة مرة أخرى، لذلك لابد من التمسك بالأمل و عدم القنوط من رحمة الله، حتى في أصعب الظروف.

وخلاصة القول أن علم موعد موت الإنسان هو من الغيبات وقد أخفاه الله عن كل إنسان معرفة موعد موته حتى يستطيع العيش دون حزن وهذه إرادة الله تعالي فهو من الغيبات ، أما من يحكي عن قريب أو صديق عرف أنه اقترب موته ثم مات بعدها فهي حالات فرديه او صدف وليست أكثر من ذلك، وليس لها أي تفسير علمي، وبدل أن نشغل بالنا بمعرفة موعد الموت ومفارقة الحياة علينا أن نستعد لذلك اليوم ونعد العدة ونعمل الخيرات التي نتقرب بها إلى الله ونثقل ميزاننا من الحسنات ونستغل كل دقيقة في طاعة الله والبعد عن المعاصي وفقنا الله جميعا لذلك.

الموت ليس يعني الفناء المطلق ولكنه يعني مفارقة الروح للجسد وصعود الروح لبارئها، حيث تظل الروح في حياة تختلف عن حياتنا و تسمى عالم البرزخ، بينما الجسد فهو وعاء الروح وبعد خروج الروح فإن الجسم يفقد حرارته و يتم وضع الجسد تحت التراب لأنه تحلل ويعود لطبيعته التي خلق منها وهي التراب، ويأتي يوم القيامة ويحيي الله الأجساد البالية و تعود إليها الروح لتتم محاسبتها فإذا كانت أعمال الشخص طيبه و كان دائم على طاعة الله فسوف يكون الجزاء الجنة و نعيمها و يصبح الإنسان في نعيم دائم ، لذلك وجب علينا الدعاء أن يحسن ختامنا جميعا  و أن نتمكن من نطق الشهادة عند الموت و يتوفانا و هو راضي عنا حتى نبلغ الجنه و هي الغاية الغالية التي نسعى إليها جميعا.