قصة الجرة التاريخية التي عثر عليها في تيماء

تظل أرض المملكة العربية السعودية بها الكثير من الآثار القديمة التي يتم اكتشافها الآن بمحض الصدفة حيث تفاجأ الجميع من خبر عثور المواطن عطالله عقيل ابن غيث الشمري على جرة كبير أثناء حفر داخل مزرعته وذلك لبناء استراحة خاصة به في تيماء، وقد استغرب الجميع من وجود هذه الجرة التي من المؤكد تحمل بداخلها تاريخ يعود إلى آلاف السنوات، وهو الأمر الذي جعل هذا المواطن يبلغ مكتب السياحة والآثار بمحافظة تيماء ليتم استلام هذه الجرة انطلاقا من شهامته وغيرته على تاريخ المحافظة والمملكة بشكل عام لأن هذه الجرة من ممتلكات وطننا الغالي.


الجرة التاريخية


بداية القصة


بدأت قصة العثور على الجرة التاريخية بإعلان هيئة السياحة والآثار عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن تلقيها بلاغا من المواطن عطالله عقيل بن غيث الشمري وهو مواطن من محافظة تيماء بمنطقة تبوك، حيث وجد هذه الجرة مدفونة في منزله عندما قام بأعمال الحفر لبناء استراحة خاصة به ، فقد أكد هذا المواطن أنه قد عثر على الكثير من القطع الفخارية المكسورة أثناء الحفر أيضا ولم يندهش من وجودها لأنه يعلم أن الموقع تاريخي ومن المتوقع ظهور قطع أثرية مثل هذه القطع ، وهو ما جعله يطلب من عمال الحفر بالموقع إخباره بأي شيء غريب قد يجدوه أثناء الحفر وقد توقع الشمري ما تم بالفعل.


الشمري

فقد تلقى الشمري اتصالا من أحد العمال الذي أفاد بوجود جرة فخارية ضخمة وبالفعل وصل إلى الموقع وأمر بالحفر لعدة أمتار لكي يتم استخراج الجرة وتخرج بشمل كامل بدون أن يصيبها أي مكروه، وبدوره قام هذا المواطن بالاتصال بهيئة السياحة والتراث الوطني للحضور إلى الموقع واستلام الجرة لأنها ثقيلة جدا ولنقلها يتطلب الكثير من الاحتياطات وهو ما جعله يبقيها في مكانها لحين وصول السادة المسئولين لتحريكها من مكانها وكشف تاريخها وقد أكد أنه لا يعلم أي شيء عن هذه الجرة ولا يعرف ما في داخلها ، وهو ما جعله يكتب خطابا في نفس الوقت للأمير سلطان بن سلمان ولمدير السياحة بتبوك وكذلك في تيماء لاستلام القطعة والاستفادة منها وتحديد عمرها ووقتها الزمني.


خطاب الشمري


دور هيئة السياحة والتراث الوطني


وقد قامت هيئة السياحة بالوصول إلى موقع الجرة وذلك بعد خمسة أيام من البلاغ عن العثور عليها ليتم رفعها من الموقع ، ولكن خلال الخمس أيام قد تحول منزل الشمري إلى مزار سياحي وذلك فور إعلان العثور على جرة بداخله وهو الأمر الذي جعل سكان المنطقة يصلون إلى الموقع لمشاهدة الجرة التاريخية وقد تعرض من خلاله الشمري لمواقف محرجة جعلته يبقى في موقع الجرة هو والعمال لحمايتها وحفظها من أي تخريب وقد أغلق الباب عليها خوفا من عبث المواطنين بها حتى وقت تسلميها.


نهاية :

استطاع المواطن عطالله الشمري أن يقدم نموذج متميز للمواطن الذي يحافظ على ممتلكات وطنه حيث عمل كل ما في وسعه من أجل الحفاظ على هذه الجرة التاريخية ولم يفكر حتى ولو للحظة أن يبحث عما بداخلها لعله كنز من الكنوز المدفونة تحت الأرض، ولكنه وبدافعه الوطني سلم الجرة التاريخية إلى الجهات المسئولة في هيئة السياحة والتراث الوطني للحفاظ عليها وعدم تعريضها للتخريب أو عبث المواطنين لأن مكانها ليس تحت الأرض ولكنه المتاحف التاريخية التي تحوي الكثير من المعالم والآثار التاريخية التي تحكي عن تاريخ المملكة، فقد أراد المواطن الشمري أن يكون النفع عام للكشف عن تاريخ هذه الجرة وحتى يستفيد من وجودها لتكن من أهم تاريخ وآثار محافظة تيماء فنشكر الشمري كثيرا عما قام به ليكن هو نموذج جيد للمواطن السعودي الذي يحافظ على تاريخ وطنه .