الآباء في حياتنا هم نعمة انعم الله بها علينا , فهم من يقوموا بتنشأتنا و رعايتنا و يمدونا بالحنان و الاهتمام و الحماية , الا انه كماهو معروف ما زاد عن حده انقلب الا ضده , فحماية الآباء او الاهل لنا لا يجب ان تزداد عن الحد حتى لا تتحول الى نوع من التسلط او التحكم المضر و غالبًا هم يقومون به دون احساس بأنه ضرر اكثر من النفع من منطلق انهم الاقدر على تحديد الانسب و الاصلح للابناء الا ان ذلك يمكن ان يتسبب في قتل طموح الابناء الخاص بهم .

كيف تتخلص من تسلط او تحكم الاهل بك ؟

1- تحدث مع الاهل : –

غالبًا تزداد حماية الاهل حتى تصل الى حد التسلط و التحكم بسبب عدم ثقتهم في الابناء و خوفهم الشديد عليهم و محاولة حمايتهم من الاخطار الخارجية كما لوكانوا اطفال صغار , لذا فان افضل حل هنا هو محاولة التحدث معهم و تطمينهم بمدى تفهمك لمشاعر الخوف لديهم و لكنك بحاجة الى مساحتك من الحرية حتى تستطيع تحقيق ذاتك و احلامك .

2- طور شخصيتك : –

ان تمادي الاهل حتى الوصول الى حد التسلط و التحكم في حياة الابناء هو عملية تصل الى حد انهم يقومون باتخاذ القرارات نيابة عن ابنائهم و منعهم حتى من التعبير عما يشعرون به و عن طموحاتهم , مما يترتب عليه اصابة الابناء ببعض المشكلات النفسية مثل العزلة و الانطواء و انعدام او قلة الثقة بالنفس و التردد و عدم القدرة على اتخاذ القرارات و غيرها من الاضطرابات النفسية , لذا يجب عليك حتى تخرج من تلك السيطرة ان تعمل على تطوير و تنمية شخصيتك حتى تستطيع مواجهة عيوبك و العمل على حلها مما يساعدك على مواجهة الحياة و التقدم بها معتمدًا على نفسك .

3- حدد سبب عدم ثقتك بنفسك : –

ان الانصياع و ترك نفسك لتحكم و تسلط الاهل غالبًا يأتي بسبب الخوف من شئ ما مثل الخوف من غضب الاهل او عدم ثقتك بنفسك و بقدرتك على اتخاذ القرارات او انك تحاف من مواجهة نتائج او عواقب قراراتك و بخاصة اذا كانت خطأ , لكن هنا يجب ان تعرف و بشكل مؤكد بان التعلم في الحياة يمكن ان يعرضك للسقوط و الالم احيانًا و من الخطأ نتعلم ما هو الصواب و كيف نتجنب الوقوع في الاخطاء مرة اخرى لانه سيأتي اليوم الذي ستواجه فيه الحياة بمفردك و يجب ان تستعد له .

4- انت من سيتحمل العواقب بمفردك : –

لا تخاف من اخبار اهلك باحلامك و طموحاتك و قراراتك ففي كل الاحوال من يتحمل العواقب هو انت , لذا رتب انت حياتك و خطط لها و اقنعهم بتقبلها و انت في خضم هذا الترتيب يجب ان تضع في الحسبان العواقب و كيف ستواجهها .

5- لا تجادل الاهل في كل صغيرة و كبيرة : –

ليست كل الامور في الحياة تحتاج الى الجدال و الصراخ مع الاهل فهناك بعض الامور البسيطة التي لا تحتاج منا الى ذلك حتى لا تحصل على نتائج عكسية و تتعرض للمزيد من التعنت او العقاب التعسفي حيث يلحظون انك فقط تتمرد عليهم و تعصي اي امر لهم ايًا كان , لكن اذا كنت تود بلوغ الهدف معهم انتظر دائمًا اوقات هدوء العاصفة و تحدث بهدوء و بشكل مرتب و مقنع حتى يروا وجهة نظرك و يقتنعوا بها .

6- حاول ارضائهم : –

عادة فان تحكم او تسلط الأهل يكون بسبب رغبتهم في ان تكون الافضل في كل شئ في الدراسة او في الرياضة او في العمل , لذا فانهم يمكن ان يضغطوا عليك لدرجة ان تفقد صوابك , لكن انت هنا بحاجة الى محاولة ارضائهم بقدر الامكان بان تظهر لهم مدى التزامك في الدراسة مثلًا او التزامك بتدريباتك و انك لا تضيع وقتك في اشياء لا طائل منها بشكل مبالغ فيه و يمكن الوصول هنا الى حل يمنع الصدام عن طريق وضع جدول للعمل و للراحة و الترفيه و الاتفاق بينكم عليه و الالتزام به .

7- قوي علاقتك بوالديك : –

غالبًا عندما يكون الاهل من النوع المتسلط على ابنائهم يكون هناك حاجز بينهم يمنع بناء جسور العلاقات و التواصل بينهم مما يزيد المشكلة , لذا حاول انت بناء تلك الجسور و تواجد معهم بشكل اكبر و حاول ايجاد بعض الامور المشتركة التي يمكن ان تمارسوها معًا مما يساعد في كسر الحاجز بينك و بين ابويك و يساعدك في محاولة التعبير عن ما يدور بداخلك اكثر و اخبارهم بكل ما تريد .

المهم في كل النقاط هنا ان تحافظ على احترام والديك و محبتهم و ان تتبع معهم اساليب الاقناع فكلما اثبت لهم مدى جديتك و قدرتك على ادارة امور حياتك كلما حصلت على ثقتهم في تركك تواجه حياتك دون تحكم او تسلط مبالغ فيه , كما يجب ان تترك لهم المساحة الكافية من حياتك حتى لا يشعروا بانك تطردهم او تبعدهم عن امورك و دنياك فالاباء يبقون في حياتنا و نحتاجهم فقد واجهوا من امور الحياة ما يجعلهم اكثر خبرة و دراية بامورها و سنحتاج الى المشورة و النصيحة من وقت لآخر .