الجميع يعلم أن الأنهار هي مجاري للمياه العذبة بجريانها، لكن نهر الصخور الكبير في روسيا لا تجري به إلا الصخور، فهو مكان مختلط بالصخور الضخمة التي تتجمع أسفل جبال تاغاناي في منطقة الأورال الجنوبية، في أراضي تشيليابينسك أوبلاست روسيا.

نهر الصخور الكبير في منطقة جبال الأورال، روسيا

يصل طول النهر إلى 6 كلم أما متوسط عرضه فيبلغ 200 متر، أما في بعض الأجزاء الواسعة فيبغ 700 متر. و يعتقد العلماء أن هذا النهر تكون في العصر الجليدي الأخير، أي قبل حوالي 10 آلاف سنة. حيث أن في تلك الحقبة غطت طبقات من الجليد أعالي قمم جبال تاغاناي و بلغت إلى ارتفاعات تصل إلى 4800 متر. و هذا ما أدى إلى سحق كمية ضخمة من الجبال التي تفتت إلى ملايين الصخور و التي انزلقت بع ذوبان الجليد إلى آخر التل و كونت نهر الصخور الكبير و كل هذا بفعل الكمية الضخمة من الجليد.

ما سبب تسميته ؟

بالنسبة لسبب تسميته بــ “نهر” فليس لجريان الماء فيلم مثل الأنهار المعتادة، فالصخور فيه ثابتة لا تتحرك منذ آلاف السنين و لكن بسبب الشبه بين شكله و شكل الأنهار الأخرى فقط. بالإضافة إلى ذلك فالنهر يزخر بأشكال و أنواع مختلفة من الصخور من بينها صخور الكوارتز المدمجة و الصلبة، بما فيها صخور “أفينتورين” و هي صنف من أصناف الكوارتز و تتكون من الميكا و الحديد و مكونات أخرى، التي تمنحها التأثير المتلألئ اللامع. أما وزنها فيبلغ من 9 إلى 10 طن لكل واحدة. ثم تنخفض كتلة الصخور في النهر إلى عمق يبلغ حتى 6 أمتار.

و الغريب في هذا النهر أنه عندما تقترب منه، تسمع صوت نهر جار، كما أن الصوت يصدر من الجداول الصغيرة التي تجري تحت الصخور. إضافة إلى أن هذا النهر ليس الوحيد على هذا الشكل في العالم، حيث توجد انهار مشابهة له أصغر حجما و منتشرة في مناطق متفرقة من جبال الأورال.أما خارج روسيا فيوجد نهر مشابه له يمتد طوله إلى 2 كلم في جبل فيتوشا في بلغاريا.

جبال الاورال “

Уральские горы

“

هذه الجبال تصل بين قارة آسيا و قارة أوروبا و توجد في روسيا و قازاقستان. و هذه الجبال هي من السلاسل الجبلية التي يصل طولها لحوالي 2.400 كم في منطقة الجزء الغربي من روسيا. كما تمتد هذه الجبال في الجنوب من دائرة القطب الشمالي على غاية حدود دولة كازاخستان. و يعتبرها الكثير من علماء الجغرافيا من داخل الحدود الفاصلة بين قارتي أوروبا و آسيا. و تضم هذه الجبال كميات كبيرة من الثروة المعدنية.

و كانت عملية تعدين الملح من أهم النشاطات منذ القرن السادس عشر، في حين عرف في القرن الثامن عشر تعدين الحديد و النحاس. كما تعرف هذه المنطقة بالجوهر و الأحجار شبه النفيسة، و من أبرزها الزمرد و البريل و الملكيت و الجمشت. كما تضم باقي أنشطة التعدين إنتاج البوكسيت و الكروم و الفحم الحجري، و الذهب و الفضة و الزنك و الرصاص و النحاس و المغنسيوم و الحديد و البلاتين و النيكل و البوتاس.

تمت العثور على الزيت في غربي الأورال و اكتشفت حقول غاز و زيت جديدة في الجهة الشمالية الشرقية لهذه الجبال. كما تضم جبال الأورال واحدة من أكبر احتياطيات مادة الأسبستوس في العالم. و كان لإنتاج التعدين فعالية كبيرة في إمداد الإتحاد السوفيتي سابقا بالمعادن و الوقود في منتصف القرن العشرين ميلادي. أما هذه الجبال فقد تكونت جيولوجيا منذ نحو 300 مليون سنة في آخر العصر القديم.