لماذا تم التحذير من مشاهدة كرتون ” أميرات ديزني ” ؟

لطالما أحبت الفتيات كرتون ” أميرات ديزني” أكثر من باقي المسلسلات الكرتونية في السنوات الأولى. و منذ إطلاق شركة ديزني لشخصية ” الأميرة” سنة 2000، حتى أصبحت شخصية الأميرات منتشرة في كل مكان، فالبعض يجسد شخصيتهم في الألعاب و الأدوات و الحلويات و غيرها، بداية من الدمى و الفساتين و حقائب البذور و العنب.


طبيعة فطرية


و لهذا تأثرت الفتيات الصغيرات كثيرا بهذه الثقافة، و مثلما هو متوقع فالفتيات يحببن الأميرة، و لكن عندما تخالف الفتاة هذه القاعدة تظهر بأنها مانفية للطبيعة، مثل الفتاة التي ارتدت بذلة “هوت دوج” بدل زي الأميرة في يوم التصوير الخاص بملابس الأميرة. و لكن قصة أميرات ديزني تشجع على ثقافة أن جمال الفتاة هو ذو أكبر قيمة، مما يجعلهن يهملن الاهتمام بالصحة حسب قول “ريبيكا هاينس” الأستاذة المشاركة في الدراسات الإعلامية في جامعة سالم ستيت. كما أن السلسلة تدفع الفتيات إلى أن يكنن فاتنات و منقادات، همهن هو انتظار الرجل الذي تحبه من أول نظرة لينقذها.


أميرات ديزني


سلبية ثقافة الأميرات


و رغم أن هناك سلسلات كرتونية أخرى تسعى إل تصحيح هذه الفكرة مثل “إلسا” و ” آنا” و ” ميريديا” و  “ريبنزل” غير أن الشخصية لا تقدم أي أفكار حديثة عن تربية الفتيات. و قد قدمت صحيفة تنمية الطفل العلمية مؤخرا مقالا جديدا يتحدث بالتفصيل عن الآثار السلبية لثقافة الأميرات على الفتيات، اعتمادا على دراسة للمؤلفة “سارة كوين ” الأستاذة المشاركة في دراسات الحياة الأسرية في جامعة بريغهام يونغ” التي توصلت لهذه الدراسة بعد قراءة كتاب الصحفي بيجي أورينستين “سندريلا أكلت ابنتي”.


n-DISNEY-PRINCESS-large570


دراسة على الأطفال


و الكتاب يحكي عن ابنتها التي كانت في الثالثة من العمر،اتفقت كوين كأم مع أورينستين بخصوص معرفة ما يتم تسويقه من خلال “ثقافة الأميرات” و لكنها كباحثة اجتماعية وجدت أن هناك القليل من البيانات في العلوم الاجتماعية التي تتحدث عن الموضوع. قامت بالتعاون مع فريق لتصميم و إجراء دراسة على 198 طفلا من الفتيات و الفتيان في عمر ما قبل الحضانة و المدرية، و توصلت إلى بعض المخاوف من ثقافة أميرات ديزني فمثلا:

– كلما أحبت الفتاة ثقافة أميرات ديزني كلما أصبح تصرفها على طريقة الصورة النمطية للأنثى.

– الفتيات اللواتي لم يكن يهتممن بشكل الجسد، أصبحن بعد سنة يملن إلى الاهتمام بثقافة أميرات ديزني.

– لم يكن هنا تأثير إيجابي كبير بالفتيات الأميرات في الأمور الإيجابية، بل كل جد محدود.


les princesses de disney


أين تكمن إيجابية هذا المسلسل الكرتوني ؟


و لم تكن هذه النتائج مفاجئة لنقاد “أميرات ديزني” و لكنها إضافة جديدة إلى المنهج التربوي. فالدراسة أثبتت أن أفلام الأميرات ليست مؤذية لصورة الجسد بالنسبة للفتيات في السنة الأولى من متابعتها، و لكن التأُثر يبدأ بعد السنة الأولى.  كما أن هذه الثقافة كانت ذات تأثير إيجابي على الأولاد التي وازنت لديهم بعض الرسائل العدوانية التي تروجها أفلام كرتونية أخرى تستهدف الذكور.

لذلك حذرت الكاتبة من تتبع الفتيات لهذه الأفلام لفترة طويلة تجنبا للآثار السلبية حسب الدراسات السابقة المتعلقة بالمشكلات الخاصة بالصورة عن الجسد في بداية المراهقة لدى الفتيات. لذلك قامت كويت بإجراء دراسة أخرى مع الأطفال المشاركين لمدة 5 سنوات، و كانت النتيجة هي التواصل معهم في السن الذي يشعر الطفل فيه عادة بالرضى عن جسمه، لمعرفة ما إذا كان الشعور سيستمر طويلا. و لكن السلبي في الأمر هو أن الباحثون توصلوا إلى أن الفتيات كن أكثر أنثوية في سلوكهم تماما كالصورة النمطية التي يوصلها المسلسل الكرتوني و هو ما اعتبر من النتائج السلبية له.


disney princess