أصبحت أمراض القلب حديث الأطباء والعلماء المتخصصين في دراسة الأمراض القلبية ، حيث زادت في الفترة الأخيرة أمراض القلب بشكل كبير وملحوظ ، وهو ما أصبح لافتآ إلى مدى الخطر الذي تتسبب فيه هذه الأمراض ، وقد أجريت في الفترة الأخيرة دراسات مختلفة حول مدى إنتشار أمراض القلب ومدى إصابتها للكثيرين ،وقد توصلت هذه الدراسات إلى أن أمراض القلب قد زادت في الفترة الأخيرة بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف نسبة حدوث هذه الأمراض في الماضي ، كما زادت نسبة حدوث وفيات في مختلف دول العالم نتيجة الأمراض القلبية الخطيرة أيضآ ، وأبرز هذه الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول العربية .

ومع زيادة مخاوف الكثيرين من التعرض للإصابة بالأمراض القلبية ، حيث أن امراض القلب في الفترة الأخيرة لم تعد قاصرة على كبار السن فقط ، بل يصاب بها الأطفال والمراهقون وحتى الشباب ، ظهرت العديد من الدراسات لبحث أسباب أمراض القلب وما هي الأمراض الأخرى التي تؤثر على القلب ، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من أمراض القلب وعلاجها ، فأمراض القلب لا يتوقف تأثيرها على القلب بل ن بل يمتد هذا التأثير إلى أعضاء الجسم الأخرى والتي تصاب بالضرر نتيجة مرض القلب وإصابته بالضعف مع عدم قدرته على ضخ الدم للجسم بشكل جيد فتتأثر أعضاء الجسم بتأثر عمل القلب ، لذلك فمضاعفات أمراض القلب هي مضاعفات خطيرة لا يستهان بها على الإطلاق .

ومؤخرآ أصبحت الدراسات الخاصة بأمراض القلب أكثر عمقآ مما سبق ، فبدأت تهدف الدراسات الحديثة إلى دراسة الأسباب الغير مباشرة التي تتسبب في الإصابة بأمراض القلب ، بالإضافة إلى بحث طرق جديدة للكشف عن أمراض القلب ، فقد اكتشف الأطباء مؤخرآ أن من الممكن الكشف عن أمراض القلب قبل ظهور أعراضها العادية من خلال أعضاء أخرى بالجسم ، فمن الممكن حاليآ الكشف عن أمراض القلب من خلال صورة العين أو من أظافر القدم وما يطرأ عليها من تغيرات ، والجديد أيضآ هو ظهور دراسة تؤكد أن الرجال المصابون بالعقم ، أو اللذين لم ينجبوا أطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ، حيث أكد باحثون أمريكيون أن الرجال المصابون بالعقم هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية والوفاة نتيجة الإصابة بها ، وقد دفعت هذه الدراسة الباحثون إلى دراسة تأثر الخصوبة لدى الرجال بأمراض القلب ، وهل تحمي الخصوبة الرجال من أمراض القلب ، وقد أجرت إحدى جامعات كاليفورنيا دراسات متعددة حول العلاقة بين مشكلة العقم وأمراض القلب ، وتوصلت الدراسة إلى أن السيدات اللاتي لا يينجبن لا يعرضن للإصابة بالأمراض القلبية ، بخلاف الرجال الذين أثبتت الأبحاث إصابتهم بأمراض القلب في حالة كانوا يعانون من العقم .

وقد أثبتت هذه الدراسة التي أجريت على أكثر من 100 رجل أن العقم قد يكون أحد أكبر العوامل التي تضعف القلب وتؤثر عليه ، ويزيد هذا التأثر كلما تقدم الرجل بشكل أكبر في العمر وخاصة بعد تجاوز سن الخمسين ، وأضافت الدراسة أن الرجال الذين عانوا في فترات سابقة من حياتهم من العقم وتلقوا العلاج وتم علاجهم بنجاح يصبحون عرضة أيضآ للإصابة بأمراض القلب أيضآ عند التقدم في العمر ، وقد أوضحت الدراسة أيضآ أن الأمراض الأكثر تهديدآ للرجل الذي يعاني من العقم هي أورام القلب وأمراض إنسداد وضيق الشرايين .

والسبب في حدوث أمراض القلب نتيجة للعقم هو حدوث خلل في هرمونات الجسم الجنسية تؤثر هذه الهرمونات على صحة القلب وهو ما يحدث على المدى البعيد ، وقد رجح بعض العلماء أن بعض الهرمونات المسئولة عن الإنجاب قد تساهم في الحماية من أمراض القلب .

ويؤكد أطباء القلب أن من خلال هذه الدراسة يمكن الكشف المبكر عن أمراض القلب ، حيث تساهم هذه الدراسة في لفت الإنتباه إلى عمل كشف مبكر عن أمراض القلب من خلال الأبحاث والفحوصات المتقدمة والتي تمكن من الكشف عن الخلل الموجود بالجسم والذي يؤثر على الخصوبة ويؤثر في الإصابة بأمراض القلب في المستقبل القريب .