جراحة استئصال بطانة الشريان السباتي
إن أمراض القلب والشرايين هي أمراض خطيرة ، حيث تؤثر هذه الامراض بشكل كبير على صحة المريض بالسلب ، ولا يتوقف التأثير الضار على القلب قحسب ، بل يمتد هذا التأثير ليشمل أعضاء الجسم كلها ، فالقلب هو سر عمل الجسم وسر حياة الإنسان ، لذلك فعند إصابة القلب والشرايين بمرض تتأثر معهم باقي الأعضاء أيضآ ، وأمراض الشرايين هي الجزء الأخطر في أمراض القلب ، فالشرايين الخاصة بالقلب يقع عليها مسئولية توصيل الدم المحمل بالأكسجين من القلب لأعضاء الجسم الأخرى ، أي أن القلب يقوم بضخ الدم وتتولى الشرايين توزيعه وتوصيله للجسم كله ، لذلك فعند إصابة الشرايين القلبية بمرض من أمراض القلب تعجز هذه الشرايين عن توصيل الدم للجسم نتيجة إصابتها إما بالإنسداد أو الضيق فتعجز عن القيام بوظيفتها الهامة وهي كونها ممرات لتوصيل الدم للجسم .
والشرايين تتواجد في جميع أجزاء الجسم وليست في القلب فقط ، فهناك شرايين في الساقين والذراعين وشرايين في الدماغ والقلب وغيرها من أعضاء الجسم الهامة ، وتعد شرايين الرقبة والدماغ هي أهم شرايين الجسم بعد شرايين القلب ، حيث يؤدي إنسداد هذه الشرايين إلى حدوث عواقب صحية خطيرة قد تؤدي لوفاة المصاب على الفور نتيجة عدم وصول الدم بشكل كاف لجزء هام من أجزاء الجسم .
والشريان السباتي هو أحد أهم الشرايين الموجودة بالرقبة والدماغ ، ويقوم هذا الشريان بمداد الدماغ بالدم اللازم لها ، ويتعرض الشريان السباتي للإصابة بالعديد من الأمراض أبرز هذه الأمراض هو إنسداد أو تضيق الشريان السباتي ، وغالبآ ما تحدث السكتات الدماغية نتيجة إنقطاع وصول الدم للدماغ أو نتيجة قلة كمية الدم التي تصل للدماغ والتي يحتاجها الدماغ لتغذيته بشكل كاف ، وهو ما يتسبب في سكتة دماغية بسيطة أو خطيرة ، قد تتسبب مضاعفاتها في الوفاة المفاجئة نتيجة توقف عمل الدماغ فيتوقف القلب معها عن العمل بشكل مفاجيء ، وغالبآ ما تحدث السكتات الدماغية نتيجة مشكلات الشريان السباتي المغذي للدماغ ، لذلك ظهر في الفترة الاخيرة إهتمام كبير بمشكلات الشريان السباتي وبكيفية علاجها إما من خلال الأدوية العلاجية أو من خلال التدخل الجراحي .
جراحة استئصال بطانة الشريان السباتي :
وتعد جراحة استئصال بطانة الشريان السباتي أحد أحدث طرق علاج مشكلات الشريان السباتي ، حيث ظهرت هذه الجراحة بعد زيادة أمراض الشرايين السباتية .
وعن كيفية إجراء هذه الجراحة فيقول الأطباء أن هذه الجراحة يتم إجراءها من خلال عمل شق جراحي في الرقبة حتى يتم الوصول للشريان السباتي ، وعند الوصول لهذا الشريان يقوم الطبيب بتغيير مجرى الدم بشكل مؤقت أثناء الجراحة فقط ، حتى يتمكن من العمل بشكل جيد ، بعدها يقوم الطبيب بعمل استئصال لبطانة هذا الشريان والمتسببة في الضيق أو الإنسداد ، وبعد أن تتم هذه الخطوة يبدأ الطبيب في إعادة جريان الدم في هذا الشريان ، وبعد التأكد من عودة جريان الدم بشكل طبيعي يقوم الطبيب بخياطة الشق الذي تم عمله ، ويلاحظ أن بعض الحالات المرضية تستدعي عمل ترقيع للشريان السباتي قبل الإنتهاء من الجراحة ، ويتم الحصول على الرقعة من فخذ المريض وتحديدآ من إحدى أوردة الساق ، والتعافي من جراحة استئصال الشريان السباتي يتم بشكل سريع ، فحتى الطبيب لا يقوم بوضع المريض بالرعاية المركزة فترة طويلة ، وتعتمد سرعة التعافي على حالة المريض الصحية والعمرية .
مضاعفات جراحة استئصال الشريان السباتي :
لا تخلو أي جراحة من نسبة إحتمال حدوث مضاعفات ، وأيضآ هذه الجراحة تشكل نسبة من الخطر نتيجة إحتمال تعرض المريض لبعض المضاعفات الخطيرة ، وبالرغم من تأكيد الأطباء أن نسبة حدوث مضاعفات هي نسبة ضعيفة إلا أن هذه النسبة مازالت موجودة حتى لو بشكل بسيط ، وأبرز هذه المضاعفات هي إحتمال إصابة المريض بعد العملية بنوبة قلبية ، أو الإصابة بسكتة دماغية ، وقد يتعرض أيضآ المريض لإحتمال حدوث نزيف في الشريان وهو ما قد يستدعي الدخول غرفة العمليات على الفور للسيطرة على النزيف ، وقد يتسبب الجرح الغير معقم في عدوى أو تلوث بالرقبة أيضآ .
والأهم بعد هذه الجراحة هو تأكيد الأطباء على أهمية البعد عن الدهون المشبعة ، والبدء في نظام غذائي يهدف لخفض الدهون المشبعة بالدم لتجنب إنسداد الشرايين مرة أخرى .