وفاة مصبح الظاهري مؤسس جريدة النخي

رحم الله الشيخ مصبح الظاهري فلكل بداية نهاية ولكل أن أوان ولكل أجل كتاب إن لله وان إليه راجعون ، و بما أن لكل أصل منشأ ولكل منشأ علامة بارزة لا يمكن أن يتم تجاهلها أو نسيانها أو التخلي عنها ولذلك فان جريدة النخي في الإمارات لا يمكن لأحد أن يقلل من حجمها على الإطلاق ولكي نعرف ما هي جريدة النخي لابد من أن يعرف الجميع أن سر وجودها هو الشيخ مصبح بن عبيد بن مصبح الخميساني الظاهري  الذي وافته المنية ، عليه رحمة الله واسكنه الله فسيح جناته.


مصبح الظاهري وقصة كفاح


فعن عمر يناهز المائة والعشرون عاما قد فارق الحياة الشيخ مصبح بن عبيد بن مصبح الخميساني الظاهري الذي ولد في عام 1896 وهو من أول من مارس الصحافة في الإمارات وهو مؤسس جريدة النخي أقدم صحيفة إماراتية منذ أن تم تأسيس الدولة الإماراتية الحديثة وهذا كان عام 1934 م  ، وقد فارق هذا الكاتب العملاق الحياة عصر الحادي عشر من يونيو لعام 2016 تاركا بصمة أدبية رائعة وتاريخ حافل من الكتابات التي لا يمكن لإماراتي أن ينكرها أو يتجاهلها ، فنحن أمام تاريخ من الصحافة الإماراتية لا يمكن أن يمر مرور الكرام ، خاصة وان هذا الكاتب الراحل قد تم تعليمه على يد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الأول وهو عم الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله مؤسس دولة الإمارات الحديثة .

فقد بدأ الشيخ مصبح بن عبيد في كتابة الأخبار وإنشاء جريدة النخي والتي كانت تكتب في البداية على سعف النخيل ويتم تعليقها في المقهى الخاص به الذي كان يقدم فيه النخي والشاي والقهوة لكل الحاضرين وكان الغرض من إنشائها هو جمع الزبائن له على المقهى ليعرفوا كل جديد من خلاله ،  وكان متطور بشكل كبير في هذا المقهى حيث كان المقهى الوحيد الذي يقدم أفضل المشروبات في العين وكذلك لديه جهاز لغرامافون لتشغيل الموسيقى للحاضرين أن ذاك ، علاوة على تاريخ جريدة النخي الرائد في الإمارات فيكفي أن يقوم هذا الرجل بإصدار مجلته بهذا الشكل وتظل خالدة في الأذهان إلى ما يقرب من مائة سنة وكانت تكتب فقط على الجريد وأجزاء النخيل  ،  لتكون جريدة أسطورية  ليقرأها الجميع بمدينة العين أن ذاك منذ ما يقرب مائة سنة إلى الآن ، فكان أيضا حينها  ييسر الأمر لمن لا يعرف القراءة فيقوم بقراءة ما بها من أخبار ومقالات قد قام بكتابتها ، إلى أن تطور الأمر بعد ذلك بكتابة الورقة التي كان يكتب فيها ما يريد كتابته من أخبار ومقالات ومن ثم يقوم بطباعتها ونشرها وبيعها على المهتمين بأمور الإمارات وهذه كانت شرارة البدء في إقامة مجلة أو جريدة النخي التي أسسها الشيخ مصبح بن عبيد عيه رحمة الله التي لم تستمر كثيرا حقيقة غالى أن أوقف إصدارها الشيخ مصبح الظاهري حسب ما قاله رحمة الله عليه انه تم وقفها تحاشيا للانجليز وأفعالهم المؤذية


التاجر مصبح الظاهري


علاوة على انه كان كاتب وأديب ناجحا في كتابة الأخبار وإنشاء الجريدة العظيمة جريدة النخي ، فهو يعتبر تاجر ناجح جدا ومن ضمن التجار المشهورين في الإمارات قديما ، فهو أول من شيد محال تجاريا من الطين في سوق العين القديم ، فمنذ نعومة أظافره وهو يريد البناء والتقدم للإمارات كلها وليس له فقط فنحن نتحدث عن محالات تجارية قد بنيت من الطين ومغسلات للثياب في زمن لا احد يعرف كيف يتم غسيل الملابس إلا بالطين والماء فقط دون معرفة الصابون ومساحيق الغسيل.


الشاعر مصبح الظاهري


الشيخ مصبح بن عبيد الظاهري  لم يكن فقط كاتب في الصحف أو مؤسس لصحيفة إماراتية، بل كان مبدع في كتابة الشعر في أغراضه المختلفة فكان رائع للغاية في كتابة شعر الغزل وكثير من فروع الشعر العربي ، فكم كتب في مدح حكام الإمارات من قبل ، وكم وصف كل إمارة من الإمارات بأجمل الكلمات وأروع الأوصاف.

رحم الله الفقيد ووسع الله له في مدخله وان لله وان إليه راجعون ، وهكذا تكون نهاية الأبطال فكل من يساهم في بناء بلده لابد وان يكون له تكريم في دنياه وأيضا حين وداعه ، والشيخ مصبح الظاهري بالفعل علامة بارزة في سماء الإمارات لا يمكن أن تيتم محوها أو إنكارها .